احتفل العالم باليوم العالمى لحرية الصحافة وهى مناسبة دأب العالم ان يحتفل بها كل عام للتأكيد على ضرورة حرية الصحافة والمنادى برفع كافة اشكال القيود حتى تؤدى الصحافة دورها فى التنوير ونشر المعرفة وكشف الفساد والاستبداد. والعالم يحتفل والصحافة فى السودان تسير بخطوات نحو الوراء بفعل الهجمة الشرسة بواسطة جهاز امن حزب المؤتمر الوطني من تضييق على الصحفيين ومنعهم من الكتابة والتهديد ومصادرة الصحف ومطاردة الصحفيين وكافة اشكال التكبيل لمنع الصحفيين من نشر الحقائق والمعرفة والتنوير وكشف الفساد , وبالتالى تعطيل الصحف ومضايقتها ماليا حتى يضطر الناشرون إما الخضوع لاملآت جهاز الامن وإما إغلاق الصحف بفعل الخسائر المالية الكبيرة , واذا تحدى الناشر كل تلك الصعاب فى النهاية تتم مصادرة الصحيفة واغلاقها نهائياً كما حدث ذلك لعدد من الصحف من قبل. ان حزب المؤتمر الوطني يعمل بكل الوسائل لكتابة تاريخ البلاد بحسب نظرته للاحداث لذلك يعمل على اخراس صوت الصحافة الحرة التى تعبر عن ارادة الجماهير وتطلعاتها وتنادى بالحرية والمساوة والتعددية الثقافية وحسن ادارة التنوع فى بلد متعدد الاعراق والثقافات والديانات. وبمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة فقد اصدرت شبكة الصحفيين السودانيين بياناً اوضحت فيه اشكال المضايقات والتحديات التى تواجهها الصحافة والصحفيين وقالت في بيانها يجي إحتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، والصحافة السودانية تمر بأسوأ حالاتها، جراء حالة الإحتقان العام والتدهور التي تشهدها البلاد التي تتشظى بنير الحروبات الأهلية وشبه الحرب الشاملة مع أخوة الأمس بدولة جنوب السودان، وإنفراط عقد الإقتصادي الوطني، تدهوراً في سعر العملة الوطنية وضائقة معيشية غير مسبوقة. والشبكة إذ تحتفل بهذا اليوم، تأسف أول ذي بدء، من الواقع فائق السوء الذي يواجه الصحفيين والصحفيات من قمع وحشي ممنهج وإرهاب وتخويف وتضييق على حرية التعبير؛ والحرب الإقتصادية الموجهة للمؤسسات الصحفية وصناعة الصحافة الحرة بالبلاد، من إحتكار لسوق الورق وغلاء كافة مدخلات صناعة الصحافة. وتجدد الشبكة إدانتها للأساليب الجديدة التي بات ينتهجها جهاز الأمن والمخابرات الوطني تجاه الصحافة والصحفيين، حيث وصل عدد الصحفيين والكتاب الصحفيين الممنوعين من الكتابة بأمر جهاز الأمن (11) صحفياً وكاتباً، إضافة للإستدعاءات المتكررة للصحفيين لمكاتب الأمن وتهديدهم عبر الهاتف، وإرهاق الصحفيين ورؤساء/ات التحرير ببلاغات النشر، حيث مثل أمام نيابة الصحافة خلال شهر أبريل المنصرم أكثر من عشرين صحفياً. وفرض إستمارة بيانات شخصية وخاصة وتوزيعها على الصحف وإجبار الصحفيين على ملئها. كما يعاني الصحفيين من سوء الأوضاع المهنية بالكثير من المؤسسات وضعف الدور النقابي مما يضع الكثيرين منهم تحت سيف التشريد والفصل التعسفي عن العمل. وتعلن الشبكة تضامنها الكامل مع الصحفيين والعاملين بصحيفة (الشاهد) ضد ما حاق بهم من عسف وظلم. فيما لا يزال صحفيو (أجراس الحرية) يعانون الأمرين أمام محاكم العمل لصرف مستحقات نهاية خدمتهم. ولا تزال المؤسسات الصحفية تتعرض للمصادرة المستمرة بعد الطبع لإنهاكها إقتصادياً، وفرض الرقابة القبلية عبر الهاتف. ووضع خطوط حمراء تحت مصطلح (الأمن القومي) الفضفاض. والشبكة إذ تحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة، تدعو جميع الصحفيين السودانيين للتوحد خلف راية حرية الكلمة والتعبير، والتصدي، وبقوة للهجمة الشرسة والممنهجة والمسنودة بقوة دفع جهاز الدولة التنفيذي والتشريعي على الصحافة وإستغلال أجواء الحرب لتصفية هامش الحريات وبث خطاب الكراهية الدينية، لضرب الصحافة الحرة. وتدين الشبكة مصادرة صحيفة الجريدة لليوم الثاني الثاني من مايو 2012 دون إبداء أسباب للمصادرة في مخالفة واضحة للدستور الانتقالي والمواثيق الدولية التي صادق عليها السودان. وتدعو الشبكة الصخفيين للتماسك والوحدة. و تؤكد على الجذوة والإرث العميق الذي بذلته الصحافة السودانية عبر عمرها الطويل الذي يتجاوز القرن زماناً في مقارعة الشمولية وإعلاء القيم الوطنية، والتعدد والتسامح والتعايش، بتقاليد مهنية راسخة بما يكفل للمواطن حقه الأصيل في نشر وتلقي المعلومات. وكذلك اصدرت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات بياناً قالت فيه ان الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يجيء هذا العام والحصار علي الصحافة السودانية والصحفيات والصحفيين يزداد كل يوم حيث تم منع عدد من الصحفيات والصحفيين من الكتابة ومصادرة بعض الصحف بعد طباعتها مما يزيد من الخسارة المادية للصحف لفرض حصار إقتصادي ، بالإضافة إلي فتح عدد من البلاغات الكيدية للحد من حرية التعبيرللصحفيين . واكدت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات ادنتها لكافة أشكال التعدي علي حرية التعبير ، وطالبت الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها الدستورية والدولية والإقليمية فيما يتعلق بحرية الصحافة التعبير ، ورفع كافة القيود علي الصحف وعلي حرية التعبير. هذا هو واقع الصحافة فى السودان وهى المنوط بها ان تؤدى رسالتها فى المجتمع تتعرض لهزة عنيفة بفعل المصادرة والاغلاق ومنع الصحفيين والكتاب من الكتابة انه واقع محزن ومخيف ان يتم حجب الراى الاخر. [email protected]