كثفت قوات الامن السودانية من حملة الاعتقالات تجاه المعارضين في محاولة لإجهاض اجتماعات قوى المعارضة وإبعاد الضغط عن الرئيس عمر حسن البشير قبل اقل من شهر على إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد. وفي هذا الاطار منعت أجهزة الأمن ندوة لقوى المعارضة بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، السبت، كانت ضمن حملة "إرحل" لمقاطعة الانتخابات، واعتقلت السلطات الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله والقيادي بالحركة الاتحادية محمد يعقوب شداد، إضافة إلى 34 من قيادات المعارضة بالأبيض، قبل أن تفرج عن بعضهم لاحقا. وحسب أبوبكر يوسف المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، فإن الشرطة حاصرت دار هيئة شؤون الأنصار بمدينة الأبيض ومنعت الحشود من الوصول إليها، ما اضطر الحضور للتجمهر قبل أن تتدخل الشرطة وعناصر جهاز الأمن لفض المتجمهرين عبر اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وير مراقبون ان خطة منع اجتماعات المعارضة تأتي بغية قطع الطرق على دعوات التعبئة الشعبي التي تطلقها المعارضة السودانية لإسقاط النظام الذي خير عدم انتهاج سياسة الإصلاح السياسي وواصل في نهجه القمعي. وأكد يوسف لصحيفة "سودان تربيون" أن السلطات نفذت اعتقالات واسعة طالت 34 من قيادات المعارضة بشمال كردفان، وقيادات من الخرطوم كانت تعتزم مخاطبة الندوة، منهم الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله والقيادي في الحركة الاتحادية محمد يعقوب شداد. وقالت مصادر إن السلطات أفرجت لاحقا عن كل من سارة نقد الله ومحمد يعقوب شداد. عضو هيئة القيادة بالحركة الاتحادية وأحمد البشير، بينما لايزال نحو 25 اخرين رهن الاعتقال. وكانت قوى المعارضة رصدت في وقت سابق جملة تحركات للحكومة قالت إن القصد منها عرقلة حملة "إرحل" التي أطلقتها لحث السودانيين على مقاطعة الانتخابات. وكشفت قوى المعارضة عن برنامج عمل مشترك، للانتفاضة واستعادة الدولة السودانية، ويدعو البرنامج لاطلاق حملات شعبية لوقف الحروب وإسقاط النظام، فضلا عن "سياسات بديلة" تشمل عدة قطاعات على رأسها الجيش والأمن والشرطة. وأقر برنامج العمل المشترك للقوى الموقعة على "نداء السودان" الاتفاق على أن إسقاط حكم المؤتمر الوطني يتم بتكامل وتفاعل كافة الوسائل والآليات. ونص الاتفاق بين قوى المعارضة على إطلاق حملة شعبية جماهيرية لوقف الحروب تنشط في سياق الانتفاضة الجماهيرية لإسقاط النظام، "باعتباره من يشعل الحروب". ودشنت قوى "نداء السودان" في الرابع من فبراير/شباط، حملة "ارحل" لمقاطعة الانتخابات، وأعلنت فتح باب التوقيعات أمام الجمهور. وتجرى الانتخابات في شهر ابريل/نيسان. وأطلق تحالف "نداء السودان" الذي يضم احزابا سياسية وحركات مسلحة وعددا من منظمات المجتمع المدني حملة جمع تواقيع بغرض مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وترفض المعارضة السودانية إجراء انتخابات أبريل/نيسان، ورهنت مشاركتها بتشكيل حكومة انتقالية تشرف على تعديل الدستور والقوانين ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها. ونص الاتفاق بين قوى المعارضة على إطلاق حملة شعبية جماهيرية لوقف الحروب تنشط في سياق الانتفاضة الجماهيرية لإسقاط النظام، "باعتباره من يشعل الحروب".