1 بعد ان توسعت وتنوعت انواع التكنولوجية الاعلامية ودخلت كل البيوت، اصبح المواطن السوداني (رغم انوفه) يعرف كثيرآ عن ما يدور في منطقة الشرق الاوسط واليمن وسورية وكردستان وليبيا من حروب ومناوشات لم تتوقف منذ عام 2011 حتي اليوم ، اصبحنا نعرف عن ظهر قلب مناطق الحروب في البلاد التي اشتعلت فيها المعارك الضارية، واماكن النزاع في عدن وصنعاء والغوطة وعفرين وسرت وطرابلس وصحراء سينا، اصبحنا نعرف الفصائل المتحاربة ولهجاتهم وسحناتهم ، واي المنظمات المسلحة تابعة لدولها، واي مليشيات تقاتل من اجل ايدلوجيات معينة. 2 *** اصبحنا بفضل الاعلام المتطور نعرف كثيرآ عن الحوثيين الذي بسطوا قوتهم علي كل ربوع اليمن، ونعرف عن الحرب في سورية التي كانت في البداية مجرد حرب محلية بين أهل السلطة والمتمردين عليهم، ثم توسعت لتصبح حرب عالمية مصغرة اشتركت فيها سبعة دول:(سورية، العراق، تركيا، روسيا، امريكا، ايران، اسرائيل)، ومنظمات اخري مسلحة بعتاد حربي ثقيل مثل:(داعش، أحرار الشام، جيش الإسلام، جبهة الأصالة والتنمية، لواء شهداء الإسلام، جيش خالد بن الوليد، الإخوان المسلمون، فرقة علي بن أبي طالب السابعة عشر، حماس، الحزب السوري القومي الاجتماعي)!! 3 *** اصبحنا في السودان نعرف الكثير عن الدول الاجنبية التي تقدم الدعم التقني لسوريا، في نفس الوقت تجتمع بالمنظمات السورية المعارضة وتمدهم بالعون والسند!!، اصبحنا نعرف موقف كثير من الدول التي اظهرت مواقف غامضة ومبهمة ازاء الحرب في سورية، والسودان من بين هذه الدول التي لم توضح حقيقة مواقفها بصورة واضحة، وكان تصرف عمر البشير في روسيا محل استغراب شديد وهو يعلن (مجاملة للرئيس الروسي بوتين) انه متفق تمامآ مع التوجهات الروسية في سورية!!، نسي البشير وهو في غمرة افراحه بالرئيس الروسي انه كان قد صرح من قبل ان بشار الاسد لن يرحل انما سيقتل!! 4 *** لو سالنا اي سوداني عن مايعرفه عن جيوش العالم لما تردد في الاجابة، او استعصي عليه ان يجيب علي السؤال، ويقول ما عنده بغض النظر ان كانت قليلة او كثيرة، المهم انه يملك معلومات عن جيوش العالم. 5 *** ولكن لو قمنا بطرح سؤال علي مواطن سوداني عن جيش بلده ، فحتمآ سيتوقف مترددآ في الاجابة، تمامآ كما قالوا في المثل "ووقف حمار الشيخ في العقبة!! 6 *** السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي لا يعرف فيه الشعب هوية القوات المسلحة الموجودة في بلده؟!!، بل وممنوع عليه ان يعرف ماهي وظيفته الاساسية، وان كان الضباط والجنود فيه هم حماه الوطن والارض والشعب، ام حماه النظام الحاكم؟!! *** وان كان هو بحق وحقوق جيش "وطني قومي" تابع للدولة؟!! *** ام هو قطاع خاص مملوك لحزب المؤتمر الوطني؟!! *** ام مؤسسة عسكرية يديرها عمر البشير منفردآ لا يتدخل في شأنها اي كائن كان؟!! 7 *** ان السبب القوي الذي دعاني للكتابة حول هذا الموضوع الحساس، هو تجاهل أهل النظام في الحزب الحاكم في تقديم ولو معلومة صغيرة عن حال الكتيبة السودانية في اليمن!!، وفرضت حصار قوي علي اجهزة الاعلامية المحلية من نشر او بث اي موضوع يتعلق بالكتيبة!!، وامتنعت وزارة الدفاع في الخرطوم عن التعليق او الادلاء باي تصريحات رسمية حول حال ضباط وجنود الكتيبة السودانية في ظل الانتصارات التي حققتها قوات الحوثيين، وتوسعهم في مناطق كانت سابقآ تحت سيطرة قوات التحالف!! 8 *** ولو طرحنا علي وزير الدفاع او من هم جنرالات كبار في السلطة عن سبب هذا التعتيم، لاجابوا علي الفور:(اسرار عسكرية)!!!!!، ولكنهم في قرارة انفسهم يعرفون حق المعرفة انها ليست :(اسرار عسكرية)، بدليل ان الدول الاخري المشاركة بقوات عسكرية في "التحالف" لا تخفي الحقائق عن شعوبها، وتفيدهم اول باول بلا اخفاء او دس بحال قواتهم في اليمن، وتنشر وتبث اخبارهم ايآ كانت: محبطة او ايجابية. 9 *** هؤلاء الضباط والجنود الذين هم الان في اليمن عندهم اسر وعوائل وأهل في السودان، لذلك فمن حق هذه الاسر شرعآ وقانونآ ان تلم بكل صغيرة وكبيرة عنهم، سواء عن طريق وزارة الدفاع مباشرة ، او من خلال تصريحات رسمية، وان تكون وزارة الدفاع علي علاقة قوية بهذه الاسر، علي المسؤولين في الدولة ان يهتموا بالجانب الانساني المفقود بينهم وهذه الاسر….والا تكون العلاقة فقط تنحصر في توصيل"التوابيت" الي منازل الضباط والجنود القتلي وتقديم العزاء!! 10 *** القوات المسلحة عندها ناطق رسمي باسمها وهو العميد أحمد خليفة الشامي، لا يصرح الا فيما ندر!! ولا يتكلم الا (بالقطارة)!!، من المستحيل ان تخرج منه معلومة عن حال الكتيبة السودانية في اليمن!!، *** كنا نود ان نعرف ان غادرت هذه الكتيبة اليمن ام ما زالت هناك تحارب ولاتحارب مثل دون كيشوت ؟!! *** هل كل الضباط والجنود بخير؟!!، ام اعداد مقابرهم اكثر من الاحياء منهم؟!! *** ما سبب التعتيم علي اخبارهم في الاعلام السوداني، بينما اخبارهم موجودة في المواقع الالكترونية اليمنية؟!! 11 *** يا ناس أهل السلطة، *** يا وزير الدفاع وطاقمه في الوزارة، *** ياوزير الاعلام، نحن في القرن الواحد وعشرين، عصر التكنولوجية الحديثة، عصر تصل الاخبار فيه الي المواطنين رغم انف من يحاول حجبها، بل حتي ان فرضت الدولة ستار حديدي وبروج مشيدة فالشعب مصيره ان يلم بها، *** اتركوا هذا العبث الذي تعيشون فيه ، وقدموا الحقائق للشعب. [email protected]