11.خلاصة، ان إدانة الحل السلمي او العمل المسلح او غيره من أدوات التغيير هو ليس أمرا مقصودا لذاته، وإنما لإستخدامه كمبرر لموقف إنعزالي معارض للمعارضة ومضاد لوحدتها ظل يلتزمه البعث-الأصل معظم سنوات النظام الدكتاتوري. لا نحتاج هنا للبرهنة على بدهية إن وحدة المعارضة بجناحيها المدني والمسلح هي الأساس الذي يعزز قوتها وفعاليتها ويعدل ميزان القوى لمصلحة التغيير ايا كانت الوسائل التي تعتمدها. الأسئلة العديدة المطروحة في هذا المقال نترك الإجابة عليها للقاريء. لكن يظل السؤال المحوري الذي يواجه البعثين-الأصل في هذا الخصوص: ما هو السبب الذي يجعلكم لا تجدون أي مشكلة في أن يجمعكم (حزب واحد) مع أشخاص غير سودانين، يرأسه بالضرورة شخص غير سوداني، في الوقت الذي لا تحتملون فيه ان يجمعكم مع سودانين (تحالف)؟ الإجابة الصادقة على هذا السؤال هي التي تقدم لنا المفتاح الذي يفسر لماذا يتظاهر البعض ويتبرعون بملايين الدولارات لضحايا غزة بينما لايقدمون اليسير لضحايا جبل مرة وتابت وهيبان. ويفسر لنا لماذا يرى البعض ان تحرير فلسطين مقدم على تحرير حلايب والفشقة. وأن "أمن السعودية مقدم على أمن السودان."