كانت أول حادثة ارهابية بالجامعات السودانية عام 1968، حين اعتدى طلاب (الاتجاه الاسلامى – الجبهة الاسلامية القومية – المؤتمر الوطنى) على طلاب بجامعة الخرطوم اعتراضاً على تأديتهم رقصة (العجكو). كانوا معبئين ب(اسلامهم) حينها لقتل عشرات الطلاب لايقاف المنكر ! . وحين اعتلى ذات التنظيم السلطة 30 يونيو 89 كون جهازاً مختصاً لتتبع عورات الخلق وفرض معاييره (الاسلامية) على السودانيين ، الى درجة انه كان فى السنوات الاولى لعشرية دوائر (الضوء) يسأل عن قسائم المتزوجين ، ثم ظل يتصرف بكونه مكلفا من السماء بمراقبة اخلاق السودانيين فيحاكم ما لا يقل عن 40 ألف امرأة سنويا بسبب أنواع ملابسهن ! والعالم يدور ، ذات التنظيم ، يدعو نائب وزير الخارجية الامريكى جون سوليفان الخميس 16 نوفمبر الجارى ، لحفل – (شاهد الفيديو المرفق) – تؤدى فيه ذات الرقصات التى كان على استعداد لجز رقاب الطلاب بها فى الستينات ، وبذات الملابس التى لا يزال يجلد بها النساء ! ولن تعوزه المبررات الدينية ، وان من باب تأليف قلوب النصارى تجاه الدولة الاسلامية !! وامريكا هذه ذاتها ، باعتبارها رأس (الصليبية) الدولية ، ظلت معياراً للشر فى مواجهة خير الاسلاميين المطلق ، وحين يدمغ شخص أو مجموعة أو تنظيم بموالاة امريكا أو العمالة لها ، ولو بالاشتباه ، فذلك مسوغ كاف لشن الجهاد – لممارسة القتل المقدس بلا تردد ، لقصف القرى الآمنة والتعذيب فى بيوت الاشباح ولاغتصاب النساء . ذات امريكا التى تحول الاسلاميون حاليا الى آذان وعيون لها بالمنطقة ، كما يقولون . ان تقتل فى رقصة باسم الاسلام ، ثم تعود وتنظم الرقص ل(الصليبيين) ، بلا ذرة من ندم أو رغبة فى المراجعة ، من شواهد فساد الاسلام الأصولى الذى لا يميز بين الدين والدنيا ولا بين القداسة والسياسة ، وهو فساد ملازم لكل تفكير سلفى – على اساسه كفروا من يقول بكروية الارض وحرموا ركوب الدراجة ولبس البنطلون والراديو والتلفزيون والغناء والموسيقى والنحت فضلاً عن تعليم النساء وحقهن فى المساواة والعمل , والديمقراطية وحقوق الانسان – خصوصاً حرية الاعتقاد وعدم التمييز على اساس الدين . وفى كل موضوعة خلاف من هذه الموضوعات ظلوا على استعداد لاسترخاص الدماء , بلا تأنيب ضمير ! واذ يبدلون بضغط الحياة فتاواهم من هذه الموضوعة أو تلك فانهم لا يبدلون ابداً التعبئة المتهوسة لجز الرقاب بلا تساؤل . ولكل هذا وغيره فما من مسلم معاصر وانسانى يمكن ان يتنظر فتوى من هؤلاء . ولكن فقهاء المتأسلمين فيما يسمى بهيئة علماء السودان لا يزالوا يتصورون انه تبقت لهم مشروعية أو مصداقية ، فيوالون اصدار البيانات ، ولا يعرفون انها لا تثير سوى القرف حد الاستفراغ . (شاهد الفيديو):