سيدة ليست من مواطني تلك الدولة بل من إحدى الدول المجاورة أخذت تصرخ بأعلى صوتها محاولة شق الجموع المحتشدة بصعوبة وهي تنادي بتحقيق العدالة ..حاولت أجهزة الحراسة أن تبعدها عن الطريق المؤدي الى المنصة حيث يجلس رئيس جمهورية تنزانيا الذي لا حظ الجلبة والهرج فاستفسر عن الأمر ..فما لبث أوتردد حتى أمر بأن تصل اليه السيدة لتعرض مظلمتها على الهواء مباشرة وفي حضور كبار المسؤولين وعلى مسامع الجماهير الغفيرة! هدأ الرئيس من روع السيدة ومسح دمعاتها بأن أصغى لها حتى نهاية قصتها ..وفوراً أمر مدير عام الشرطة المعني بقضيتها بأن يتولى الأمر بنفسه ويتواصل معها وأن يعطيها هاتفه الخاص ..ويبلغه أولا بأول عن حل مشكلتها ! النائب الأول ورئيس الوزراء المسمى قومياً عندنا التفت الى صرخة الجندي حسان بلة وسمع مظلمته بالكاد من خلف صوته المخنوق الذي حاول عسس المجلس التشريعي كتمه منعا لإحراج الوالي الرسالي .. فلم يأمر النائب بأن ينزل المتظلم الى باحة الجلسة على الأقل ليفتح فجوة في جدار الظلم الأصم ..فلن نتعشم أن يقتص له في تلك اللحظة من رفيقه في صناعة كارثة الإنقاذ! فالرجل المتظلم لو أن النائب الأول قد أمر أحدهم بمتابعة مظلمته وموافاته بالنتيجة .. لما كان لأحد أن يتعرض له بالإعتقال أووصمه بالجنون ولا قطع رزقه الوظيفي بعد أن منع من عصم نفسه عن الرشوة و التلاعب بايصالات التحصيل ..فتم إزالة كشكشه الذي يدر عليه مائة جنيه حلالاً تدخل حواصل عصافيره الأبرياء! بالأمس ذات الرجل الثاني في مسلسل دولة ىالحكم الطويل يتشدق بمثاليات الكلام ..قولا ..لافعلاً.. بان دولة الظلم ساعة ..ودولة العدل الى قيام الساعة .. ورئيسه الذي يطوي هذه الدولة كلها في جيب سلطاته الواسع ..لم يكلف مكتبه الصحفي بالرد ولو نفياً كاذباً على مدير مكتبه السعودي حاليا الذي قال لشيوخ الحركة الإسلامية الذين طالبوه بالتحلل عما سرقه وقد لاحقوه حتى وطنه الجديد ..بأنه قد سجل الفلل الخليجية الفاخرة بأسماء عدد من أفراد اسرة الرئيس شخصياً.. فعاد شيوخ التوسط الذي منيّ بالخيبة وهم منكسي اللحى و يتحسسون غرر الصلاة التي نقشوها على الوجوه للتظاهر بالصلاح! فلا يوجد بالتالي إلا تفسير واحد هنا لصمت الرئيس.. تجاه تلك الإفادة الخطيرة قانونا والعادية إنقاذياً.. وهو أن ظلمه و فساد أسرته خارج ساحة تلك العدالة المفترى عليها وهم أكبر من مجرد الإتهام وإن كان ما اشيع حقيقة ! وعلى ذكر الإشاعات ..فليت كانت خطى الدولة حثيثة في تتبع قضايا الناس و ملاحقة المفسدين بذات السرعة التي اقتفت بها مصادر الإشاعة التي صاحبت أنباء حوادث الإختطاف ..! فالدولة التي تحاول أن تغسل ريشها من وحل ما تعتبره مساً بهيبتها ..ليست مؤهلة لقيادة وطن و شعب لا يعنيها هيبتهما في شيء ! فالكلام سهل ومباح على العواهن طالما أنك تملك القلم ومكبر الصوت يا سيادة النائب الأول ورئيس الوزراء القومي مجازاً .. وانت الخارج من ذات رحم السفاح الإنقلابي. إلا أن محك التنفيذ العملي هو المقياس الحاكم للقول..وقد تجاوز ظلم نظامك الذي أنجبك كل القياساتً التي باتت اثقالها مستعصية على ميناء ساعة المحاسبة وفائضة أحمالها عن محوري كفتي ميزان العدل الدنيوي ! [email protected]