نشرت مجلة النجم (ذا ستار) الأمريكية أمس الاثنين 4 يوليو تقريرا حول مجهودات عالم آثاري أمريكي بولندي الأصل تخصص بالنوبة وافتتح معرضا خاصا بها في متحف أونتاريو الملكي، وقالت إن تهارقا (تهراقا) هو آخر زعيم دولة عظمى أسود قبل أوباما. واعتبرت المجلة في تقريرها بعنوان (عالم آثاري يعد واحدا من كنوز متحف أونتاريو الملكي الخفية) أن مجهودات عالم الاثار كرزيستوف قرزيمسكي رئيس قسم ثقافات العالم في المتحف، قدمت النوبة وذكرت أنه سوف يفتتح قسم النوبة المجدد ويعقد ندوة تعريفية لجذب الانتباه للقسم الصغير بالمتحف في 25 ديسمبر القادم. وذكر التقرير أن قرزيمسكي يذهب مرة أو اثنتين سنويا في حملة للتنقيب عن آثار النوبة، ولذلك يظل قسم النوبة هو الوحيد المتجدد باستمرار والمربوط بالتنقيب الحقلي المستمر، مشيرة إلى حفريات أخرى تجريها إحدى تلميذاته لصالح المتحف البريطاني. وترى (حريات) إن النهب الذى أشار له التقرير يتسق وأولويات الصرف المختلة لدى الإنقاذ والتى يذهب 70% من ميزانيتها لصالح قوات نظامية تحرس تحركات الخصوم بدلاً عن حماية ذاكرة الأمة السودانية، ولقد سبق لحريات وان نشرت خبراً حول الإستهتار الكبير بالآثار الموجودة داخل المتحف الذى شب به حريق هائل الاثنين 6 يونيو والتهم مخزنين مليئين بالآثار.، وكانت تبريرات المدير غاية في التهافت ولم يجر حديث عن مساءلة. ورغم ان الكثير من الآثاريين السودانيين قد سلطوا الضوء على النهب الذي قام به أجانب منذ القرن التاسع عشر لآثار السودان، ودعوة الكثير منهم لضرورة استرداد ذاكرة الأمة السودانية في متاحف الغرب، لازال النزيف الجديد للآثار السودانية مستمراً دون وجود حماية من السلطات المعنية بحماية الآثار. إذا كنا لا نختلف في تحبيذ تعريف العالم بحضاراتنا التاريخية، فهل مثل هذا التجفيف المستمر لآثارنا واغتراب ذاكرتنا مهما كان من فوائده بتعريف العالم بنا يقع في نطاق المحمود؟