وصف الجيش الشعبي الأعمال التي تقوم بها القوات المسلحة في أبيي، بأنها ذات الأفعال التي تقوم بها كتائب العقيد الليبي معمر القذافي ضد شعبه، مطالبا الأممالمتحدة بالقيام بدورها في حماية المدنيين، الذين يتم حرق قراهم. وقال المتحدث الرسمي باسم جيش الجنوب، فيليب أقوير، لصحيفة ( الشرق الأوسط) ، إن القوة التي احتلت منطقة أبيي، أول من أمس، من الجيش الحكومي، يصل قوامها إلى أكثر من 3 آلاف، إلى جانب ميليشيا الدفاع الشعبي، مشيرا إلى أن الجيش الشعبي ليس له وجود في المنطقة، وأن القوة الوحيدة كانت ضمن القوات المشتركة وتم سحبها، وأضاف أن الخرطوم استجلبت ميليشيا الجنجويد التي كانت تقاتل في دارفور، وتابع: (ما يحدث الآن في أبيي إبادة جماعية بحرق القرى وقتل المدنيين)، وأضاف أن هناك ترحيلا قسريا لمواطني دينكا نقوك، حتى يتم فرض أمر جديد، وقال: (هذه مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، سواء في الحروب الداخلية أو الخارجية)، وقال: (إننا نطالب الأممالمتحدة بحماية المدنيين من سكان دينكا نقوك في أبيي، لأن ما تفعله قوات البشير لا يقل عن تلك التي يقوم بها القذافي ضد مواطنيه، مما دفع المجتمع الدولي إلى التدخل هناك). وقال أقوير إن الجيش الشعبي لم يعلن الحرب كما فعلت الخرطوم وحزب المؤتمر الوطني وقيادة القوات المسلحة السودانية، وتابع: (لن ننجر إلى الحرب التي يسعى لها المؤتمر الوطني في الجنوب، ولكن سندافع عن أنفسنا وحدودنا ونحن نراقب الأوضاع وكيفية التعامل معها)، وأضاف: (البشير ألغى اتفاقية أبيي وانقلب على المؤسسات التي خلقتها الاتفاقية وهي سابقة خطيرة)، وقال إن القوات الحكومية تحيط بأكثر من 15 دبابة مباني بعثة الأممالمتحدة، وإنها أدخلت أكثر من 35 دبابة في أبيي، وأضاف: (هذا ما صورته الأقمار الصناعية، وليس من طرفنا). وقال القيادي في المؤتمر الوطني الوزير في رئاسة الجمهورية، أمين حسن عمر، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور الخرطوم حاليا إلى أن القوات المسلحة قامت بتطهير المنطقة من القوات غير الشرعية، وقال إن الجيش الحكومي يقوم بواجبه الشرعي، وقال إن الأمر يتطلب ترتيبات أمنية جديدة يتم الاتفاق عليها. وأدانت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سيطرة الجيش السوداني على أبيي ، واعتبرت ذلك (انتهاكا خطيرا وغير مبرر) لاتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب. واعتبر مجلس الأمن الدولي اجتياح أبيي انتهاكاً لاتفاقية السلام وطالب – في بيان قرأه سفير فرنسا في المجلس- بالانسحاب الفوري من أبيي . و اعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة الاجتياح امراً بالغ الخطورة ، ولمحت إلى استخدام الفصل السابع . ونددت كاترين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي باعمال العنف في ابيي. وأضاف بيان آشتون ان (مجلس الشؤون الخارجية سيبحث غدا ماهية الإجراءات الإضافية التي يمكن ان تكون ضرورية لضمان احترام اتفاق السلام وإعادة إرساء السلام). ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل. وأدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ العمليات العسكرية الأخيرة ، واعتبر ذلك (انتهاكا سافرا لاتفاق السلام) المبرم عام 2005. ودعا هيغ في بيان إلى وقف فوري للقتال وسحب جميع القوات العسكرية من منطقة أبيي . وأدانت فرنسا في بيان لوزارة الخارجية الأحد 22 مايو سيطرة الجيش السوداني على مدينة أبيي، منددة بما وصفته بالانتهاك الخطير لاتفاق السلام. وقال البيان ( إن فرنسا تدين سيطرة القوات المسلحة السودانية على مدينة أبيي وقرار حكومة الخرطوم بحل إدارة المدينة) . وأضافت الوزارة (أن هذه الإجراءات الأحادية تشكل انتهاكا خطيرا لاتفاق السلام الشامل المبرم في 2005 ) .