كمال كرار… في السبعينات كان تلفزيون السودان ينهي إرساله اليومي عند الثانية عشر منتصف الليل ، فتنقطع الصورة والصوت حيث تسمع إش ش ش ش… وكانت هنالك نكتة رائجة عن مساطيل ضبطتهم دورية شرطة في شط النيل قبالة التلفزيون بعد الساعة ( اطناشر ) ليلاً ، فأرادوا المخارجة وقالوا للبوليس نحن شغالين في التلفزيون ، ولما قال لهم العسكري أن الوقت متأخر وأن التلفزيون مغلق ردوا عليه نحن البنقول إش ش ش بعد نهاية الإرسال . وفي بلادنا عدد لا بأس به من السدنة والتنابلة يقولون إش ش في كل مناسبة وزارة المالية تقول إش ش ومعناها انهارت الموازنة بعد حوادث هجليج ، ولكن القاصي والداني يعرف أن الموازنة منهارة من يناير الماضي عندما رهنت أكثر من نصف الإنفاق للديون ورسوم العبور المزعومة . وناس دماغهم تخينة وجلودهم عجينة كما يقول الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم كلما زنقوا زنقة حرامي في بيت عزابة صاحوا إش ش وأشاروا للطابور الخامس والعملاء ، بينما هم المستفيدون من الحروب وصفقات السلاح والمضاربة بالدولار ، كما أنهم آكلي مال النفرات زراعية أم عسكرية . وكلما تمسك المناصير بمطالبهم العادلة قالت وحدة ( وزارة ) السدود إش ش ومعناها قضيتكم مع الولاية بينما السد الذي غرّق الناس تبع الوحدة وقروش التعويضات عند الوحدة والتفاهمات " ديييك " في دهاليز الوحدة . في بيانات مجلس التخطيط الاستراتيجي صرفت 831 مليون جنيه علي محور استدامة السلام منذ 2007 وحتي نهاية 2011 ، ولكن تعزيز الوحدة الوطنية واستدامة السلام لحقوا أمات طه بعد تقرير المصير ، وعليه علي المجلس المذكور ألا يقول إش ش ويعيد المال للخزينة العامة من أجل شراء النفط الخام بعد أن راح البترول شمار في مرقة . أبطال التصريحات هذه الأيام واحد في منصب رفيع قال أن المعارضة حشدت جماهيرها للاصطفاف في طلمبات البنزين لخلق ندرة وتسبيب الهلع ، طيب ما تضخوا جاز زي ما ضخّ بنك السودان دولارات في السوق ، وبالمناسبة كلما جات سيرة ضخّ القروش زاد سعر الدولار . لو ضخّ بنك السودان ورق جرائد كان أحسن علي الأقل تنخفض سعر الصحف وتنطبع في ورق جميل ولكن السياسة الرسمية تقول " جففوا المعلومة بتجفيف الورق " ومجلس الصحافة والاتحاد قالوا إش ش من زمااان . نصب الصيوان داخل المرفق الحكومي ورصت الكراسي وجاءت الوجبات الجاهزة كما وصل الفنّان إياه وابتهج الجميع وأكلوا ورقصوا علي حساب المال العام وسجلت في الدفاتر مصروفات نفرة وإسناد .