[email protected] ماتشهده عاصمة البلاد ومدنها وأحيائها من تظاهرات وإحتجاجات سلميّة ،أفزع السلطة وجعلها تلجأ إلى آلتها القمعيّة ” تحرّشها ” على استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين والمتظاهرات .وسرعان ما صدرت التعليمات والأوامر بمواجهة الموقف بالقمع والحسم الفورى ، لتجنُب إتّساع دائرة الرفض والمقاومة الشعبيّة ،تحسُّباً من تحقيق الشعار المرفوع ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ، مع إزدياد جنون لغة ولهجة التهديد والوعيد من رأس النظام بإستخدام عبارات غيرلائقة فى حق الشعب والمتظاهين بوصفهم ” شذّاذ آفاق “. والمطالبة بالحسم الفورى، والتهديد بإستخدام المليشيات الحزبيّة و( ربّاطة) النظام فى مواجهتهم .وقد جاء قول الرئيس ” ممكن نجيب المجاهدين بتاعنّنا يتعاملوا معاهم ..لكن نحن حكومة مسئولة ..وعشان كدا خلّينا سلطات الحكومة تتعامل معاهم ” !. وبقيّة القصّة معروفة فالتظاهر السلمى وهو أداة مشروعة للتعبير ،يكفلها الدستوى والمواثيق الدوليّة ، يصبح فى قاموس قيادات الشرطة وأعمدة النظام ” إثارة شغب ” و” تفلّتات أمنيّة “.ومن المهم التقليل من الأحداث – لتطمين النفس والقائد – بعبارات من شاكلة “محدودة ” و” معزولة “…إلخ!. مايحدث – الآن- فى الخرطوم وأمدرمان وجامعاتها وأحيائها وبقيّة مدن السودان ، هو حلقة هامّة فى تراكم المد الثورى ،يبدأ بإنتزاع الحق فى التعبير والتنظيم ،لمواصلة مشوار التغيير.ولن يعصم السلطة ” جبل ” قمع أو تهديد أو وعيد أوبطش وبأس شديد ،تلجأ إليه. فكما يقول المثل السودانى الشعبى الصميم ( السايقة واصلة ). ولو كان إحتقار الشعوب و إعمال ” ترسانات ” القمع والتهديد والقتل والسحل يجدى ، لما انتهى الطاغية القذّافى ونظامه القمعى البغيض إلى ” ماسورة صرف صحّى “.ولما هرب و “ركب ” زين العابدين بن على ” التونسيّة ” ولما جلس ( تشارلس تيلر) فى قفص الإتّهام ،يستمع إلى نطق الحكم وهو فى حالة إنكار وإنكسار وذهول بين مصدّق ومكذّب. ولن نذكّرهم بقصّة الجنرال ( ميلوسيفتش ) الذى طغى وتجبّر ،ولكنّه لم يجد – فى نهاية المطاف – سوى الإستسلام ،ليد العدالة الدوليّة ، ولكن بعد ” فوات الأوان ” !. ونقول لرأس” الحيّة ” : لن تعصمكم من الثورة القادمة ،وسيلها الجارف، إجراءات تكثيف وتشديد موجات الإعتقال والتعذيب وتحريم وتجريم التظاهر. و”عمليّات ” إختطاف أبناء المعارضين السياسيين.فالثورة قادمة ،لا محالة ،ولا عاصم لها !. لينتظر طغاة السودان مصيرهم ،وهم ينظرون إلى ” تفكُّك ” أنظمة البطش من حولهم . وصدق شاعر الشعب محجوب شريف ،وهو القائل : ” شعباً عظيم البأس ..ما بيمسكو أب كبّاس ” والقائل ” يا شعباً لهباً ثوريتّك …تلقى مرادك والفى نيتّك ..عمق احساسك فى حريتّك ..يبقى ملامح فى ذرّيتك “..وهو القائل فى ( عشرة مقاطع للحياة ): “غطّى الجبال الليل ..لكين هدير السيل ..لكين صهيل الخيل ..نار الغضب والجوع ..تحت الجبل مسموع.. يضوّوا عزّ الليل “..ولمحجوب شريف أنبل التحايا والإحترام..ولشعبنا ” تعظيم..سلام ” !.