السلام والأمن في نظر جماعة الإنقاذ هو تلك المهرجانات التي تقوم في المدن الكبيرة بالوانٍ زاهية للراقصات و المغنيين و تحفها في الجنبات تزويقات من الإنجازات الناقصة التي تُرفع عندها عصي التكبير والتهليل خلف المسئؤل الذي يفتتحها أو يدشنها وغالبا ما يكون الرئيس نفسه الذي يتساوى في نظره إبتهاجه بمشروع سد أوكبري مع فرحته بإفتتاح ماكينة صراف آلي لأحدالمصارف كان من الممكن أن يقوم بها أصغر موظف بذات المنشأة إن لم يكن الفراش قد استوعب الطريقة لتشغيلها أمام العميل ! أمس رقصت حاضرة جنوب كردفان وهي تستقبل رئيس الجمهورية و عددكبير من المسئؤلين و الضيوف في بداية ايام مهرجانها السياحي والإستثماري .. ولا أحد يعبي شرايينه الدم السوداني يمكن أن يغضب من أية علامات لإنتشار الأمن والسلم الإجتماعي وإنفجار الفرحة في ربوع أية بقعة من هذا الوطن الذي عانى كثيراً ..رغم أننا ندرك الكلفة الكبيرة التي تضاف الى كاهل المواطن وينفقها المسئؤلون في هذه الولاية أوتلك بهدف لفت نظر المركز الى ما يعتبرونه إنجازاً يضاف الى رصيدهم زمناً في البقاء على كراسيهم التي نالوها كولاة أومعتمدين بالتعين وليس بالإنتخاب ..وبغض النظر عن حقيقة المردود الذي يملأون به المسامع و هم يشغلون عيون الكاميرات ! وهو يخاطب جموع المحتشدين في كادوقلي قال والي جنوب كردفان وعلى الملأ وفي نفخة الرضاء الرئاسي إنه يدعو القائد عبد العزيزالحلو لحكم جنوب كردفان ! فما الذي أستجد في الأمور وهذا الكلام يناقض فرية السلام التي يحاول النظام تسويقها .. إذ كيف يكون سلام المدن مقياسا بينما يتمترس الحلوبقواته في أماكن لا تصل اليها يد الحكومة إلا بالدعوةمن على البعد لرجل ظل حتى الأمس القريب يشكل بعبعا لها حينما كان يتحالف مع عقار وعرمان كقوة كبيرة لا ينكر أحد بأن النظام قد إخترقها بالقدر الذي جعله يستفرد الآن بالحلو لجره بغرض تحلية مائدته الماسخة الطعم بفاكهةالإساجابة التي تسر الحكومة وتضر بالمتضررين أصلا بكل تسويات المراحل السابقة سيئة السمعة و النتائج ! فإن كانت عقلية الحكومة لا زالت تراوح في مربع توزيع المناصب لشراء ذمم القادة بينما جنودهم يأكلون حصرم الحروب و يدفع المواطن المرعوب في الأحراش المحترقة و الكراكير التي يسد منافذ الهواء القليل فيها بارودالقصف الحكومي ..فتلك هي المصيبة المستمرة الفصول .. أما إذا إستجاب الحلو و وضع قدمه في مقدمةالمصيدة ظنا منه أن بقية المشوار سيكون فيها الخير ..فتكون هنا المصيبة مزدوجة العواقب الكارثية ..لان التجارب السابقة لقبول مثل هذه العروض كانت أكثر كارثية من بدايات رفع السلاح ..طالما أن الحكومة تفكر في استقطاب طموحات القادة ..ولا تلتفت كثيرا الى مشكلات المواطن الذي لم يرفع إلا سلاح قلة الحيلة فظلت مأساته في نزوحه ولجوئه تتفاقم وهي تطحنه بين قطبي الرحى الدائرة في فلك خطل الحلول الحكومية الجزئية ..وأنانيةالقادة الذين يرضون بغنيمة الإياب من حوارات التسويات الهزيلة !