أعلن مصدر في المعارضة الاريترية أمس الاربعاء أن سلطات الامن السوداني تحتجز الصحافي الأريتري المعارض جمال عثمان همد منذ الاثنين الماضي. وقال المصدر مشترطا عدم الاشارة الي اسمه لاعتبارات امنية “يوم الاثنين الماضي استدعت سلطات الأمن السوداني الصحافي جمال عثمان همد المدير السابق للمركز الأريتري للخدمات الإعلامية (وهو موقع اخباري معارض لحكومة الرئيس اسياس افورقي)، وحتى الان لم يعد كما أن هاتفه النقال مغلق منذ الاثنين. واضاف المصدر انه “قد يكون للامر علاقة بالبيان الذي وزعه حزب المؤتمر الاسلامي الاريتري المعارض حول احتجاز السلطات السودانية لرئيس الحزب حسن سلمان منذ أغسطس الماضي”. واغلقت السلطات السودانية مقر المركز الاريتري للخدمات الاعلامية في الخرطوم عام 2008 عقب تحسن العلاقات السودانية الاريترية كما امرت وقتها المعارضة الاريترية بوقف انشطتها من داخل الاراضي السودانية. في سياق متصل أدانت منظمات حقوقية قيام السودان بتسليم أكثر من 300 من طالبي اللجوء الإرتريين ل”الاحتجاز والانتهاكات” بترحيلهم لواحدة من أكثر البلدان وحشية في العالم. وقال جيري سيمسون ، الباحث الضليع بشؤون اللاجئين في هيومن رايتس ووتش في بيان تلقته وكالة فرانس برس. إن “السودان يعيد الرجال والنساء والأطفال قسريا لأشكال من التوقيف والانتهاكات في واحدة من أكثر البلدان وحشية في العالم” وقال البيان “إن إريتريا تسيطر عليها حكومة قمعية للغاية تتطلب من جميع المواطنين الذين يقع عمرهم تحت ال50 سنة أن يخدموا في الجيش لسنوات”. وأضاف “إن اي شخص في سن التجنيد يغادر البلاد دون إذن يعتبر فارا، ويعاقب بالحبس لخمس سنوات غالبا في ظروف غير إنسانية، بما في ذلك العمل القسري والتعذيب”. وسلم السودان في الأسبوع الماضي أكثر من 300 أرتري للجيش الإرتري دون فحصهم لأحقيتهم الحصول على مراكز كلاجئين مما أثار إدانة من مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، وقال المتحدث باسم المفوضية إن ترحيلهم تم برغم الاتفاق المسبق بين وكالات الأمم المحدة والمفوضية السودانية لشئون اللاجئين على أن يتم نقل اللاجئين الأرتريين للخرطوم لإجراء فحص مشترك لهم هناك. وعوضا عن ذلك تمت إدانة اللاجئين الذين كانوا يتجهون صوب مصر بالدخول غير الشرعي والتنقل في السودان وأعيدوا لوطنهم بعد احتجازهم لعدة أسابيع في دنقلا بالولاية الشمالية. وقال سيمبسون إن “السلطات السودانية بعد أن درجت على استضافة عشرات الآلاف من الإرتريين في شرق السودان، فجأة بدأت بشن حملة على أشخاص هم الأكثر ضعفا في العالم”. وتعتبر هذه الإجراءات التي أدينت على نطاق واسع جزءا من تحالف حكومات القهر ضد شعوبهم حيث يشهد الوقت الراهن تحالفا بين نظامي السودان وإرتريا وهما النظامان الأسوأ في قائمة القبح الأفريقية، بحسب تقرير أصدرته مجلة شرق أفريقية في ديسمبر الماضي. وفي الاسبوع الماضي زار الرئيس الاريتري اسياس افورقي السودان لمدة ثلاثة ايام كما وصل أمس الاربعاء الي مدينة كسلا السودانية القريبة من الحدود مع اريتريا للمشاركة في افتتاح طريق بري يربط السودان واريتريا مع الرئيس السوداني عمر البشير وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة.