الإستهداف الأمنى اللئيم والإعتداء المتواصل على أنشطة و قيادة منتدى شروق بالقضارف ، يكشف عن عقليّة سلطويّة تعادى الثقافة بصورة مفضوحة و ممنهجة و مكشوفة . و يذكّرنى بأفعال الجنرال الذى كلّما سمع كلة ( ثقافة )، تحسّس مسدّسه !. فمنذ التأسيس فى يونيو 2007 ، ظلّ الإستهداف متواصلاً. و بصور و أشكال متعددة ، و لكنّها تخدم هدفاً واحداً ، هو تعطيل نشاط المنتدى و تحجيم دوره فى التوعية ، بمنعه عبر ” عنف الدولة ” من ممارسة نشاطه التنويرى .فتارة يصدر قرار وزارى بوقف المنتدى ( 8 نوفمبر 2010 ) بحجة خروجه عن أهدافه الثقافيّة لشروعه فى ” جريمة ” قيام ندوة تناقش فيها (الآثار الإقتصاديّة المحتملة لإنفصال جنوب السودان ) . و مرّات أخرى يصعّد جهاز الأمن حملاته المباشرة عبر الإستدعاء والملاحقة الأمنية. و قد وصلت إلى التعذيب البدنى والنفسى و التهديد بالقتل ( طالع رسائل جعفر خضر المنشورة على شبكة الإنترنيت.ولم ينفها جهاز الأمن ) . إطّلعت على أهداف المنتدى ( السبعة ). و لم أجد فيها ما ” يعكّر صفو الأمن الوطنى ” أو ” يهدّد النظام العام “. و جميعها أهداف مشروعة أنقلها هنا ” نقل مسطرة ” (( تثقيف و رفع وعى أعضاء المنتدى و المجتمع بإقامة المنتديات الدوريّة و الندوات و الأسابيع الثقافية و غيرها .و مقاومة النعرات العنصريّة و الجهويّة و ترسيخ ثقافة الإنتماء للسودان الموحّد.و تدعيم الروابط الإجتماعيّة و إستلهام قيم الأديان السمحة . و الإهتمام بالخدمات و التنمية من تعليم و صحّة و مياه و زراعة و بيئة فى السودان عموماً و القضارف خصوصاً و كل القضايا الحيويّة التى تهم المواطن السودانى . و الإهتمام بقضايا الأمومة و الطفولة و المجتمع بكافة قطاعاته . و المشاكل المتعلّقة بالفقر.و الإهتمام بالتثقيف الديمقراطى و حقوق الإنسان .و الإهتمام بالمسرح و الآداب و الفنون و الموسيقى )). المنتدى مؤسسة مجتمع مدنى ، يتوسّل لتحقيق هذه الأهداف والغايات السامية بإقامة الندوات والمحاضرات.و يقيم نشاطه علناً و ليس ” سرّاً “.و فعالياته مفتوحة للجمهور ،.وقد إطلعت على عشرات العناوين التى عالجها المنتدى وهى موثّقة خير توثيق . مؤخّراً دشّن المنتدى صحيفة إختار لها بعناية إسماً معبّراً ( اللافتة ).وهى لافتة المنتدى التى إعتقلها ،جهاز الأمن فى واحدة من غضباته المضريّة الأخيرة على المنتدى .و ما زالت ( اللافتة ) معتقلة أو محتجزة أمنيّاً ، حتّى كتابة هذه الأحرف .و لم ينس الجهاز إعتقال أدوات الجريمة ( ساوند سيستم )، حتّى لا يعلو صوت فى القضارف، يهتم بالتثقيف الديمقراطى وحقوق الإنسان . ترى لماذا تتصاعد وتيرة هذا الإستهداف الأمنى ؟ و لماذا الإصرار على إنتهاكات حريّة التنظيم والتعبير التى يكفلها الدستور و ينظّمها القانون ؟.حقّاً ،إذا عرف السبب ، بطل العجب !.و بلا شك، سيصدق خريف القضارف.وسيأتى زمن يعود فيه شروق شمس القضارف .و تعود للقضارف عافيتها الثقافيّة وخضرتها الوارفة. و حتماً ” عمّا قريب .. الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب .. و الحال يطيب ” .