* حبل الكذب قصير..! أنسب جملة شفافة تقال في وجه وزارة خارجية النظام السوداني بقيادة إبراهيم غندور.. ولن نطيل على القارئ قبل هذا التذكير السريع: 1 في يوم 9 أكتوبر 2017م تم الإعلان في صحف ومواقع الكترونية عديدة عن القبض على دبلوماسي سوداني تحرش بفتاة داخل بار أمريكي.. إلى آخر القصة المعروفة. 2 بعد يومين تم تشكيل لجنة تحقيق بحسب الوزارة (إن لم تكن كاذبة). 3 في يوم 25 أكتوبر قال زير الخارجية إبراهيم غندور إن نتائج التحقيق مع الدبلوماسي (ح. صالح) ستعلن بكل شفافية بعد إكمال التحقيق (إن لم يكن كاذباً). 4 في يوم 7 نوفمبر الماضي أكد الوزير (انتهاء التحقيقات مع الدبلوماسي السوداني بسفارة السودان بواشنطن المتهم في قضية تحرش، وتعهد بإعلان نتائج التحقيق على الرأي العام). * حتى الآن لم يصدق غندور في تعهده بإعلان النتائج للرأي العام؛ وقد وعدنا القارئ بالتذكير بهذه القضية بين حين وآخر؛ فإما (ثبات الجُرم) والإعتذار العلني عنه ومحاسبة الجاني الذي لا يبالي بسمعة وطن؛ أو النفي الكامل لما تداوله الإعلام حول الواقعة وبالأدلة والبراهين؛ ليس بالكلام المجاني الذي تعودنا عليه من تجار الدين الذين لا يستحون؛ لا من الرب ولا من عباده..! فهل كان غندور وبقية الرهط في الخارجية يراهنون على دفن القضية بمرور الزمن وتراكم الأحداث؟! أم أن أمر التحرش لا يعني عندهم شيئاً مذكورا (بحسب خلفياتهم التنظيمية)؟! * المدة التي مرّت (ربع عام) كافية لإعلان النتيجة (الشفافة!) حتى لو كانت التحقيقات حول قضية (أسلحة كيماوية) ناهيك عن كونها قضية سهلة التفاصيل ومحددة (داخل بار)..!! * ولأن أخبار التحرش صارت مكررة بين أوساط الوزارة الشائهة ببعض دبلوماسييها المتحرشين والمتغزلين؛ تبدو كل احتمالات الإدانة متوفرة بناء على متون ذكرناها من قبل؛ منها الجانب الأخلاقي للنظام الحاكم برمته..! فلماذا أخفيت (الإدانة) بإخفاء نتيجة التحقيقات؟! المؤكد أن دبلوماسي البار لو كان بريئاً لاستعجلت الوزارة بإعلان ذلك..! * كنا نعلم أنهم يتلاعبون باسم الشفافية (من أين لأمثالهم بها؟!) والآن حصحص الحق (بقفلهم) لموضوع التحرش الذي وعدوا بكشفه للرأي العام.. ومتى كان الرأي العام ينتظر الفسدة الكذابين ليمتلئ باليقين..؟! * بدلاً من اللف والدوران في فضيحة هذا الدبلوماسي وذاك (الذي قبله) كان عليهم أن يقطعوا الشك بأنهم (أسوأ من ظننا فيهم) ثم يعتذروا..! أعني جماعة الخارجية..! وأتمنى أن تظهر نتيجة التحقيقات اليوم أو غداً ببراءة (متحرشهم) لنشعر بالحرج (مرة واحدة) ونعتذر نحن.. لكن هيهات.. فهذه أخلاقهم..! خروج: * تفاعل كثيرون؛ منهم سفراء سابقين بالقضية الآنفة؛ فعقب الحادثة قرأنا: (وصف السفير إبراهيم طه أيوب وزير الخارجية الأسبق ما حدث من تحرش من قبل الدبلوماسي السوداني ببعثة السودان بالأمم المتحدة بنيويورك بأنه صفعة قوية للدبلوماسية السودانية. وقال السفير إبراهيم طه ل"راديو دبنقا" إن هذه الحالة تحكي ما وصل إليه حال الدبلوماسيين وبالذات الآتين من خارج وزارة الخارجية. وأوضح أيوب أن القضية ليست قيام شخص ما بمنكر ولكن هذا الشخص يمثل الجيش الجرار من الذين جيء بهم ليحلو محل أناس كانوا قمة في الأخلاق والسلوك ويراعون الحدود الدبلوماسية التي تحكم علاقتهم بزملائهم وبرصفائهم من الدبلوماسيين من الدول الأخرى. ودعا وزير الخارجية الأسبق لبتر كل العناصر التي أتت من جهاز الأمن لتسيير وزارة الخارجية). * نذكِّر سعادة السفير أن الجميع داخل السلطة الشاذة يتساوون في (الهبوط) فلا فروقات كبيرة بين أمن السلطان وعلماء السلطان..! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية