هناك جزء كبير من النص لم يُذكر بعد فيما حدث في مستريحة، ويبدو أن الطرفين "الدعم السريع" و"هلال" صُدما لما حدث.. وقوات الدعم السريع متواجدة منذ فترة في تلك المناطق، وهلال تواجد في مستريحة منذ الاسبوع الذي سبق الأحداث، لأنه كان ينوي مقابلة البشير في الخرطوم بعد أربعينية والدته، لتوضيح موقفه، فبعضهم أوغر صدر الرئيس وجعل الأخير يعتقد جازماً أن هلال "طمعان في الكرسي".. الدعم السريع كانت حريصة على عدم الاحتكاك والمواجهة، وصرح بذلك حميدتي، وأكد هذا الحديث العديد من الأطراف، وهلال كان أحرص على الابتعاد عن مواجهة أبناء عمومته، ولكن شيء ما حدث خارج إرادة الطرفين. الغبن الذي تحدث به حميدتي غبن المغدور الذي شعر بمرارة الخدعة، وإن صحت رواية حميدتي أن هلال قدم هارون مديخير طعم ثم ضرب الدعم السريع من الخلف، فالطبيعي أن يكون الطرف الثاني "هلال" مستعد للمعركة، لكن حينما علا صوت الرصاص كان الرجل مرتديا جلابيته، وهذا يدل على حالة الاسترخاء الشديد.. الهيئة التي ظهر بها هلال لا تدل على اي استعداد لمعركة، بل استسلام تام وصدمة، وهل دارت معركة بالفعل؟ّ قائد الدعم السريع/ عبد الرحيم قُتل فعلا لكن لم يُقتل خلال معركة بالمعنى، وعبد الرحيم من أهم قيادات الدعم السريع، قُتل غدرا بواسطة طرف ما، بمنطق الأشياء محسوب على "هلال" لكن "هلال" الذي كان يعد العدة لمقابلة الرئيس ليس من مصلحته أبداً أن يفعل ذلك.. بعد مقتل عبد الرحيم كاد الوضع أن ينفجر اكثر مما حدث، لكن هلال سارع بالاتصال مباشرة بعوض بن عوف وأبلغه على وجه السرعة بما حدث وأُرسلت له طائرة خاصة ليسلم نفسه برغبته تفادياً للإنفجار. فيسبوك