أعلنت حكومة جنوب السودان استعدادها لايقاف انتاج النفط تدريجياً بعد ان أكدت حكومة المؤتمر الوطني اصرارها على مصادرة بعض النفط للتعويض عما تقول انه رسوم لم تسدد . وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين لرويترز “وزارة البترول والتعدين ستبدأ عملية فنية تفضي الى قرار يؤدي الى اغلاق كامل. هذا سيكون خلال أسبوع أو أسبوعين.” وأضاف “أخذنا هذا القرار لان جنوب السودان لا يستفيد من النفط. تأخذه جمهورية السودان عنوة .. والنفط الذي يتدفق في خط الانابيب يتعرض للنهب.” وقال ان السودان استولى على نفط قيمته 350 مليون دولار في بورسودان ومنع بيع نفط قيمته اكثر من 400 مليون دولار بمنع السفن من دخول الميناء او مغادرته. وقال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ضيو داو ان الحكومة يمكنها تسيير شؤونها بدون النفط لمدة 18 شهرا. ويدر النفط 98 في المئة من عائدات الدولة. وأعلنت الخرطوم انها ستصادر بعض النفط وتوجه بعضه الى مصفاتين لكنها لم تقل ان كانت ستحاول بيع أي من النفط الذي تصادره. ويطالب السودان بالحصول على مليار دولار كرسوم عبور لم تدفع منذ يوليو الماضي بالاضافة الى 36 دولارا للبرميل كرسم عبور في المستقبل وهو ما يعادل ثلث قيمة صادرات النفط الجنوبية تقريبا. وتريد الخرطوم أيضا أن تقتسم جوبا معها ديونها الخارجية التي تبلغ 38 مليار دولار. وقال مسؤولون ان جنوب السودان يضخ نحو 350 ألف برميل يوميا. وينتج السودان 115 ألف برميل يوميا من حقوله المتبقية لكنه يحتاج اليها للاستهلاك المحلي. وقال ضيو داو ان الحكومة تريد ان تمضي قدما في تنفيذ خطط لبناء خط انابيب بديل لانهاء الاعتماد على منشات الشمال للتصدير. وقال “نحن نخطط أن يكون بناء خط أنابيب بديل واجبا وطنيا لمواطني جنوب السودان جميعا والخطط تقوم بتصميمها الان وزارة النفط والتعدين.” وكان جنوب السودان عقد محادثات مع شركات اجنبية لبناء خط انابيب الى كينيا لكن مصادر مطلعة في وزارة النفط تشعر بتشكك لان هذا الخط سيتعين ان يمر عبر اراض وعرة يعصف بها العنف. وتواجه الحكومة السودانية ضغطا للتصدي لازمة اقتصادية شديدة بعد أن فقد نفط الجنوب الذي كان يشكل 90 بالمئة من صادرات البلاد.