في كل موسم تتكرر نفس المشاهد على خشبة مسرح انتقالات اللاعبين او ماتعرف بالتسجيلات , فالاندية تتحرك في الساعات الاخيرة لقيد اللاعبين الاجانب نظرا لظروف الطيران وخلافها التي تتسبب في تاخير وصولهم الى السودان , وهذا ما حدث مع محترف الهلال سيدي بيه عند قدومه من مالي . من قبل اضطر الهلال للتعاقد مع يوسف محمد في انجولا بالساعات الاخيرة , ورفض اكمال التسجيل مالم يحضر اللاعب امام مجدي شمس الدين الذي كان متواجدا وقتها في اجتماعات الكاف قبل انطلاق كاس افريقيا 2010 . وحدث هذا الشئ مع الهلال في الانتقالات الحالية والماضية وغيرها وسوف تتكرر ذات الحلقة في المستقبل مالم يغير اتحاد الكرة من نهجه الحالي ويبدل اسلوبه العقيم في التعامل مع فترة الانتقالات وزيادة مدتها , فالاتحاد يتسبب في احراج الاندية وتضّييق الخناق عليها بسبب ضيق الفترة التي لاتتعدى عشرين يوما . يتعامل اتحاد الكرة عندنا باساليب بدائية مع الانتقالات ولم يطور الاتحاد من عمله الذي عفا عليه الزمن وهو لايساعد الاندية في انجاز تعاقداتها بشكل سليم ودون ان تقع في المطبات و المشاكل المتكررة . الانتقالات الشتوية هي في الاصل تكميلية عند كل الاتحادات الوطنية الاخرى ولكن لاننا من كوكب اخر فان فترة الانتقالات الشتوية تعتبر هي الرئيسية في اتحاد كرة القدم السوداني , ورغم ذلك نجد ان مدتها عشرون يوما فقط تبدا من 1 ديسمبر وتنتهي في العشرين منه الساعة الثانية عشرة مساءا . تمنح كل الاتحادات الوطنية انديتها فترة كافية لابرام تعاقداتها ويكفي ان فترة الانتقالات التكميلية في كثير من الاتحادات تمتد لشهر تبدأ في الاول من يناير وتنتهي في الحادي والثلاثين منه , بينما تمتد فترة الانتقالات الصيفية الرئيسية لشهرين على الاقل , وهما فترتان كافيتان للاندية . ويمنح الاتحاد الدولي الفرصة لكل اتحاد وطني لحديد فترتين لانتقالات اللاعبين وفق المدة التي تناسبه ولم يفرض الفيفا على اتحاد كرة القدم السوداني تحديد مدة الانتقالات الحالية بعشرين يوما , ولكن اتحادنا ( بشفقته ) هو الذي اراد تشديد الخناق على الاندية واحراجها . ومن المؤكد ان مدة عشرين يوما لاتكفي الاندية لكي تختبر اللاعبين الاجانب وتقف على مستوياتهم ومن ثم تبدا التفاوض واذا وصلت لذلك يتم التعاقد ومن ثم طلب شهادات النقل الدولية , ومن المؤكد اذا اراد اي ناد التعاقد مع ثلاثة اجانب فقط لن تكفيه هذه المدة الضيقة . الامر الاخر يتعلق باسلوب تسجيل اللاعبين , فاتحاد الكرة عندنا ايضا يجبر اي ناد باحضار اللاعب الى مكاتبه ليقوم بالتسجيل و ( البصمة ) في الاوراق الخاصة بالتسجيل , وهو اسلوب عفا عليه الزمن ولايتناسب مع متطلبات الاحتراف . وفي الوقت الذي عمل فيه الاتحاد الدولي لتسهيل عملية الانتقالات من خلال اطلاق برنامج TMS , وهو نظام على الإنترنت يجعل الانتقالات الدولية للاعبين بين الأندية أسرع، وأسهل وأكثر شفافية، نجد ان اتحادنا وموظفيه يساهمون في عرقلة هذه الانتقالات لانهم يعيشون في واد . غريب امر اتحاد كرة القدم السوداني الذي لايواكب اي شئ من متطلبات الاحتراف ويتعامل مع الانتقالات بطريقة بدائية ليسبب بالتالي مشاكل بالجملة للاندية في ظل تضييقه الخناق عليهم بفترة تسجيلات ضيقة للغاية . اجبار اللاعبين الاجانب والمحليين على الحضور على مكاتب الاتحاد و( تبصيمهم ) يجعل اتحاد الكرة اشبه بصندوق المعاشات , وعندما نرى مئات الاشخاص يحيطون باللاعبين لحظة التوقيع نشعر ان كرتنا متخلفة مئات السنوات عن بقية الدول . والواجب على اتحاد الكرة ان يعمل صيغة عقود موحدة وفق اللوائح الدولية ويوزعها على الاندية لتكون بمثابة نموذج يجب تطبيقه , وعلى النادي اتمام تعاقده وفق فترة الانتقالات ومن ثم يتم عمل النموذج في برنامج الفيفا الالكتروني من قبله ومن النادي الاخر الذي انتقل منه اللاعب . الكل يتطور واتحاد كرة القدم لازال محلك سر , حالة من التخبط والعشوائية في كل شئ , ومع كل هذا يريد هذا الاتحاد تطبيق متطلبات الاحتراف في 2013 وانا شخصيا اشك في قدرة هؤلاء على تطبيق سطر من لائحة الاحتراف للدوريات .. [email protected]