فعل هذا النظام كل ما بوسعه لتجويع واذلال وافقار الشعب عبر مختلف السياسات التي تعمدت ذلك .. ولازال من هم في سدة السلطة يتوهمون ان الصعود الي اعلى سلم التمكين متاح عبر الصعود فوق جماجم البشر ..لهذا ترتفع الضرائب وتزداد الاسعار وتصبح الحياة جحيما لا يطاق للاغلبية ..كيما تنعم الاقلية الفاسدة باسباب الراحة والهناء. .وشعارهم من اراد ان تثكله امه فليخرج متظاهرا . ولكن نداء الشعب دوما فوق ارهاب السلطة ..وهاهو الحزب الشيوعي وبرفقته تنظيمات واحزاب اخرى يستجيبون لنداء الشعب والوطن ..ويمارسون حقهم الذي كفله لهم الدستور ..فيخطرون السلطات المختصة بالمسيرة السلمية التي تحمل مذكرة لحكومة ولاية الخرطوم رفضا وتنديدا بميزانيتها لهذا العام 2018 وبمجمل سياساتها التي ادت للكارثة الاقتصادية ..والتي تحدد لها يوم 16يناير . والسلطات المختصة هي شرطة ولاية الخرطوم ..والامانة العامة لحكومة الولاية ..وحدد الاخطار موعد وخط سير المسيرة كيما تقوم الشرطة بواجبها المهني تجاه حماية الموكب وتسهيل خط سيره ..مثلما تفعل في مسيرات المؤتمر الوطني واخرها استقبال الرئيس التركي ..والتنديد بقرار الرئيس الامريكي حول القدس اذ هيأت السلطات المختصة كل السبل لانجاح مسيرات الحزب الحاكم ..ولكن .. ولكن يختلف الامر حين يتعلق بالتعبير عن الرأي ..او مناهضة سياسات النظام ..اذ تبدو بعض الاجهزة لا قومية ..بمعنى حزبية ..ولاؤها للنظام لا للوطن .. وفي حالة الخطاب -الاخطار -الذي وجه من الحزب الشيوعي للشرطة ..فان الصمت المطبق حتى الان سيد الموقف ..رغم ان التاريخ سجل للبوليس السوداني مواقف وطنية مشرفة مثل الاضراب تضامنا مع طلاب خورطقت والانحياز للشعب في ثورتي اكتوبر وابريل .. وعموما ..فان الحزب الشيوعي والمشاركين معه في موكب 16يناير ..يمارسون حقهم الطبيعي في التعبير عن رأيهم بصورة سلمية وحضارية ..عبر مسيرة منظمة ومرتبة هدفها الاساسي تسليم مذكرة لسلطات ولاية الخرطوم . أما رد فعل الاجهزة الامنية الاخرى على هذه الخطوة فقد شملت اعتقال العشرات من الشيوعيين والمعارضين ..ومحاصرة او مراقبة دور الحزب الشيوعي وبعض مراكز الاحزاب الاخرى ..وهي خطوة استباقية لاجهاض الموكب ومصادرة الحق الطبيعي والدستوري لكافة المواطنين .. هل كان ولا زال مطلوبا أن يبصم الناس بالعشرة على اي قرار ضار بحياتهم ومعاشهم ؟؟ او الانحناء خوفا من غضب الحكومة عليهم والرضاء بالموت جوعا ..؟؟!! لا وألف لا .. فالوطن فوق الجميع ..وحياة الانسان بلا كرامة ليست حياة ..وتسليم مذكرة ..فقط لا يتطلب كل هذا الهلع والخوف من مجرد مسيرة سلمية ..ولكن لا يفيق البعض من سكرة السلطة الا بعد ان تدك عروشهم ..وعاش الشعب السوداني .. [email protected]
