تبقى أقل من عام على دخول الكرة السودانية في عهد الاحتراف الافريقي بناءً على تعليمات الاتحاد الدولي التي فرضت على الاتحادات الوطنية إنشاء مؤسسات لإدارة الدوريات وتحويل الاندية إلى شركات وفق ضوابط معينة ومعايير محددة , حيث لازال اتحادنا ينادي بتنفيذ الفكرة ولكن للأسف لاتبدو هنالك أي بوادر لوجودها على أرض الواقع . تخلف السودان عن ركب الاحتراف الافريقي أصبح مجرد وقت ليس إلا والدليل أمامنا لأن عجز الاتحاد حتى الان في الوصول لاتفاق مع قناة لنقل الدوري الممتاز يعتبر امتدادًا لفشل ظل يلازمه لفترة طويلة , ولايعقل أن يفشل الاتحاد في تسويق منتجه رغم مرور جولتين وننتظر منه بعد كل هذا أن يدخلنا في عصر الاحتراف.
بعد الاحداث الجارية حالياً لا اعتقد أن الاندية أو الجمهور سيثقان في قدرة الاتحاد على مواكبة الاحتراف الافريقي والاحاديث التي تخرج من هنا وهنالك على لسان معتصم ومجدي ستكون مجرد حبر على ورق لأن الوقت اقترب دون أن نشاهد أي خطوات ايجابية في هذا الملف .
وجود نقل تلفزيوني يعتبر من أساسيات وجود بطولة محترفة بل أن الاتحاد الدولي يفرض وجود معايير معنية في النقل تشمل توفير منطقة المكس زون والمناطق داخل الملعب للقيام بالتصريحات التلفزيونية إضافة إلى المؤتمرات الصحفية التي تسبق المباريات وتعقبها.
الاتحاد مطالب في الوقت الحالي بتوضيح مايحدث بخصوص مصير النقل التلفزيوني لأن هنالك حالة من الاحتقان وسط الجماهير بسبب هذا التجاهل الذي يحدث حالياً للجولة الثانية على التوالي .
أجمع الكثيرون على أن دوري الموسم الحالي يبدو أفضل فنياً في ظل تلاشي الفوارق بين الأندية الكبيرة والصغيرة , وأكدت مباريات الجولتين الأولى والثانية هذا التوجه , لأن الهلال وجد صعوبة كبيرة في تخطي عقبة النسور وأفلت المريخ حامل اللقب أيضاً من قبضة الموردة التي قدمت مباراة كبيرة .
تطور الأندية الصغيرة وقدرتها على الوقوف أمام الهلال والمريخ له أسباب عديدة وفي اعتقادي أن أبرزها هو توفر الخبرة للكثير من لاعبي هذه الاندية والثقة التي اكتسبوها في السنوات الأخيرة , يضاف إلى كل هذا أيضاً بعض اللاعبين الذين يشطبون من ناديي القمة ويذهبون للأندية الأخرى الذين أصبح لهم دور كبير في مثل هذه النتائج .
الكرة السودانية ستكون المستفيد الأول من تلاشي الفوارق بين الكبار والصغار لأن الثورة التي أحدثتها بعض الأندية سوف تدخل الخوف وسط لاعبي الهلال والمريخ الذين أصبحوا يدركون صعوبة أي مباراة عكس ما كان يحدث في السنوات الماضية.
والشئ الملاحظ كان على برمجة المباريات والتي وضعت الهلال للجولة الثانية على التوالي خارج ملعبه , ولا أدري ما هي أسس هذه البرمجة والتي يفترض أن يلعب فيها أي فريق مباراة في أرضه والأخرى خارجها وهكذا.
الهلال سيلاعب الأهلي الخرطوم في الجولة القادمة والفوز سيكون هو المطلب الأساسي لأن أي تعثر في الوقت الحالي سيكلف الكثير في ظل المنافسة المحتدمة بين القمة وبقية الأندية , فالوقت الحالي يفرض على الأزرق تضييق الخناق على المريخ لأن المطاردة ستكون حاضرة دائماً ..