لأن ديننا حثنا على أن نؤمن بالله وملائكة ورسله وأن لا نفرق بين أحد منهم رغم إيماننا بأن سيدنا محمدا بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل فاننا نشارك اخوتنا المسيحيين احتفالهم بعيد ميلاد سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام. *صحيح كنا نحتفل مع اخواننا من المسيحيين الكاثوليك من أبناء الجنوب الذين كانوا يشاركوننا في الوطن الكبير قبل أن يحدث الانفصال المشؤوم ولكن ذلك لا يمنعنا الاحتفال مع المسيحيين الكاثوليك في العالم من حولنا لاقتناعنا بأن رسالة السماء واحدة وإلهنا إله واحد وأن ما يجمعنا من قيم ومبادئ إنسانية وتطلعات وأحلام ومصالح مشتركة تفرض علينا أن نعمل سوياً من أجل سلام العالم وخير الناس أجمعين. *نعمل سوياً من أجل أن تعم وسط الناس المحبة والمسرة وأن يتنزل السلام على الأرض التي تحتضننا جميعاً وأن يتعايش الناس الذين خلقهم الله سبحانه وتعالى شعوباً وقبائل ليتعايشوا في سلام ووئام بعيداً عن الحروب والنزاعات. *في مثل هذا اليوم أيضا نشارك الحبيب الإمام الصادق المهدي الاحتفال الذي تحرص على تنظيمه أسرته ومكتبه الخاص بعيد ميلاده الذي يتحول إلى وقفة أسرية واجتماعية ووطنية في نفس الوقت، حيث تجتمع الاسرة كما يجتمع أحبابه على محبته وتقديره في احتفال رمزي يحرص فيه الإمام على جعله مناسبة لمحاسبة الذات وتدبر الحال واستصحاب الدروس والعبر. *بعيداً عن السياسة ومكائدها وهموم الوطن والمواطنين التي لا تغيب عن هذا الاحتفال الأسري نحيي الإمام الصادق المهدي الذي يجتهد قدر ما يستطيع في حياته الخاصة والأسرية وفي محيطه الديني والحزبي بل وفي المحيط الإقليمي والعالمي على أن يقول كلمته مبشراً بالديمقراطية والوحدة والسلام والمحبة. *ننتهزها فرصة لنكرر تهنئتنا للاخوة المسيحيين الكاثوليك بعيد ميلاد المسيح والتهنئة موصولة لكل الذين ولدوا في هذا اليوم، سائلين المولى عز وجل أن يعم السلام في ربوع بلادنا وفي العالم المحيط بنا وأن ينعم المواطنون والبشرية جمعاء بحياة حرة كريمة في تعايش وإخاء ومحبة.