رئيس منبر السلام العادل، رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان، المهندس الطيب مصطفى،قال (ارتكبنا اخطاء كبيرة جداً و لا نزال فى التعامل مع الولاياتالمتحدةالامريكية و قد حان الوقت لان نراجع انفسنا و نقول اخطأنا، سيما و اننا نعرف ضعفنا و لا نقدر على مناطحة امريكا) ،و اضاف ( إن الحكومة انبطحت لامريكا، ونحن أيدنا ذلك الانبطاح) ، وأكد الطيب مصطفى في ندوة أقامها اتحاد الشباب يوم الثلاثاء، أن أحزاب حكومة الوفاق الوطني مضت في ذات الطريق الذي مشى فيه المؤتمر الوطني، في التعامل مع امريكا ، وتوقع مصطفى رفع العقوبات الامريكية عن السودان بنسبة 90%، منوها الى أن احزاب الحوار باركت خطوات التقارب بين الحكومة والادارة الامريكية . اعلن احمد بلال عثمان وزير الاعلام نائب رئيس مجلس الوزراء القومي ، قال ( ان موقف السودان من الولاياتالمتحدةالامريكية ليس (انبطاحاً) بقدر ما هو تفاهم سياسي ، واشار في الحديث الاسبوعي لوزارة الاعلام ( الاربعاء ) ، الى ان الحكومة اعدت العدة ليوم الثاني عشر من اكتوبر الحالي سواء رفعت العقوبات ام لم ترفع . ستكون هذه من المرات النادرة التى اتفق فيها مع الطيب مصطفى فى ان ما حدث هو عين الانبطاح و ربما يكون وصل مرحلة الانشتاح لا ن تفاصيل ما يجرى غير واضحة وسط تكتم الحكومة على حقيقة اتفاقها مع امريكا ، وهو ما بدا جليآ من تصريحات مصطفى اسماعيل سفير السودان فى جنيف ، ان القرار حول السودان متفق عليه قبل فترة مع الولاياتالمتحدة ، و لا احد يتصور ان ترفع امريكا العقوبات دون تنازلات ( انبطاحية ) وهو ما نجهله ، الا ان ما يخشى منه ان تتعامل الحكومة مع رفع العقوبات باعتباره صك براءة ، و ضوء اخضر لمزيد من التشدد فى حجب الحريات و التعسف فى ملف حقوق الانسان ، و التثاقل فى اطفاء نيران الحروب . واضح ان السيد بلال وهو الوزير التنفيذى الذى تعتبر لجنة الاعلام التى يرأسها الطيب مصطفى مسؤلة عن اداء بلال و تقويمه ، وسبق وجرجرته الى تقديم اعتذار عن تصريحات سابقة بخصوص الازمة بين قطر و دول الخليج و مصر ،فى تلك التصريحات اراق بلال مواقف الحكومة المحايدة ، وحاول الطيب صده ، و بالامس اهدر الطيب كرامة الحكومة فيحاول بلال تجميل القبيح ، الانبطاح مصطلح لصاحبه الطيب مصطفى ، و كما شرحه مرارآ يعنى التسليم و الخضوع للاخر ،و لا يحتاج الى تفصيل او كبير عناء لمعرفة الدرك الذى انبطحت فيه الحكومة ، و هو ربما يمتد من التعاون الاستخبارى الى العلاقات مع اسرائيل ، ومن مغادرة محور دول الشر ، ايران وكوريا ، الى اعادة حماس الى حضن رام الله طائعة بعد فقدانها لملاذها الآمن فى السودان ، بلال قال ان ما تم تفاهم سياسى ، دون ان يفصح عن كنه هذا التفاهم ، وهو بذلك يفتح الباب لتكهنات ما بعد الانطباح ، و التى ربما تشتمل على مرحلة التبعية و استضافة المارينز ، و التوسع فى معركة الحرب ضد الارهاب ، و التعاون الامنى و الاستخبارى ، مؤكد ان وضع البلاد بعد رفع العقوبات لن يكون هو قبل رفعها ، ليس على صعيد تحسين الاوضاع الاقتصادية و المعيشية للمواطنين ، الاختلاف سيكون فقط فى درجة فى العلاقة السرية بين بلادنا و بين امريكا ، هل من واجب الحكومة ان تطلع مواطنيها على ماذا تفاهمت سياسيآ مع امريكا حسب بلال ؟، اونكتفى بتعريف الانبطاح كما قال الطيب مصطفى ؟ الجريدة