كأنَّ العالم العربي يتابع عرضاً سينمائياً في سوريا مستمتعاً بمشاهد (الآكشن)، غير آبه، بل مُبارك للضربات الجوية الثلاثية التي وُجهت ضد سوريا أمس الأول. صحيح هذا ليس أول تدخل خارجي، فغارات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ظلت تضرب باستمرار مناطق داخل سورياوالعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أو هكذا هو عنوان الحملة الذي يقودها التحالف. لكن القصف الذي نُفذ أمس الأول، هو تكرار لسيناريو العراق، تدخل الجيش الأمريكي في العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل، ثم بعد أكثر من عشر سنوات اعتذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن مشاركة بريطانيا في حرب العراق 2003م، اعتذر لأنهم لم يجدوا أسلحة دمار شامل، وقبل بلير كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش قد أعلنها في مذكراته، أنه انساق خلف معلومات خاطئة واقتحم العراق ثم لم يجد أسلحة الدمار الشامل. الآن القصف الذي يتم داخل دمشق بذريعة الأسلحة الكيماوية، وربما يأتي أحدهم بعد عشر سنوات ليعتذر ببساطة عن قصف دمشق لأنهم لم يجدوا أسلحة كيماوية. من يعتقد أنَّ المجتمع الدولي همه الأكبر حماية هذه الشعوب فهو يتوهم الأخلاق فيه. نهاية 2015م ذكرت صحيفة (الإندبندنت)، أنَّ التحالف الذي تقوده أمريكا نفذ ما يزيد عن (59) ألف طلعة جوية في العراقوسوريا منذ بدء العمليات في أغسطس 2014م، من بينها نحو (8.500) فقط هي غارات استخدمت فيها القنابل والقذائف ضد أهداف على الأرض، وأنَّ أغلب المقاتلات التي قامت بطلعات فوق العراقوسوريا لم تجد أهدافاً تقصفها وعادت إلى قواعدها، يعني، ما يتعدى (50) ألف طلعة جوية لم تجد هدفاً واحداً لضربه. التحالف الدولي بقيادة أمريكا سبق وأن أعلن قتل (229) مدنياً عن طريق الخطأ، هكذا ببساطة عن طريق الخطأ، ثم، لا تحقيق ولا محاسبة. الفوضى الدولية التي تحدث في سوريا والتي تحولت على إثرها لأرض حيازة تتقاسم فيها النفوذ القوى الكبرى، ينبغي أن تحرض حكومات المنطقة لاتخاذ موقف، صحيح أنَّ مثل هذا الحديث ربما يكون مدعاة للسخرية من الزعماء العرب، لكن ما حدث في العراق ينبغي أن يكون مشهده حاضراً. ليس الذي يدعو إلى الحنق هذا الصمت العربي إزاء ما حدث، بل في الترحيب الحار والتشجيع لاستمرار القصف حتى مقتل الأسد. التيار