1 جاء في خبر نشر قبل قليل اليوم 19/فبراير الحالي 2018 في صحيفة "الراكوبة" تحت عنوان:(الأتحاد الأوروبي يطالب حكومة البشير بالأفراج الفوري عن المحتجزين السياسيين المتبقيين) وافاد:(اصدرت بعثة الاتحاد الأوروبي بالاتفاق مع سفراء دول الاتحاد الاوربي المقيمين في السودان البيان التالي: ترحب بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بعثات دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في السودان بالإفراج عن بعض السجناء السياسيين من سجن كوبر. وطالب السفراء حكومة السودان بالإفراج الفوري عن المحتجزين السياسيين المتبقين. وبالمثل تدعو بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بعثات الاتحاد الأوروبي المقيمين في السودان من حكومة السودان إلى رفع حالة الطوارئ التي أعلنت في عدة ولايات اتحادية في الأشهر الأخيرة وضمان حرية الصحافة وحرية التجمع من أجل المظاهرات السلمية. يظل الاتحاد الأوروبي ودوله ملتزمون بدعم السودان على طريق المصالحة الوطنية والسلام الدائم في البلد من أجل جميع الشعب السوداني. سفارات دول الاتحاد الاوربي المقيمة في السودان ( إيطاليا، اسبانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، المانيا، هولندا، السويد، رومانيا). (انتهي الخبر الانساني الكبير) 2 *** بالطبع انها مبادرة انسانية بمعني الكلمة من دول الاتحاد الاوروبي التي تضع دائمآ حماية حقوق الانسان نصب عينها، وتعتبر ان (الانسان اثمن رأسمال في الوجود)، وهي دول لا تتقاعس اطلاقا في ابداء رأيها صراحة في كل ما يمس حرية المواطنين في اي مكان، وتدخل عبر الطرق الدبلوماسية او السياسية المباشرة في تسوية النزاعات بين الدول، وهو ايضآ اتحاد اوروبي وظف كل امكانياته للدفاع عن المضطهدين والمعتقلين في اي مكان في العالم. 2 *** بلا شك ان مبادرة بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بعثات دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في السودان قد احرجت حكومة ال(74) ووضعته في مآزق حرج للغاية، خصوصآ انها حكومة ما ناقشت اصلآ ولاعلقت سلبآ او ايجابآ علي الاعتقالات التي طالت مئات من المتظاهرين خرجوا في مظاهرات سلمية عبروا فيها باسلوب حضاري في امور تخص حياتهم المعيشية ، ومنذ ان بدأت المظاهرات في يوم 16 يناير الماضي 2018 والسودان يعيش ايام مليئة بالتوتر الشديد بسبب ردود الفعل القاسية، فقد بادرت السلطات الأمنية باستخدام العنف المتطرف متمثلة في الضرب المبرح، وتم استخدام العصا الكهربائية ضد احد المراسلين الصحفيين، وكانت هناك حالات تعذيب في المتعقلات، *** ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل كانت هناك حالة صعدت فيها شرطة الجزيرة من اسلوب العنف، فاستخدمت الرصاص الحي، ولقي الطالب عكرمة البوشي مصرعه!!، كل هذا جري رغم المناشدات الكثيرة من المنظمات المحلية والدولية واحزاب اجنبية حكومة الخرطوم ان تكف عن ايذاء المواطنين، لقد تباهت السلطات الأمنية وافتخرت بانها تملك القوة وحسم الامور بالعنف وعلي استعداد لمزيد من ارتكاب القتل، واعتقال المعارضين حتي ان كانوا اطفال او نساء، او من هم مرضي مسنين!! 3 *** مبادرة بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بعثات دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في السودان احرجت ايضآ الجامعة العربية التي منذ ان غادرها الأمين السابق عمرو موسي عام 2011 لم تتطرق لا من بعيد اوقريب للشأن السوداني، كان أمين عام جامعة الدول العربية السادس عمرو موسي وقتها قد ناقش مع المسؤولين في الخرطوم كثير من المسائل التي يمكن ان تقدمها جامعة الدول العربية للسودان، وتعزيز اوجه التعاون بينهما خاصة فيما يتعلق بدارفور. *** منذ عام 2011 وحتي اليوم، لا يوجد ظهور فعلي للسودان في الجامعة العربية!! *** لقد رفعت الجامعة العربية يدها تمامآ عن السودان بشكل كامل، واصبحت لا تهتم بما يجري فيه من سفك دماء واغتيالات وانتهاكات لحقوق ملايين السودانيين!!، في الوقت الذي اذا مات فيه فلسطيني بيد اسرائيلي او سوري من قبل ايراني، عندها تقوم الدنيا في الجامعة وتبدأ من جديد ظهور ردود الفعل الغاضبة والاستنكار والشجب والادانة…الخ الخ!! 4 *** اهتمام اعضاء دول جامعة الدول العربية انصب في القضايا العربية التي تخص دول معينة ليس بينها السودان!!، وايضآ الاهتمام بقضايا حقوق المواطن العربي في اليمن وسورية وفلسطين ، والنزاعات المسلحة في ليبيا والعراق وسوريا، والمجاعة في اليمن. 5 *** في عام 2016، قام الرئيس عمر البشير بترشيح الدكتور كمال حسن علي ليشغل منصب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وبالفعل وافق مجلس وزراء الخارجية العرب بالإجماع في اجتماعه بالعاصمة المصرية القاهرة، على قبول مرشح السودان، ومن ذلك اليوم اختفي اسم السودان من الجامعة، وكانما كان الهدف من ترشيحه وأد اي موضوع يخص السودان!! ، وعدم مناقشة مواضيع خاصة بدارفور، وحقوق الانسان السوداني، والتدخل السوداني في شؤون الدول الاخري، والوجود الايراني، وارسال اسلحة ومعدات حربية الي قطاع غزة!! *** لقد نجح الوفد السوداني في الجامعة العربية نجاح باهر في عدم تصعيد الملفات السودانية العاجلة والملحة الي مرحلة المناقشات، و(غطس حجر) ملفات دارفور، واوضاع السودانيين المزرية!! 6 *** الكلام عن المحطة الفضائية القطرية (الجزيرة) في علاقتها مع ما يدور في السودان، يشبه الي حد بعيد نفس علاقة الجامعة العربية بالخرطوم!!، تجاهل تام متعمد في بث كل ما من شأنه ان يغضب النظام الحاكم في السودان، محطة (الجزيرة) لا يهمها علي الاطلاق ابراز ردود الفعل الشعبية الغاضبة ضد السلطة في الخرطوم، ولا يهمها رأي الملايين الذين وصفوا المحطة بال(خنزيرة) بدل عن الجزيرة!!، ولا يهمها هجوم وانتقادات السودانيين ضدها، المهم عندها رضا أهل السلطة في المؤتمر الوطني في الخرطوم!! *** التعليق (اعلاه) لا جديد فيه، فقد سبق ان نشرت كثير من الصحف السودانية والمواقع السودانية عشرات الآلاف من المقالات والتعليقات والعديد من المواضيع عن هذه المحطة (المشبوهة)!!، 7 *** غضب السودانيين يكمن في ان هذه المحطة لا تتعامل مع الاحداث السودانية الكبيرة والهامة بنفس القدر الذي تبديه باهتمام لاحداث عربية اخري تكون احيانآ اقل اهمية بكثير من الاحداث السودانية!! *** بل احيانآ تكون هناك بعض الاخبار العربية التي اصلآ لا تستحق الاطالة في عرضها وتاخذ وقت طويل من زمن مدة الاخبار علي حساب احداث تكون دامية في السودان!! 8 *** ايضآ الحديث عن (اتحاد الصحفيين العرب) يقودنا الي سؤال، وهو: (هل حقآ الصحفيين السودانيين في حاجة الي ان يكونوا اعضاء في هذا الاتحاد؟!! *** هذا الاتحاد العربي للصحفيين مارايناه في يوم من الايام كان محل سند وتعاضد مع الصحفيين المعتقلين في السودان!!، *** ولا قرأنا انه قد ناشد في مرة من المرات السلطة السودانية ان ترأف بالصحفيين والاعلاميين وتعطيهم حقهم من الاحترام لما يقومون به من دور هام في المجتمع!!، حتي الصحف المحلية خلت منذ زمن طويل من اخبار اتحاد الصحفيين العرب لعدم وجود شيء يربطها بالسودان!! *** لجأت الي موقع (الاتحاد العام للصحفيين العرب) عسي ان اجد اخبار تخص: (أ) *** الصحفيين المعتقلين في سجون وزنزانات السلطات الأمنية في الخرطوم، (ب) *** او اخبار عن تضامن الصحفيين العرب مع زملاءهم في السودان، (ج) *** او حتي مناشدة من الاتحاد للمسؤولين في الخرطوم برفع الحظر عن صحفيين منعتهم السلطة من الكتابة، (د) *** او خبر يفيد ان الاتحاد بصدد ارسال وفد رسمي للخرطوم لمعاينة احوال الصحفيين، والظروف التي يعملون فيها، (ه) *** او خبر عن ادانة واستنكار للاسلوب الوحشي الذي بدر من الشرطة السودانية تجاه الصحفيين المعتقلين وضرب احدهم بعصا كهربائية، (و) *** او مسؤول في رئاسة الاتحاد سال عن حال الصحفيين المعتقلين. *** فلم اجد مع الاسف الشديد شيء عن السودان!! 9 *** بكل صراحة اقول، ان اتحاد الصحفيين السودانيين حاله مثل حالة حكومة بكري!!، لا تهش، ولا تنش، (ولا بتفلق ولا بتجيب الحجارة)!! *** اتحاد كل مواقفه سلبية!! *** اتحاد عجز تمامآ عن حماية حقوق الصحفيين!! *** ومال الي جانب السلطة بصورة ما عادت تخفي علي احد!! *** "اتحاد ميت"، مثله مثل اتحاد تيتاوي القديم!! 10 *** واخيرآ، الشكر وكل الشكر لبعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بعثات دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في السودان التي اثبتت بطريقة عملية ان قلوبهم مع الشعب السوداني….لقد طبقوا قولآ وفعل ما قاله النبي الكريم:("الْمُؤْمنُ للْمُؤْمِن كَالْبُنْيَانِ يَشدُّ بعْضُهُ بَعْضاً). [email protected]