لم يتمهل نواب التعيين على كراسي النص جيداً الملحقون الى حافلة البرلمان المتهالكة والتي دخلوا اليها من باب الحوار الخلفي .. حتى بدأوا يتملمون توقا ً للإنتقال الى مقاعد أكثر راحة مطالبين بدخول اللجان بعد أن وكلوا عنهم المحامي والنائب المعين مثلهم كمال عمر لتسليم مذكرة إحتجاج الى عجوز الجلسة كتبوها من على طاولات الحرد في كافتريا المجلس بعد أن ضاقوا ذرعا بصغر جحم كراسيهم تلك ! فما الذي يريده أولئك الرجال والنساء أكثر مما نابهم من قسمة الكيكة الصغيرة قياسا الى كثرةالأيادي التي تخاطفتها ..وما الذي يتوقعوا أن يأخذوه من عصابة ذئاب النظام التي تعودت على أكل اللحم وترك بعضاً من فتاته وبقية العظام لمن يحوم حول فريسة الحكم المسروقة حية من حظيرة الشعب ! كثير عليكم حقا ما تنالونه من رواتب نيابية وبدلات حرام غير مستحقة وأنتم تجلسون خارج شبكة النيابة المفترى عليها إسماً ومعنىً ! فهل تصدقون فعلا بأنكم نواباً وأن بالبلاد برلمان رقيب على حكومة جعلت منه إبهاما يبصم وكفاً تصفق على كذبها التي تقصد به إيهام الشعب بشرعية قوانيها عبر مؤسسية ..أنت تعلمون حقيقتها مثلما تدركون أن الحوار لم يكن إلا خداعاً بالتسويف وكسبا لزمن جديد تجعل منه الإنقاذ ومنكم جسرا تعبر به من أزماتها الى عام 2020 حيث تستغلكم لتعديل الدستور الذي يمكن رئيسها الهارب عن الجنائية من البقاء لأطول فرصة ممكنة محمياً بسلطته تبادلا لمنافع الحماية مع لصوص الحكم المسروق ! فلن تنال رياح أحلامكم شيئا من بلاط الذين جففوا حلق الإقتصاد السوداني الذي كان يزدرد قبلهم بريق الستر التي كانت تفرزه المشروعات القومية الحيوية التي دمروها وهي التي كانت ثوبا لعفتنا من عورة التسول والذلة ..! فهم ليسوا في مثاليات الحرامي الذي يسرق الأغنياء ليعين الضعفاء بل على العكس فهم يسرقون الضعيف ليزيدوا من ثراء المتخم .. فلا تتعشموا أن يجعلوا منكم أقوياء داخل قبتهم الخالية من الفكي! فناموا مثلهم فوق ضيق الكراسي التى تيقنوا أنها أكثر من طموحكم الذي لا يبعد عن أرنبة انوفكم التي فقدت تماما حاسة الشم الوطنية ..وإلا لما تحسستم بما كان فيها من قليل الحدس ذلك العفن الذي قادكم الى مكانه .. ثم تأبى عليكم ..وإن لم يعجبكم ما نلتم .. فبوابة المجلس أوسع من كل جسد مفنوخ بالزعل المتأخر الذي يشبه غضب من رضيت بزواج المسيارفي بدايةالأمر ثم أرادت التمرد على شروطه وطالبت بما يستحيل تنفيذه لها من طرف زوج أراد معها فقط لحظة المتعة ولو كان في ذلك مخالفة لنصوص الشرع المتعارف عليها في وشروط الزواج الطبيعي .. مثلما إختلف حوله الفقهاء ..! وحزب الإنقاذ فاقد بكل المعايير لتلك الشرعية في تزاوجه مع السلطة فمن أين له أن يعطيكم مما يفتقر اليه ..فثوبوا الى رشدكم يا هداكم الله وهدانا ! [email protected]