* من أول السطر: (مطالبة البشير بتقديم قيادات جنوبية للمحكمة الجنائية الدولية؛ أكثر سخفاً من مطالبة قوَّاد فاجر بمحاكمة مُومِس لأفعالها)! وأظنني أبالغ بهذا المثال الظالم للإثنين..! * انتقد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، تردي الأوضاع بدولة جنوب السودان، وحمل القيادات الجنوبية مسؤولية ذلك، وطالب بتقديمهم للمحكمة الدولية. وقال البشير خلال مخاطبته المؤتمر العام السادس عشر للاتحاد العام للطلاب السودانيين بقاعة الصداقة، إن ما يجري في جنوب السودان من قتل وتشريد ودمار لا يوجد في العالم كله، وأضاف ان من تسبب فيه هم القيادات الجنوبية ويستحقون المحكمة الدولية. * الخبر أعلاه نشرته صحيفة الجريدة أمس، واعتبره (خبر العام) إذا لم يلحِقهُ البشير بآخر أكثر شذوذاً.. فهل كان منفصماً عن (روحه) حينما أخرج هذا الكلام (الأعجوبة)؟! أم كان ناسياً تفوّقه على كافة السفاحين الأفارقة (في القتل والتشريد والدمار) بالكَمِ والكيف؟! فمن الذي يأخذ بيده إلى مصحَّة قبل أن (يتشظى)؟! * الخطير؛ أنه وبعد كل إتهامات البشير ونظامه الدموي للمحكمة الجنائية الدولية بأنها (مسيَّسة) وجائرة؛ يأتي الرجل في غمضة عين (لينصفها)..! فمجرد إشارته إليها بالسياق الوارد يعني أن المحكمة كيان جدير بالإحترام.. فلماذا يرفض تسليم نفسه لقضاتها في الجرائم المنسوبة إليه؟! * أخشى أن يكون الوصف (مَدحاً) إذا قلنا إنه (مُبتذل)..!! (2) * من علامات الفساد (الأسطوري) وجود المباني التي لا أثر طيب لها في حياة المواطن.. وولاية الخرطوم تمثل النموذج السييء لهذه الصروح الوهمية الدالة على أن دولة النهَّابين والفشلة ماضية في استهبالها..! * قرأت في الجريدة السودانية هذا المختصر: (كشف وزير الشؤون الاستراتيجية بولاية الخرطوم بروفيسور محمد حسين أبو صالح عن تعرضهم لضغوط لمقاومة من أسماهم بأصحاب المصالح من صغار الموظفين، فيما يختص بتطبيق نظام الشفافية في فرز العطاءات الحكومية وفقاً للرؤية الاستراتيجية لقبول أفضل عطاء، وهدد في الوقت ذاته بإعفاء أي وزير بالولاية حال عدم استجابته لتنفيذ الاستراتيجية بالخرطوم. وأضاف: الوزارة تسعى لتحقيق دولة يسود فيها حكم القانون وينصف فيها المواطن ضد الوالي أو الرئيس أسوة بدولة الاسلام التي انصفت اليهودي على سيدنا علي بن أبي طالب). * البروفيسور (المسكين) يبدو أنه صرّح بهذه المضحكات المبكيات وهو غارق في النوم.. ولا أظنه سيصحو قبل تلاشي (سُكرة) المتسلطين الفسدة الذين هيئوا له المكان كوزير لشيء (وهمي جداً)..! فأيَّة استراتيجية يرجى منها في دولة يحكمها (فشلة أغبياء حرامية معتوهين)؟! وما بين القوسين ليس رأياً شخصياً بل واقع مُجسَّد في المعنِيين.. وكفى النظر إلى أعلى المَقال..! * ما هذه (الرومانسية) يا أبا صالح والزمان مفتوح لعكس ما تشتهي (إذا لم تكن تتجمّل في هذا العهد القبيح)..! فالفاسد الأكبر الذي على رأس السودان لن يرضيه أن يحيط به النزهاء الأمناء والمخلصين.. إن وجود هؤلاء سيصيبه بهواجس (زوال المُلك)! فكما للحق قوة فإن للباطل مثلها؛ ولن يجد (المُبتذل) سنداً إلّا بأشباه..! أعوذ بالله الجريدة السودانية