حذر تيار الإصلاح في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان من التفاف بعض قيادات الحزب حول قرار المشير عمر البشير بعدم الترشح مرة ثانية في الانتخابات القادمة بعد عامين، وشدد على أنه سيقاوم بقوة من وصفهم بالطفيليين وأصحاب المصالح بالتحرك ضد إرادة البشير في التنحي. وقال عبد الغني أحمد إدريس، المتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح في المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لصحيفة (الشرق الأوسط) ، أن إعلان البشير عدم الترشح مرة أخرى في الانتخابات القادمة يجد الترحيب. وأضاف (لكن هناك قيادات ومجموعة من الانتهازيين والطفيليين تعمل وسط قواعد الحزب في الولايات لإثناء البشير عن إعلانه عدم الترشح)، وقال ( نحن نحذر من هذا الاتجاه، وسنقاومه بكل قوة ، لأن ذلك ضد إرادة البشير نفسه ولا بد من تنفيذ قراره دون التفاف حوله). وكانت (حريات ) اعتبرت حديث البشير بعدم رغبته في ترشيح نفسه للانتخابات بأنه قد يكون بالونة اختبار لجس نبض خصومه داخل المؤتمر الوطني من جهة ولمعرفة ردود أفعال المعارضة من جهة أخرى لتخديرها ووقف حراكها للعمل على اسقاط النظام ) . وقال مراقب سياسي ( من الصعوبة تنحي البشير وقد يدفع بعض المحيطين به بمسرحية مكشوفة مثل مذكرات من ملايين السودانيين تطالبه بترشيح نفسه وهو ما يجعله يتراجع عن حديثه رغبةً في ارضاء الشعب السوداني )، إلا أن المحلل لم يستبعد في ذات الوقت رضوخ البشير لضغوطات دولية وإقليمية ومنحه ضمانات عدم المساءلة في جرائم دارفور أو لظروفه الصحية ويبقى ذلك أمراً ضعيفاً) . وأضاف المراقب ( كثيراً ما سمعنا تصريحات للبشير يكون هو أول من ينقضها ، ولذلك من المبكر الحكم النهائي على تصريحاته). وأشار عبد الغني إلى مجموعة يقودها نائب رئيس الحزب الدكتور نافع علي نافع تسعى وسط قواعد الحزب في الولايات للتراجع عن ذلك الإعلان وإعادة البشير مرة أخرى، ووصفها بأنها عملية غير أخلاقية، وقال إن مجلس الشورى في اجتماعه الأخير في فبراير الماضي خرق النظام الأساسي، فبدلا من إقرار خطة إعادة البناء التي تستمر 6 أشهر لترشيح الرئيس الجديد وقيام المؤتمر العام في أكتوبر المقبل، فإن «هذه المجموعة تعمل على تأجيل المؤتمر حتى ينعقد مع اقتراب الانتخابات ليضعوا العضوية أمام الأمر الواقع بإعادة انتخاب البشير مرة أخرى». وقال «إننا نقول لهم إن القواعد التي نشأت في الحركة الإسلامية والحزب ليست كتلا صماء تتم قيادتها بالإشارة أو العصا»، وأضاف «هذا مرفوض، وسنقاوم أي اتجاه لإعادة انتخاب البشير، وإن دعا الأمر ستكون مقاومتنا بالقوة». ويعتبر نافع أن البشير يمثل غطاء لوجوده السياسي واستبداده وفساده المالي، لأن أي معادلة سياسية جديدة سوف تبعد نافع عن المسرح السياسي خاصة لو كان على رأسها علي عثمان محمد طه . لذلك يشكل نافع مركز قوى مع مجموعات من العسكريين والأمنيين تدفع البشير للتراجع عن اعلانه عدم ترشحه للرئاسة . وكان البشير قد أعلن قبل يومين خلال حوار صحافي أنه لن يترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2015، وقد أثار الإعلان ردود فعل واسعة حتى داخل حزبه. وقال إدريس إن إعلان البشير رفضه الترشيح للرئاسة مرة أخرى لم يكن المرة الأولى، وأضاف أن الانتخابات التي جرت في عام 1996 كانت تحت شعار «الولاية الثانية». وأضاف أن البشير عاد مرة أخرى بانتخابه في عام 2000، وتم إبقاؤه في الحكم في عام 2005 بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية. وقال إن الانتخابات الأخيرة في عام 2010 كانت أيضا باسم الولاية الثانية، وأضاف «استمرت الولاية الثانية 15 عاما، وما يحدث هو لعب على السودانيين ويعتقدون – مجموعة نافع علي نافع – أن ذاكرة الشعب ضعيفة»، وقال إنه على الجميع تشجيع البشير للمضي في قراره الذي جاء وفق إرادته.