كلمة عاجل (طالعة موضة) هذه الأيام مثل المواقع الإخبارية الجديدة التي تم إنشاءها على شبكة الإنترنت في الفترة الأخيرة واستطاعت أن تقدم خدمة إخباربة جيدة خلال الفترة (الساخنة) الماضية التي شهدت عدد من الأحداث الرياضية من ذوات (الثقل).. واستطاعت أن تغني الرياضيين عن الحاجة للإنتظار حتى اليوم التالي لشراء الصحف ومطالعة الأخبار .. رغما عن أن الصحافة الورقية تمتلك المساحة الزمنية التي تمكنها من الإستيثاق من صحة الخبر قبل نشره .. وهذا هو الفخ الذي وقعت فيه عدد من الصحف الأليكترونية التي نشرت الكثير من الأخبار (المضروبة) بعد أن غرتها السهولة والسرعة الكبيرة التي يتيحها النشر الأليكتروني مما جعل الكثيرون يفقدون الثقة فيها وهو ما يهدد مستقبل الإعلام الأليكتروني عموما .. وربما يساهم بشكل كبير في فقدانه للشعبية والمتابعة رغما عن الحاجة الملحة له بحسب متطلبات العصر والمرحلة .. !! لو كانت الصحافة الأليكترونية السودانية حاضرة عندما تم إعلان إستقلال السودان لما أستغربنا إذا ما وجدنا وبعد 57 عاما أي اليوم هذا الخبر موجودا في الصفحات الأولى لهذه الصحف مقرونا بكلمة ( عاجل ) المكتوبة باللون الأحمر كمان .. وأرغب هنا في الإشارة لإهمال عدد من الصحف الألكترونية لإجراء عملية التحديث المنتظم لمواقعها .. فتجد الخبر الذي كان قبل شهر عاجل و (بفلوس ) موجود تحت نفس الخط العريض (عاجل )حتى بعد أن أصبح (ببلاش)..وانتشر مكتوبا على الصحافة الورقية وعلى (الحيطان) أيضا .. !! والمتابع للصحافة الأليكترونية اليوم يصاب بالملل وهو يجد عشرون خبرا تحت ترويسة (عاجل ) هذه وغالبيتها أخبار قديمة أكل الدهر عليها وشرب ..!! فيفقد ثقته في الموقع والقائمين على أمره .. فالأمر أشبه برجل لا يهتم و ينظف نفسه .. فينفر الناس منه ... ومن مشهده القببح .. لذلك فإن عملية التحديث والأرشفة الألكترونية أمر مهم للغاية تكسب الموقع إحترام الناس وثقتهم .. فيكسب بالتالي جماهيرية ومتابعة عالية جدا .
هي نصيحة أردنا تقديمها للقائمين على أمر الصحف الألكترونية التي انتشرت بكثافة في الفترة الأخيرة .. لأنها يمكن أن تكون مصدرا للنقل وواجهة عالمية لكل باحث عن أخبار السودان الرياضية والإجتماعية لذلك ينبغي عليها تحري الصدق في النقل والإهتمام بعملية التحديث والأرشفة .. فالإعلام الإسفيري هو تحدي العصر القادم الذي لا نرغب في خسارته هو أيضا ..!!
نصيحة أخري نرغب في بثها للصحف الورقية التي تمتلك مواقعا على شبكة الإنترنت .. عليها أن لا تعتمد فقط على إستخدام مواقعها لنشر ما سوف يكتب (غدا) على نسخها الورقية .. بل المطلوب فتح جزء من الموقع لنقل الأخبار العاجلة ومتابعتها لحظة بلحظة .. حتى تجد لنفسها مكانا في الثورة الألكترونية القادمة التي تهدد وجود الصحف الورقية وهذا أمر سوف يحدث قريبا جدا .. فما حاجة الرجل لشراء صحيفة ليقرأ أخبارا كان قد طالعها قبل أمس على هاتفه النقال ..!! على الصحف الورقية أن تبذل المزيد من المجهود وتحضر نفسها جيدا فالثورة قادمة قادمة أكاد أرى (عجاجتها) ..!!
خبر صغير نرغب في أن نهديه للمطمئنين على مستقبل الصحافة الورقية .. مجلة (نيوز ويبك) الشهيرة .. المجلة الإخبارية الأشهر على مستوى العالم والتي تصدر من الولاياتالمتحدة وتوزع في غالبية دول العالم (يوميا).. أعلنت مؤخرا عن عدم إصدارها للنسخة الورقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب عدم وجود إقبال على الشراء في السوق الأمريكية بعد أن أصبح الإعتماد كليا على قراء هذه الإصدارة الكترونيا على الإنترنت .. !!
كل مؤسسة تمتلك عملا (بيزنس) ناجحا أصبحت تعطي أهمية كبيرة للتخطيط للمحافظة على النجاح في المستقبل .. وهو ما يسمى إصطلاحا (الإستمرارية Sustainablity).. فالإيقاع السريع في وتيرة الحياة ينبغي أن يدفع الجميع للإستعداد جيدا للتغيير القادم .. !!
هل تعلم أن شركة (نوكيا) العالمية التي كانت تسيطر على سوق صناعة الهاتف السيار قد سرحت 5000 من موظفيها بعد التراجع العظيم في إيراداتها وأرباحها.. بل هي الآن من الشركات المهددة بالإفلاس والفناء .. والسبب أنها قد ظنت أنها قد وصلت لقمة النجاح ولا يمكن أ ن يطالها مكروه .. لم تخطط هذه الشركة للمستقبل ونامت على عسل نجاحها السابق .. ثم استفاقت عندما وجدت شركات (آبل) و (سامسونج) تلطمانها باليمين والشمال لتخرج من السوق وتقعد ملومة محسورة .. !!
