* لا يزال الناشط الحقوقى والاستاذ بكلية الهندسة جامعة الخرطوم الدكتور (مضوى ابراهيم آدم) قيد الاعتقال لدى جهاز الأمن منذ ديسمبر الماضى (2016) ، بدون توجيه أية تهمة له أو حتى التحقيق معه، وهو ما يعد انتهاكا كبيرا لحقوقه كانسان، وللدستور والقانون السودانى وكافة المواثيق الدولية والاخلاق، وكل ما تعارف عليه الناس وأمرتْ به الأديان منذ قديم الازمان، بكفالة حرية الانسان وحمايتها من كل اشكال الانتهاكات!! * مرة أخرى أقول، حتى لا ننسى الظلم الشديد الذى ظل يتعرض له الرجل وصموده البطولى، بأن هذه ليست هى المرة الأولى التى يعتقل فيها بدون أية تهمة، إلا إذا كان ما يقوم به من الدفاع عن حقوق الانسان السودانى والمستضعفين هو جريمة فى نظر السلطات، وفى هذه الحالة يجب أن تفصح الجهة التى اعتقلته عن القانون الذى يُجرِّم المدافعين عن حقوق الانسان فى السودان ويضعهم فى المعتقلات، إذا كان سرا عسكريا لا يجوز إفشاءه أو الكشف عنه، وحسب علمى المتواضع فليس هنالك قانونا بهذه الصفة حتى فى أسوأ الدول انتهاكا لحقوق الانسان، إلا إذا كانت تحكمها الأشباح !! * أذكر أننى كنت معتقلا فى نيابة الجرائم الموجهة للدولة قبل حوالى إثنى عشر عاما بسبب ممارستى للكتابة الصحفية بدون توجيه تهمة لى، وإلتقيت فى المعتقل عرضا بالدكتور (مضوى) الذى أخبرنى أنه ظل معتقلا شهورا طويلة بدون توجيه تهمة له أو اطلاق سراحه، ثم تكررت مرات اعتقاله واطلاق سراحه بنفس الطريقة، ولم يحدث أن وُجهت له أية تهمة، إلا مرة واحدة شطبتها المحكمة التى نظرت قضيته، وقضت ببراءته ولم تجد انه يستحق الاعتقال او حتى السؤال بواسطة السلطات، إلا إذا كان الدفاع عن حق الانسان فى الحياة الكريمة هو مخالفة فى مفهوم نظام الانقاذ، ويبدو انه بالفعل كذلك مع الاعتقالات والانتهاكات الكثيرة التى تعرض لها كثيرون فى السودان، بسبب المطالبة باحترام حقوقهم أو دفاعهم عن حقوق الآخرين !! * دكتور (مضوى) هو أحد أكثر الذين دافعوا عن حقوق الانسان السودانى، وناله ما ناله من أذى مستمر طيلة 27 عاما بسبب ذلك، ولكنه لم يتقاعس أو يتنازل عن مبادئه، وظل مدافعا شرسا عن حقوق الانسان، وهو ما يستحق عليه الاحترام والتوقير من الدولة السودانية ، وليس الأذى والاعتقال ومصادرة الحرية والآلام التى لحقت بأسرته، ومما يفخر به المرء أن الدكتور نال من التقدير الدولى الكثير، ومن ذلك فوزه بجائزة ( فرونت لاين ديفندرز) فى عام 2005 ، وهى جائزة دولية مرموقة تمنح لأميز المدافعين عن حقوق الانسان فى العالم، فضلا عن الاحترام والتقدير الكبير الذى يجده من شعبه وطلابه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، وكل الذين ظل يدافع عنهم بلا كلل او ملل او خشية من أحد!! * يعانى الدكتور مضوى من أمراض مزمنة، فضلا عن كبر السن، ولقد أضرب عن الطعام فى معتقله عدة مرات احتجاجا على اعتقاله التعسفى، وهنالك مخاوف كبيرة بشأن صحته وسلامته، وهو ما يستدعى وقوف الجميع معه، وإدانة ما يحدث له، ومطالبة السلطات باطلاق سراحه فورا، أو تقديمه للعدالة، أما تركه هكذا يعانى المرض ومصادرة الحرية ومكابدة ظروف الاعتقال الصعبة، والحالة النفسية السيئة التى تعانى منها أسرته، فهو جريمة كبرى، وانتهاك صريح لحقه فى الحرية والحياة الكريمة، الأمر الذى لا يرضاه دين، أو قانون، او أخلاق!! * أكرر المطالبة والنداء باطلاق سراح الدكتور مضوى وكل المعتقلين السياسيين، وهى مطالبة لن أكف عن الافصاح بها، ما دام فىَّ عرق ينبض بالحياة، وأضم صوتى لأسرته بتحميل السلطات مغبة هذا الانتهاك الجسيم لحقوقه، وحقوق كل المعتقلين الذين يقبعون فى معتقلات النظام، بدون ذنب أو سبب سوى مطالبتهم بالحياة الكريمة لشعبهم والدفاع عن حقوقه!! مناظير زهير السراج الجريدة الالكترونية [email protected]