مقدمة : ***** (أ) شتان مابين قرارات العزل والاطاحة والرفد من الخدمة عند الرئيس الامريكي ترامب دونالد وعمر البشير!! الاول يستند في اصدار قراراته الي قوانين واضحة ومكتوبة، والي هيئات دستورية يرجع اليها، ويستشير كبار مساعديه ومستشاريه قبل اتخاذ اي قرارات بعزل او اطاحة شخصية دستورية رفيعة المستوي. (ب) *** في يوم الجمعة 23/مارس الماضي 2018 اطاح الرئيس الامريكي رونالد ترامب بمستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر، وعين محله جون بولتون، لم يخفي ترامب عن شعبه حقيقة اطاحة ماكماستر من منصبه، وقال ترامب انه قد انتقد من قبل مستشاره للأمن القومي عندما قال ماكماستر في منتدى بألمانيا إن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 أمر لا يقبل الجدل، وقال ترامب عن مستشاره السابق ايضآ ماكماستر انه كان كثير الاعتراض علي الخطط التي ناقشها معه، وان جادل بحدة مع ترامب مطالبا إياه بعدم التخلي عن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران. (ج) *** اطاحة مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر تمت بعد وجود اسباب مقنعة اوصلت الرئيس ترامب الي قناعة انه اصبح من الصعب التعامل معه، وقام ترامب بعد استشارات مسبقة ومكثفة مع المسؤولين النافذين في السلطة وفي الحزب الجمهوري، وايضآ مع الخبراء القانونيين باصدار قرار عزل هربرت ماكماستر ، وبعدها اوضح ترامب للشعب الامريكي عبر وسائل الاعلام عن سبب الاطاحة. (د) *** في يوم الاحد 11/فبراير الماضي 2018، اطاح عمر البشير الفريق مهندس محمد عطا، اطاح به وكان عطا ماكان من الدستوريين في البلد!!، ولا كانه شغل واحدة من اقوي المؤسسات الأمنية طول تسعة اعوام!!، نسي عمر البشير او تعمد النسيان انه من حق الشعب ان يعرف سبب الاطاحة وبالتفاصيل الدقيقة خصوصآ ان محمد عطا لم يكن بالرجل الساهل، تجاهل البشير رغبة الشعب في المعرفة، وبينما الناس مازالوا في انتظار فك لغز اطاحة عطا، فاجئهم البشير باطاحة ابراهيم غندور، وايضآ بدون ذكر اي اسباب!! (ه) *** واحدة من مآثر وحسنات الاستعمار البريطاني، انه ترك لنا بعد رحيله نظام قانوني دقيق، ظللنا نعمل به في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية طوال سنوات حكم الديمقراطية، تعلمنا في هذه القوانين ان الموظف او الجندي او العامل في جهاز الخدمة المدنية او العسكرية لا يحق لا احد ان يفصله من عمله الا بناء علي اسباب قوية وحجج دامغة، وان للمفصول او المطرود من مكان عمله يمكنه ان يحتج رسميآ لوزارة العمل للنظر في شكواه. (و) في هذه القوانين الانجليزية القديمة عرفنا اين توجد الحقوق والواجبات، *** وزارة العمل وقع عليها حماية المستخدمين في جهاز الخدمة المدنية، *** وزارة العدل وجب عليها ان تراقب بعيون كالصقر كل مخالفات صغيرة او كبيرة، **** ناظر المدرسة لاحق له طرد طالب من المدرسة بدون اسباب مقنعه، *** ولا مدير الجامعة له حق فصل طالب من الجامعة الا بعد ادلة مقنعة بسبب الفصل، *** بل حتي الطلاق بين الزوجين كان لابد من اسباب تقنع القاضي. (ز) *** كل شيء في ذلك الزمن السعيد كان ممقنن بصورة دقيقة مستمدة من الشريعة الاسلامية ومبادئ الدين المسيحي، وصورة من القوانين الانجليزية. 1 *** عمر البشير مثله مثل كل رؤساء دول العالم المتخلف الذين جاءوا للسلطة عبر الدبابة، *** انه لا يعرف ما معني القوانين وبنود الدستور، يصدر توجيهاته وقراراته دون الرجوع الي جهات قانونية!! *** لا يستشير احد من مستشاريه او مساعديه في اي قرار يتخذه!! *** اعطي لنفسه الحق الكامل في التعيينات الدستورية لمن هو يرغب في تعيينه!! *** ومنح لنفسه سلطة الاطاحة والعزل والرفد والاحالة للصالح العام بدون ذكر الاسباب!! *** استغل حق اصدار القرارات الجمهورية فاطلق سراح (الفكي) الذي اغتصب طالبة جامعية بعد تخديرها !! *** وسجن اثناء سنوات حكمه عشرات النافذين بقرارات جمهورية واشهرهم حسن الترابي!! 2 *** استغل عمر البشير سكوت الجميع في الحزب الحاكم وفي المجلس الوطني، والحكومات السابقة والحالية فتمادي في جبروته الي حد ان بعض من المقربين منه وصفوه، وقالوا: (البشير كالديك الهائج في مصنع الخزف يكسر كل شيء امامه غير عابئ بالنتائج ولا بالمكسور)!! 3 *** ويبقي السؤال مطروحآ بقوة في وجه الجميع (شعب وحكومة): *** الي متي الصبر علي تصرفات البشير التي اصبحت مصدر ازعاج في الداخل والخارج؟!! *** من هو المسؤول الاول في السكوت علي خروقات البشير ضد الدستور والقوانين؟!! (أ) هل هم النافذين حزب المؤتمر الوطني؟!! (ب) هل هم نواب المجلس الوطني القدامي والجدد؟!! (ج) هل هي وزارة العدل؟!! (د) ام ان الخطأ يكمن في هذا الصمت الشعبي؟!! 4 *** كلمة اوجهها لعمر البشير عسي ان يفهم ما اقصد: من اسماء الله الحسني (الصبور) ، فهو يصبر ويصبر ويمهل ، وبعدها يجئ (المنتقم) التي هي ايضآ من اسماءه الحسني. [email protected]