* الاعتقال والتعذيب والإهانة بروح التشفي ودون أن يكون للضحية سلاح بخلاف صوته؛ أمر معتاد لنظام السودان الإرهابي..! إنه مزاج عساكر معظمهم يدركون لماذا يواجهون المحتجين السِلميين بالقمع..! ويعلمون بأن العنف الذي يمارسونه قبل أن يكون (أوامر عليا) هو أكل عيش؛ بجانب أنه تكملة ل(قلة الأدب التربية)..! رغم أن ضحايا الإعتقال من الجنسين ليس بينهم من رمى طوبة إبان المظاهرات التي شهدتها الخرطوم في الأيام الفائتة.. كانت مظاهرات محددة الأهداف دعا قادتها من الحزب الشيوعي وبقية المشاركين فيها لأعلى درجات الانضباط؛ وانحصرت في نطاق رفض الغلاء وعسر المعيشة وميزانية 2018م وما يتبعها من مصائب يُسأل عنها الذين تجبّروا في حكم السودان بكسر الرقاب.. ولأن روح الإجرام ملتبسة مع أرواح عساكر القصر الجمهوري وجنجويده المنفصمين عن الواقع (المطششين) بالطغيان وغيره؛ فإن أي تجمهُر حتى لو كان لصلاة الجمعة سيخيف تنظيمهم الإرهابي ويصيبهم بالسُعار؛ فيجهِّز الجُند بارودهم استعداداً لحماية هؤلاء المفسدين.. ينادي النظام أرزقيته من مليشيا الإعلام القادمين من البيوت الخربة لسندِه؛ فليبون النداء وعينهم على أُجرة الإرتزاق! المال عندهم أعز من الفرد السوداني.. يلبون نداء اللصوص؛ ولا يوجد أجبن من اللصوص في هذا العالم ولا أسرع منهم في تدارك الخطر بالإعلام وبالبندقية..! * مع كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان تخرج الوزارة التي لها جهد وعرق في تلويث سمعة السودان لتمتطي حمار كذبها الأليف بزخرف القول؛ وتنتقد أسيادها.. لنقرأ: * انتقدت وزارة الخارجية تصريحات نظيرتها الأمريكية التي استنكرت فيها أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة بالسودان، واتهمت الخارجية، الولاياتالمتحدةالأمريكية بتجاوز الاشارة للتطورات التي وصفتها بالكبيرة في أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة وترسيخ حقوق المواطنة، وقالت في الوقت ذاته إن الصحفيين في السودان يتمتعون بكافة الحقوق التي كفلها لهم الدستور والقانون. وذكرت الخارجية في بيان تحصلت (الجريدة) على نسخة منه، إن السودان به حرية اعلامية واسعة، واستدلت بوجود أكثر من (20) صحيفة تعبر عن تيارات مختلفة في الآراء الحزبية والحرة المستقلة. * هذا مقتطف من خبر نشر بالتزامن مع بيان الخارجية الفضائحي وبالتزامن مع إطلاق سراح صحفيات وصحفيين كانوا يؤدون واجبهم بتغطية المظاهرات؛ فتم القبض عليهم متلبسين بجريمة (التغطية) لا غير..! نعم.. التغطية جريمة لدى أمن البشير المرتجف غير المؤهل لشيء البتة سوى (العوارة) والانتهاكات! ومازال بعض المواطنين الذين شاركوا سِلمِياً في المظاهرات محبوسين في سجون النظام بتهمة (السِلميّة)..! نعم.. السلمية تهمة عند حُماة مجرمي الحرب المسيطرين على البلاد اليوم..! هم دائماً يبحثون عن العنف ولن يرحلوا إلّا بذات العنف..! فعلام تستنكر وزارة الخارجية قلق واشنطن على حقوق الإنسان السوداني؛ بينما المواطن الباحث عن حقوقه ظل على مدى سنوات الاستبداد ألعوبة في يد الأمن وبدعم صحفيي النظام (خصوصاً رؤساء التحرير الصوريين) الذين يؤيدون الظلم بسكوت صحفهم عن الانتهاكات؛ وتجييرهم لوجوه الباطشين..! * قالت الوزارة إن السودان به حرية إعلامية واسعة والصحفيين يتمتعون بكافة الحقوق التي كفلها الدستور والقانون..! دستور (مَن)؟! والصحفي يُمنع بلا قانون والصحف تُصادر.. أما الأكثر من (20) صحيفة المُشار إليها فهي لطمس الوعي ونشر الضلال وتزييف الأحداث وتجميل القباح المتسلطين؛ باستثناء صحيفتين أو ثلاثة لا أكثر..! والحرية الإعلامية التي نمارسها على صفحات الإنترنت ليست منحة من أعدائنا الحاكمين؛ بل نفرضها (نحن) بلا وجل وهي حق؛ بعد أن حُرمنا من حقوقنا في الكتابة عبر الصحف الورقية.. والتنازل عن هذا الحق مستحيل بكل معنى الكلمة؛ ولو أدى ذلك لحتفنا. هل وزارة الخارجية تعيش في ذات (الجو) الذي كان يعيش فيه (الأخ) بكري حسن صالح عندما أعلن في يونيو 2017 عن عدم وجود صحفيين موقوفين من الكتابة؟! بل وإمعاناً في الإنكار الذي تعلّمهُ من (الجماعة المتأسلمة) إدَّعى المذكور توقف صحفيين إثنين لغرض ذاتي ولا علاقة للحكومة بهما..! يقصد الزميل د. زهير السراج وشخصي.. كأن جهاز الأمن الذي منعنا من الكتابة على الورق يتبع لحكومة (بمبوزيا)! * بعيداً عن الصحافة المختطفة باختطاف كافة بلاد السودان؛ من الأفضل لوزارة الخارجية أن تمعن التركيز في حدود (زريبتها) المنهارة؛ بدلاً عن كذبها المُغلَّظ وإنكار انتهاك حقوق الإنسان بالسودان في ظل نظام لا إنساني أصلاً.. ألا يكفي في جميع الأعوام التي حكمها البشير وحتى هذا العام 2018 أن يتصدّر السودان قوائم أسوأ السيئين عالمياً في مجال الحريات المدنية والحقوق السياسية؟! بل ألا يكفي نسفاً لحقوق الإنسان تلك السياط التي تلهِب ظهور النساء بقانون النظام العام؟! فعلام ترفع الوزارة عينها لتنتقد واشنطن بشأن الحريات في السودان؟ ثم ألا يكفي أن رئيس تحرير الصحف الآمر الناهي يُدعى محمد عطا..! أعوذ بالله الجريدة الالكترونية