قضت محكمة اميركية أمس الجمعة بتغريم مصرف (بي ان بي باريبا) مبلغ 8,9 مليارات دولار، وذلك في اطار تسوية قضائية بين المصرف الفرنسي والسلطات الاميركية اعلن عنها في يوليو لاغلاق ملف انتهاكه العقوبات الاميركية على كل من السودان وايران وكوبا. وعقدت جلسة الاستماع امام محكمة في مانهاتن بنيويورك بعدما ارجئت لفترة طويلة لان المصرف الفرنسي كان ينتظر الحصول من وزارة العمل على اعفاء لكي يتمكن من الاستمرار في ادارة اصول صناديق معاشات تقاعدية. وقد حصل باريبا على هذا الاعفاء في ابريل. وبحسب الاجراءات القضائية الاميركية، فرضت القاضية لورنا سكوفيلد على المصرف الفرنسي دفع الغرامة ووضعته تحت المراقبة القضائية لمدة خمس سنوات. وسبق وقال جيمس كول – مسؤول رفيع فى وزارة العدل الامريكية – ل(فاينانشيال تايمز) 1 يوليو 2014 ان بنك باريبا الفرنسى اشتغل عملياً كبنك مركزى للحكومة السودانية . وأوردت الصحيفة ان أكبر البنوك الفرنسية باريبا BNP عمل لمدى خمس سنوات على توفير ضمانات الاعتماد للحكومة السودانية ومؤسساتها المالية ، فى مخالفة غير مسبوقة ومقصودة ومتكررة للعقوبات الامريكية . ويقوم البنك الفرنسى ، فى عملية من خطوتين ، بتلقى تعاملات البنوك السودانية ويحولها الى بنك تابع دون الاشارة الى السودان ، ثم يقوم البنك التابع بتحويل الاموال الى المستفيد عبر بنك امريكى بدون الاشارة الى البنك السودانى ، ويترك البنك الامريكى الذى سهل اجراء المعاملة دون اعلامه بان العملية شملت بنكاً سودانياً .واضافت ان البنك حول 6 مليار دولار لصالح حكومة السودان وبنوكها فى سلسلة من العمليات غير المشروعة . واكد جورج ديراني، وهو احد محامي باريبا، ان المصرف (سبق واتخذ خطوات عدة) وانه (ليس هناك اي شك في انه لم يعد يتسامح مع نوع السلوك الذي لاحظناه في هذه القضية). وكان باريبا اقر في يوليو الماضي بالذنب في انه قام بتحويل اموال عبر النظام المصرفي الاميركي لعملاء سودانيين (6,4 مليارات دولار) وكوبيين (1,7 مليار دولار) وإيرانيين (650 مليون دولار). وغرامة ال8,9 مليارات دولار تمثل المبالغ التي جرى تحويلها بالاضافة الى النفقات (143 مليون دولار). وخلال جلسة الاستماع التي عقدت الجمعة اوضحت وزارة العدل الاميركية انها تعتزم استخدام اموال الغرامة لتعويض اولئك الذين عانوا من الافعال التي ارتكبتها الانظمة في السودان وكوبا وايران. وستنشئ الوزارة موقعا على شبكة الانترنت حيث يمكن للمدعين رفع قضاياهم.