*هل علينا شهر رمضان المعظم ونحن في غفلة مشغولون بهموم الدنيا ومتاعب الحياة اليومية والنزاعات السياسية وتداعياتها الدرامية ومآل البلاد المهددة في وحدتها. *هل علينا الشهر الفضيل وبلادنا تعاني من ظواهر إجتماعية سالبة لا تشبه بلادنا ولا تشبه أهلنا الطيبين بسبب اللهاث المجنون نحو حاجات الدنيا المادية حتى ضعفت العلاقات الإجتماعية والأسرية وانتشرت بعض حالات الانحراف وسط الابناء والبنات. *لم نكن في حاجة إلى حجر كالذي القاه الطفل الذي لم يجد وسيلة لتنبيه أصحاب العربات الذين ظلوا يقطعون الشارع أمامه وشقيقه المعوق قد وقع من عجلته وهو عاجز عن مساعدته فاضطر لالقاء الحجر على إحدى العربات لكي يتوقف صاحبها عسى ان يعين شقيقه المعوق في قصة مؤثرة محشودة بالمعاني والدلالات. *اننا ندرك المخاطر والمهددات المحدقة ببلادنا وبمواطنينا وبنا، ولا نحتاج لمن ينبهنا بحجر أو بمصيبة تقع على راسنا حتى ندرك الأسباب والحلول ولكن تتسرب من بين أيدينا ومن بين ظهرانينا الحلول التى نعلمها أيضاً بسبب التخندق الأعمي وراء أجندة سياسية هي التى ادخلت الوطن والمواطنين في هذه الدوامة من المشاكل القائمة والكامنة. *في هذا الشهر المبارك الذي تكثف فيه العبادات والقربات وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه نحتاج إلى وقفات حقيقية مع الذات والى محاسبة النفس الفردية والعامة إذا صح التعبير لتغيير ما بأنفسنا ليغير الله أحوالنا. *التغيير المنشود على المستوى الفردي والعام نحتاجه في كل حين ولكننا ننتهز حالات الصفاء والنقاء التى تظلل حياتنا في شهر رمضان المبارك لكي نتسامى جميعاً على الخلافات السياسية والإجتماعية لاستكمال مسيرة السلام في بلادنا خاصة في دارفور لصالح أهلها وليس لصالح الحزب الغالب أو أي حزب أو حركة مسلحة أو زيد أو عبيد ممن يدعون أنهم وحدهم يملكون مفاتيح الحل والربط في دارفور. *اننا في حاجة إلى تعزيز أجواء الحريات وبناء جسور الثقة بين مكونات الأمة بعيداً عن الوصاية والهيمنة ومحاولة إقصاء الآخر العقدي والفكري والسياسي والاثني تماما كما نحتاج إلى تكثيف الجهود نحو معالجة الاختناقات الاقتصادية والارتفاع الجنوني غير المبرر للأسعار والى جهد اكبر نحو حسن التعامل مع الأسرة الدولية والأشقاء من دول الجوار خاصة. *إن رحمة الله واسعة لم يضيقها على عباده في كل العالم بمختلف معتقداتهم ومذاهبهم وأجناسهم وتوجهاتهم وجهاتهم، فما أحوجنا في بلادنا خاصة لتعزيز قيم وثقافة وممارسات التعايش السلمي بيننا بلا استبداد أو قهر أو ظلم أو وصاية على خلق الله.