[email protected] منذ سنوات طويلة وقبل عودة المانيا الى بعضها عقب سقوط حائط برلين الذي قسّمها الى شرقية وغربية..إستقال مستشارالأخيرة الراحل فيلي برانت معتذراً لشعبه بل وأعلن إعتزاله العمل السياسي..ليس لأنه ضبط متلسباً بسوءة فساد أولأنه كان يبيد شعبه من أجل أن يدوم حكمه.. ولكن فقط لأن إحدي موظفات أحد المكاتب الطرفية في مبنى المستشارية إكُتشف انها تتجسس لصالح الإتحاد السوفيتي الراحل.. فتحمل هو بصفته الرجل ألأول في البلاد المسئؤلية الأخلاقية ! ورئيس وزراء الشقيقة إسرائيل ايهود أولمرت قدم للمحاكمة و ختم تاريخه السياسي نادماً و معزولاً ..لأنه تلقى اربعين الف دولار من رجل أعمال يهودي امريكي دعماً لحملته الإنتخابية وهو ما يخالف القانون الذي يطبق هناك ويجرّم تلقي الأحزاب أى دعم من خارج البلاد وهو مبلغ يوازي ما تكرمت به سفارتنا في واشنطن من خزينتها العامة على وزير المالية السابق السيد علي محمود لعلاج إبنه وهدد مستشار الرئيس وقتها وزير الإعلام الحالي د/ احمد بلال .. وزارة المالية بفضح الأمر ليس في ساحة العدالة لإعادة الحق لأهله ولا نقول محاكمة المبددين للمال العام والمتلقين له لان ذلك من الأدبيات المحّرمة عندنا ..ولكن في مساومة رخيصة على تحقيق مكسب شخصي للمستشار الرئاسي ! السيد مهدي ابراهيم عقب إنتفاضة سبتمبر قال إن الإنقاذ صبرت على الشعب عشر سنوات وهو يتنعم بشراب البترول مدللاً بالبزة..فلماذا يتململ الأن من الضائقة المعيشية التي أعقبت رفع الدعم عن المحروقات واشعلت الشارع فازهقت الإنقاذ مئتي روح دليل حبال صبرها الممدودة على الشعب الناكر لبطر نعمتها المسداة! البروفيسور ابراهيم غندور وفي صبيحة خطاب الوثبة شطح في القضارف فنطح بقرون فرحته بالمناصب الجديدة ..قائلاً لن نسّلم السلطة مهما كلف الأمر ..فنحن أكثرمن قدم الشهداء الذين قال عنهم شيخهم الكبير المغبون إنهم كانوا محض فطايس ..ونسى من حل مكان نافع منهجاً ومنطقاً عدد القتلى من السودانيين الأبرياء الذين حصدهم سلاح من قدموا الشهداء ! اليوم الدكتور أمين حسن عمر..قال من يظن أننا أخطانا في حق الشعب أظنه فهم توجهاتنا نحو الإصلاح والتغير أو تلميحنا بمراجعة ما يمكن أن يكون تقصيراً بصورة خاطئة لأن الإعتذار بالضرورة يستوجب العقاب..فلماذا نتعذر ! نعلم أنكم لن تعتذروا..فأنتم ملائكة.. والشعب السوداني في نظركم مجموعة شياطين ..أبت أن تسجد لكم كما فعل كبيرهم إبليس مع أبينا آدم..لذا فمن حقكم وأنتم أهل الجنة في الآخرة أن نأتيكم صفوفاً وأرتالا لنعتذر لكم في يوم الموقف العظيم أمام المولى الكريم عسانا أن ننال شفاعتكم بعد شفيع أمتنا الأول عليه أفضل الصلاة والسلام ..ونقول لكم لم نعرف قيمة جنتكم في الدنيا ..فأدعوا لنا الله سبحانه تعالى أن يحشرنا مع زمرتكم في جنات عدن ٍ..ونرجو أن تقبلوا إعتذارنا مقدماً قبل أن يأتينا اليقين ونغادر هذه الدنيا الفانية..فلماذا لا يعتذر لكم هذاالشعب الذي صبرتم عليه ربع قرن ولم يثمن ذلك الصبر الجميل جداً..