فى تقليد أمدرمانى عريق خرج مواطنى/ات أمدرمان للترحيب بمولد خير البشر وذلك فى طقس اعتادته المدينة منذ مئات السنين ويسمى زفة المولد والتى تكون فى الليلة الأولى من ليالى الاحتفال بالمولد النبوى وهى بمثابة تدشين للاحتفالات حيث تجوب الطرق الصوفية الشوارع وهى تضرب النوبة ويصدح مادحوها بذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم، وينتهى تجوال هذه الطرق الصوفية بالميدان الذى تتم فيه الاحتفالات طوال اثنتى عشر ليلة . ورغم المناخ الصوفى الا ان المناخ العام كان خال من فرح حقيقى اعتاده الناس فى هذه المناسبة . وسالت (حريات) الحاجة “ف،أ” عن افتقاد اليوم للبهجة كعادته فقالت: نحنا فى امدرمان بنطلع الزفة دى من زمن الاستعمار وزمان كانت مناسبة مهمة شديد كانوا أهلنا بيخيطوا لينا الهدوم الجداد وماكان فى شافع بيلبس قديم يعنى زى العيد لكن هسه العندو قروش منو عشان يشترى كسوة هو العيد الناس بقت ماقادرة تكسى فيهو وليداتا. بعدين السنة دى الناس مغمومة من الفقر ومن الحالة الصعبة بقى ماف زول قادر يمد يده لى خشمو كان مانفسو اتخمه ..انشاء الله بركة المولى العظيم ورسوله الكريم بركة مولد المصطفى ده جميع من ظلم الشعب السودانى ده وذلاهو رب العزة يذلهم ويعدل بى ميزان عدله” همس الشباب والشابات من حولها بآمين . وتوجهت (حريات) لإحدى شابات هذه المجموعة فقالت “ش،ب” الزفة السنة دى مسيخة زمان كان فى ناس كتيرين بيجيبوا منتجات غذائية يوزعوها عصير ايسكريم حلاوة بسكويت وكده يعنى لكن السنة ماف زول جاب أى حاجة الفلس بيخلى اى حاجة مسيخة لكن المولد طبعا بيجى بى خيرو ” رجل أربعينى يحمل طفله على كتفه مد رأسه قائلاً: الفرحة فارقتنا انحنا شغالين وزى العطالة ، عينا طالعة من الفلس والله الزول لو عنده اى طريقة اتخارج من البلد الفقر دى كان اتخارجنا لكن ماف طريقة…الزفة زمان كانت يوم فرحة وكانت حبوباتنا بيطلعن العصير والرز باللبن واللقيمات لكن وين هسه؟ عيش ساكت الناس ماشبعانا ، الحمد لله غايتو لكن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم حينعش روحنا انشاء الله ” ، مرت صفوف الطرق الصوفية بدون أى مظاهر فرح وانطلقت زغرودات خجلى هنا وهناك تنادى بهجة المولد لتطرق بيوت السودان .