وجه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وأحد أهم فقهاء السلفية في السعودية انتقاداً حاداً للشيخ يوسف القرضاوي بسبب خطابه للعاهل السعودي الذي يدعوه فيه للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات . والقرضاوي أبرز دعاة الأخوان المسلمين هو الآخر سلفي ، ولكن بسبب انخراطه السياسي يعلم بأن بعض المواقف السلفية مما لا يمكن قبوله في العالم المعاصر . وقد دعا العاهل السعودي في رسالة مفتوحة أول نوفمبر الى تخفيف القيود السلفية على المرأة السعودية . ورد عليه الشيخ البراك يطلب منه ( السكوت على أقل تقدير) وردد ضده الاتهامات المعهودة في خطاب الاسلامويين ( التغريب) والتبعية لامريكا والرئيس أوباما !! ( نص خطاب البراك أدناه) : رسالة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي كما جاءت عبر موقعه الالكتروني بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الرحمن بن ناصر البراك إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي سلمه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد قرأنا خطابكم المنشور في شبكة المعلومات الموجه إلى خادم الحرمين حفظه الله ووفقه، تشكره على قرار عضوية المرأة في مجلس الشورى، والترشيح والترشح للانتخاب في المجالس البلدية، وتطلب فيه السماح للمرأة بقيادة السيارة، وكان الأحرى بك يا شيخ يوسف على الأقل أن تسكت بدل أن تشارك فيما به تغريب المرأة المسلمة في بلاد المحافظة والطهر، الذي تميزت به عن سائر بلاد المسلمين التي رزحت تحت وطأة الاستعمار عقودا، وكانت المرأة أداة المستعمر الأولى في تغيير مجتمعات تلك البلاد، أفتقيس بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية المتميزة بنظام حكمها وبعقيدة التوحيد ورفع شعاره وشعار السنة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، أفتقيسها بغيرها من البلاد الإسلامية؟! وإنك ياشيخ يوسف. هداك الله بهذا الخطاب لتضم صوتك إلى صوت الهيئات والاتحادات الغربية؛ فإنهم قد أيدوا هذا القرار، وصفقوا له بحرارة، وإنهم والله أكثر فرحا وسرورا به ممن فرح به من المسلمين، من الذين هم أتباع لهم، أو هم مخدوعون بدعاياتهم، وإن معنى خطابك ياشيخ يوسف ليؤيده الرئيس الأمريكي أوباما، فأنت حري أن يكتب لك شكرا على هذا الخطاب. أما علمت أنك بخطابك هذا تصادم فتاوى علماء البلاد الذين هم أعلم بحال بلادهم ومجتمعهم، وبمآلات الأمور، وهم أنصح لولاة أمرهم وأوفى. لقد ورد في خطابكم ترديد عبارة (لا حرام إلا ما ورد بتحريمه نص صريح)، وعجيب صدور ذلك منك! فإنه لا يكاد ينطبق إلا على مثل الزنى وخمر العنب، ومؤدى عبارتك هدم قاعدة سد الذرائع، التي بنى عليها جمهور العلماء كثيرا من المحرمات، وهي مستمدة من كثير من أحكام الشريعة المتضمنة لهذه القاعدة. ومن المعلوم بالضرورة أنه لا يستقيم أمر الناس في دينهم ودنياهم إلا بمراعاة قاعدة سد الذرائع؛ فإنها قاعدة عقلية شرعية، كما قررت أنت ذلك في كتبك، بل إنها معتبرة حتى في القوانين البشرية فيما تعتبره فسادا وضررا. وما تضمنه خطابك من طلب الإذن للنساء بالقيادة يعد في العادة من التدخل في السياسة الداخلية للبلاد، ويعلق بعض الناس على خطابك بأنه استجابة لاستنجاد بعض المفتونيين التغريبيين الذين هم مصدر الشر في بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية، حفظها الله من كل من يريدها بسوء، ووفق الله ولاة أمرنا لما به حماية عقيدتها وأخلاقها، كما نسأل الله أن يوفق الشيخ يوسف إلى صواب القول والعمل، ويختم لنا وله بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم عبد الرحمن بن ناصر البراك الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض في 16 ذي الحجة 1432ه