كشفت منظمة (Waging Peace) البريطانية ، ان حوالي (90)% من النساء والفتيات في البلاد تعرض لعمليات ختان فرعوني . وأورد تقرير أصدرته المنظمة ، نهاية اكتوبر الماضي ، إحصائيات صادمة بشأن إرتفاع نسبة معدلات ختان الاناث وسط النساء والقاصرات على حد سواء ، وإتهم التقرير قيادات في حكومة المؤتمرالوطني بتشجيع تلك الجريمة. وأكدت المنظمة في تقريرها ان حوالي (90) من النساء والفتيات في (شمال السودان) يتعرضن لأسوأ أنوع الختان (الختان الفرعوني)، بينما ارتفعت نسبة الختان بين النساء والفتيات اللائي يتراوح عمرهن بين (15-49) إلى (88.6)% في كافة انحاء البلاد ، بنهاية العام 2014 ، بزيادة بنسبة (6)% عن العام 2010. وتوقعت المنظمة ان تستمر معدلات جريمة ختان الاناث في البلاد بذات الوتيرة ، لا سيما في ظل رفض (الحكومة) إصدار تشريع واضح يمنع تلك الجريمة ، خصوصاً في ظل وجود عوامل ثقافية ودينية وإجتماعية تشجع من إنتشارها. وأكد التقرير الذي حصلت (حريات) على نسخة منه – وتنشره أدناه- ان السودان يقع ضمن أكثر الدول التي تنتشر فيها تلك الجريمة ، ومشيراً إلى ان (37)% من اللاتي تعرضن للختان تقل أعمارهن عن الرابعة عشر . وتوقع التقرير ان يصل عدد الفتيات (المختونات) في البلاد من عمر 15 الي 20 سنة بواقع (2) مليون فتاة بحلول العام 2030 : (وسط البنات اللائي ولدن بين العامين 2010 و 2015 نتوقع ان يصل عدد المختونات بينهن إلى 2 مليون بحلول العام2030 ). وأضاف التقرير انه ورغم تناقص معدلات ختان الاناث في معظم الدول الافريقية إلا ان معدلاته في السودان ظلّت على حالها . وانتقد عدم إصدار تشريع حكومي يجرم ختان الاناث حتي الآن ، واعتبر ذلك أحد الاسباب المشجعة علي إنتشاره. وذكر بان الحكومة السودانية سبق ووعدت أكثر من مرة بإجازة القوانين التي تحرم ختان الاناث لكنها لم تنفذ وعودها حتي الآن ( رغم الدعوات المستمرة للحكومة السودانية بإجازة تشريعات تحرم تلك الجريمة ، إلا ان الحكومة السودانية قامت بإجراء معاكس في العام 2009 عندما حذف (البرلمان) المادة التي تجرم ختان الاناث من قانون الطفل في السودان) – المادة (13) من قانون الطفل التى تجرم الختان . وفنّد التقرير الاحاديث القائلة بإنتشار الختان وسط الطبقات الفقيرة فقط ، إذ كشف التقرير ان نسبة إنتشار ختان الاناث وسط الطبقات الفقيرة يصل الي (90)% مقارنة ب (91)% وسط الطبقات الغنية. وأورد التقرير ان بعض السودانيين المقيمين في بعض الدول الأوربية لا سيما ب(بريطانيا) التي تجرم قوانينها ختان الاناث ، لا يزالون يمارسون تلك العادة السيئة ، مشيراً إلى قضية القبض علي سوداني بمطار بيرمنجهام في سبتمبر الماضي أثناء تسفيره لابنته الطفلة إلى السودان لإجراء عملية ختان لها . وأضاف التقرير بان بحث أجرته منظمة (اليونسيف) قد اثبت ان ممارسة عملية الختان لا تتم عبر السبل التقلدية فقط ، بل ان الكثير من العاملين في الحقل الطبي يتورطون في إجراء عمليات الختان ، من أجل العائد المادي أحياناً ولعدم إقتناعهم بان الختان ضار بالصحة الجسدية والجنسية والنفسية للمرأة. وأوضح التقرير ، ان (55)% من عمليات الختان تتم عبر ممارسين لمهنة الطب بينهم أطباء وقابلات ، مشيراً إلى الي إرتفاع النسبة من (39)% في العام 2010 إلى (55)% في العام 2015 ، وذكر بان بحث (اليونسيف) أثبت ان (74)% من القابلات الممارسات للمهنة في السودان يعتقدن بقانونية ختان الاناث بينما تعتقد (76)% منهن انها لا تسبب أي أضرار صحية. وذكر التقرير : ان الافكار السلفية المتطرفة التي يرعاها بعض أعضاء الحزب الحاكم وممثلية في (المجلس الوطني) مثل النائب (دفع الله حسب الرسول) تشجع بشدة على إنتشار الختان ، مضيفاً بان العديد من القيادات البارزة في الحزب الحاكم لا تزال تدعم ختان الاناث عبر الوسائط الإعلامية والتلفزيون الحكومي .