احتل السودان المرتبة رقم ( 33 ) فى قائمة اسوأ بلدان العالم من حيث وفيات الاطفال تحت سن الخامسة ، بحسب تقرير منظمة الاممالمتحدة للطفولة ( يونيسيف ) الصادر 30 يناير 2014 . وصدر التقرير تحت عنوان ( كل طفل مهم : التفاوتات الكاشفة والنهوض بحقوق الطفل ) ، ويكشف عن التقدم الذى احرزه العالم فيما يتعلق بحقوق الطفل ، كما يكشف عن الانتهاكات . وتشير أرقام تقرير اليونيسف حول وضع الأطفال في العالم لعام 2014 إلى إنقاذ نحو 90 مليون طفل من الموت بفضل التقدم في توفير اللقاحات والخدمات الصحية وخدمات الصرف الصحي والمياه. كما أدت التحسينات في التغذية إلى انخفاض التقزم بنسبة 37 في المائة منذ عام 1990. وفيما يتعلق بالتعليم زاد الالتحاق بالمدارس الابتدائية، حتى في البلدان الأقل نمواً : وفي حين أنه في عام 1990 كان هناك 53 طفلاً فقط من كل 100 طفل في تلك البلدان يلتحقون بالمدارس، فبحلول عام 2011، ارتفع هذا العدد إلى 81 طفلاً من كل 100 طفل. إلا أن الإحصاءات تكشف ايضا عن الانتهاكات المستمرة لحقوق الطفل، حيث توفي نحو 6.6 مليون طفل دون سن الخامسة عام 2012، لأسباب يمكن الوقاية منها، في انتهاك لحقهم الأساسي في البقاء والتطور. ويبرز التقرير ظاهرة عمالة الأطفال حيث يضطر خمسة عشر في المائة من الأطفال في العالم إلى العمل، مما يقوض حقهم في الحماية من الاستغلال الاقتصادي وينتهك حقهم في التعلم واللعب. وحول ظاهرة الزواج المبكر يفيد التقرير بأنه يتم تزويج إحدى عشرة في المائة من الفتيات قبل بلوغهن سن 15 عاماً، مما يهدد حقوقهن في الصحة والتعليم والحماية. ويقول التقرير : ( إن البيانات، في حد ذاتها، لا تغير العالم، ولكنها تجعل التغيير ممكناً -عن طريق تحديد الاحتياجات، ودعم أنشطة المناصرة ، وقياس التقدم المحرز. والأهم من ذلك هو أن يستخدم صناع القرار البيانات لإحداث تغيير إيجابي، وأن تتاح البيانات للأطفال والمجتمعات المحلية لاستخدامها في محاسبة المسؤولين ) . وكانت اسوأ البلدان من حيث وفيات الاطفال على التوالى : سيراليون ، انقولا ، تشاد ، الصومال ، الكونقو ، افريقيا الوسطى . وجاء ترتيب السودان من حيث السوء في المرتبة ( 33 ) ، ومن بين ( 1,263 ) مليون طفل عدد المواليد سنويا فى السودان فان 89 الف طفل يتوفون قبل سن الخامسة . وتبلغ نسبة وفيات الاطفال اقل من سنة 49 % ونسبة الاطفال الاقل وزنا 32 % ونسبة الاطفال الاقل وزنا بصورة حادة 13 % . وسبق واكدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونسيف) بالسودان ، في الحوار حول نتائج المسح الذي نفذته وزارة الصحة الاتحادية ومعها ( يونسيف) ومنظمات الأممالمتحدة 29 يناير 2014 ، اكدت ارتفاع معدلات سوء التغذية في السودان، لافتة إلى إصابة مليوني طفل بسوء التغذية . واقرت ندى جعفر مديرة إدارة صحة الطفل بوزارة الصحة إن معدلات التقزم لدى الأطفال حسب نتائج المسح بلغت 30 % . جدير بالذكر أنّ حوالي 15 في المئة من السكان في السودان هم من الأطفال دون سنّ الخامسة ويواجه هؤلاء الأطفال تهديدات كبيرة ، حيث يعانى أكثر من 28 في المئة من الأطفال دون سنّ الخامسة من مرض الإسهال ولم يتلقَّ أكثر من 40 في المئة من الأطفال المصابين العلاج مطلقاً. ولا تتوافر لأكثر من 40 في المئة من السكان فرصة الوصول إلى موارد المياه الآمنة، كما لا تتوافر لدى 69 في المئة من السكان إمكانية الوصول الكافي إلى مرافق الصرف الصحي، علماً أن المياه الآمنة ومرافق الصرف الصحي عاملان يسهمان في حدوث مرض الإسهال. وقد أظهرت الدراسات أن الإسهال الناجم عن إستخدام المياه غير المأمونة وسوء الصرف الصحي هو السبب الثاني الأعلى في وفيات الأطفال على مستوى العالم، وكذلك في السودان. إذ ان المياه الملوثة وسوء النظام الصحي والنظافة يؤثرون أولا على الأطفال. وأسوأ من ذلك بكثير إذ ان لها أثر مدمر على كل جانب من جوانب حياة الطفل، من عملية البقاء على قيد الحياة والتنمية الى التعليم. و بحسب يونيسيف فان الأدلة تشير إلى أن ما معدله 110 أطفال حديثي الولادة يتم التخلّي عنهم في الخرطوم شهرياً، يُتوفّى نصفهم تقريباً قبل تلقيهم أية مساعدة. ويعتبر الضغط الاقتصادي المفروض على الأسر، ووصمة العار المرتبطة بالأطفال المولودين خارج نطاق الزوجية عوامل رئيسة تؤدي إلى هذا التخلّي. وبحسب يونيسيف فان 49 في المئة فقط من الولادات تتم بمساعدة كوادر صحية مدربة، وتتم 19 في المئة فقط من الولادات في مرافق صحية. وينتج عن أكثر من 10 في المئة من جميع حالات الحمل ولادات تكون الأجنّة فيها ميتة. وتؤدي مضاعفات الحمل والولادة، عندما تتضافر مع نقص خدمات الرعاية الكافية، إلى جعل معدلات الوفيات في السودان إحدى أعلى معدلات الوفيات في العالم، حيث تبلغ 1,107 وفيات لكل 100,000 ولادة حية.