أكد رئيس دولة السودان الجنوبي، سيلفا كير ميارديت، أن بلاده ملتزمة بإعادة النظر في العقود الموقعة مع شركات النفط الصينية العاملة في الجنوب. وأبلغ كير وزير خارجية الصين، يانغ جيتشي، وهو أول مسؤول صيني رفيع، وأول وزير خارجية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، يزور عاصمة السودان الجنوبي بعد استقلاله قبل شهر، أن جوبا ملتزمة بإعادة النظر في العقود الموقعة مع الشركات الصينية في إنتاج النفط، بعد أن أصبح الجنوب دولة مستقلة، وقال إن دولة السودان الجنوبي ليست لديها مشكلة في العقود المبرمة بين الخرطوموبكين، ولكنها ستعيد النظر في العقود التي تخصها، مجددة التزامها بالمحافظة على متانة العلاقات بين جوباوبكين، داعيا الصين مساعدة بلاده في تطوير البنيات التحتية خاصة مجالات الطرق والصحة والتعليم والزراعة. من جانبه، قال وزير النفط في السودان الجنوبي، قرنق دينق، لصحيفة (لشرق الأوسط)، إن طلب مراجعة العقود النفطية مع الشركات الصينية ليس جديدا، وأضاف أن حكومة الجنوب قبل الاستقلال وخلال الفترة الانتقالية كانت قد تقدمت بهذا الطلب، وقال: (هذه العقود تم توقيعها خلال فترة الحرب بين الشمال والجنوب، التي استمرت أكثر من 21 عاما)، وتابع: (ما فعله الرئيس كير هو تجديد لطلبنا السابق، لأننا نرى أن هناك جوانب في هذه العقود يجب تحسينها، خاصة في مسائل المحافظة على البيئة). وكشف دينق عن تفاهمات غير مكتوبة بين جوباوالخرطوم؛ بأن تسمح الأخيرة بتصدير النفط الجنوبي عبر ميناء بورتسودان، بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين، الأسبوع الماضي، وقال إن حكومة الشمال ستسجل الحسابات وتتم تسوية المطلوب في النهاية، منوها بأن هناك متأخرات تطالب بها جوبا تصل لنحو 500 مليون دولار ليونيو وجزء من يوليو . إلى ذلك، قال وزير الخارجية الصيني، يانغ جيتشي، في تصريحات صحافية، إن بلاده تولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات مع جنوب السودان، وأضاف أن بكين تستعد لاتخاذ مناسبة استقلال جنوب السودان لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كنقطة انطلاق جديدة من أجل تحقيق تطور شامل ومستمر لعلاقات الصداقة والتعاون بين الصين وجنوب السودان، وأضاف أن الصين ستواصل دعمها لجهود جنوب السودان الرامية لصيانة سيادة البلاد واستقلالها.