* شواهد التاريخ تحدثنا بأنه ما مِن عدو لشعب السودان في الماضي والحاضر و(المستقبل) يضاهي هذه الجيفة التي تسمى (الحركة الإسلامية)! هذا ليس تحاملاً أو إدعاءً إنما حقيقة لا يتسرب إليها الشك وبلا حاجة لعبقرية المحللين.. فلننظر فقط إلى مجمل التجربة التي صنعت لنا مجرمين (نوعيين!) في كافة الجرائم التي استهدفت إنسان الوطن وتجاوزت الحدود..! نزيد على ذلك باستهدافهم للدين الذي رفعوا شعاراته في تجرؤ غير مسبوق على الله ورسوله بالكذب الغليظ..! ورغم كل ما يحيط بتجربتها كحركة فساد وجور وقتل ونهب وعلو في الأرض؛ تصر على أن تتصدر الساحة السودانية بمؤتمرات لن تغير رسوخ كراهيتها لحد (القرف) في عقول الجماهير.. لكنها حركة (ضلال مُبين) كما هو معلوم للكافة؛ تنكر الواقع تماماً بالتمادي في حربها ضد الحياة السودانية (حتى باسم الرب)..! ولا يرون سُبّة أو شذوذاً بالقفز فوق الواقع وطرح أنفسهم كحركة تمثل (الإسلام) وهو برئ منها أو على الأقل تمثل أحلام الناس.. وهيهات..! المؤكد أن بعض الناس في عهد هذه الحركة تغيرت نظرتهم للإسلام ذاته رغم سماحته؛ فصارت النظرة طعناً في قيمه السامية بسبب ممارسات المتوشحين بشعاراته زوراً؛ وهم أخبث من الذئاب وإن شئت الذباب..! * ما تقدّم ملمح سريع عن حقيقة الحركة الإسلاموية؛ ولا تخفى هذه الحقيقة على من عايشوا إحتلالها الشيطاني للسودان..! لكننا بصدد التوقف برهة لتأمَّل الزبد المتجدد من عمر البشير (رجل إنقلاب الجبهة الإسلاموية وعبدها الذي طغى) فقد قال في مؤتمر الحركة الأخير؛ بحسب وكالة السودان للأنباء: (إن المشروع الاسلامي في السودان ناجح؛ مدللاً على ذلك بإنتشار المساجد وإرتياد الشباب لها وتنافس المؤسسات والمنظمات والافراد في إعداد وتوزيع كيس الصائم وفرحة العيد على المحتاجين والتوسع في إقامة صلوات التراويح والتهجد في معظم المساجد). 1 ربما يعني الفشل الكارثي (نجاحاً) بالنسبة للمهزوز ضيق الأفق..! هل يمكن التدليل على نجاح حركتهم المأفونة بانتشار المساجد لولا أن البشير يفكر بسذاجة منقطعة النظير؟! فمن السطحية قياس النجاح (بمظهر) المساجد وتكدسها بالبشر دون الرجوع إلى سؤال أساسي يطعن في القيادة الإسلاموية التي يمثلها عمر البشير: كم كذاب ولص وقاتل ومتحرش وتاجر مخدرات ومهرِّب بين المرتادين للمساجد؟! هل نستطيع القطع بأن ذهاب البعض للمساجد تقرباً لرب العباد بعمق وليس تقرباً للعباد كمظهر من مظاهر النفاق؟! فإن لم يكن بعض المصلين منافقين (كجماعة الإسلام السياسي) هل يطبقون صحيح الإسلام في حياتهم باعتبار (الدين المعاملة)؟! وهل صلواتهم لا تنهيهم عن الفحشاء والمنكر والبغي كما هو حال سلطة الإخوان المتأسلمين وأجهزتها؟! إذن ما الفائدة من التزاحم في المساجد إذا كان لا ينهي عن المحرّمات؟! ثم.. كم من المتأسلمين المرتادين للمساجد يساهمون في إعمار دار المايقوما بالأطفال مجهولي الأبوين؟! 2 لن أقول البشير يجامل الحركة الإسلاموية بمدحه (للقشور) فهو من ربائبها الذين يؤمنون أن الغش بمثابة (دين) لهذه الحركة؛ ولذلك طبيعي جداً أن يتفوه أعمى البصيرة بتعبيرات تحصر منجز الحركة في المظاهر الكذوبة الآنفة؛ كأن أهل السودان كانوا يغلقون أبوابهم في رمضان أو لا يعرفون الخير قبل ظهور المسخ (الإسلاموي)..! 3 البشير يتحدث عن (صورة) والله لا ينظر إلى الأجسام والصور بل إلى القلوب (بنص الحديث الشريف)..! وفي هذا المنحى أنقل ما روى عن عمر بن الخطاب: (لا تغرنكم صلاة امرئٍ ولا صومه؛ ولكن أنظروا مَن إذا حدَّث صدق وإذا أؤتمن أدى وإذا أشفى ورع). قيل الإشفاء هو الإشراف على الشيء؛ والمعنى الأقرب عندي (الهَم بالشيء) جاء في القاموس: أشفى على الشيء: اقترب منه. أين البشير وطغمته من هذه المعاني؟! 4 انخفاض قيمة الجنيه؛ ارتفاع مستوى التضخم؛ شبح الديون الخارجية؛ تدفق القروض الربوية؛ انهيار المؤسسات والمشاريع؛ النزوح؛ الهجرة؛ الحروب التي أشعلتها الجماعة الحاكمة (الجهاد الكذوب)؛ الفساد؛ المحسوبية؛ التشريد من الوظائف لصالح الطفيليات الإسلاموية باسم الصالح العام؛ الإرهاب؛ القمع؛ الإبادة الجماعية؛ الإغتصاب؛ التعذيب؛ الحصار الخارجي والداخلي؛ كل هذه المصائب السودانية أليست من علامات (نجاح) المتأسلمين أيضاً؟!!! 5 ماذا يعني امتلاء المساجد إذا أفرغت النفوس من الفضائل؛ على نهج الحركة الترابية؟! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية