شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرائم الملك فيصل..وبطولة عادل الكلباني
نشر في حريات يوم 07 - 09 - 2012

قبل أن ندخل في التفصيل عن جرائم هذا الرجل، ربما يتساءل القراء..كيف بلع جيل أو جيلان أجيال قصة تحدي الملك فيصل لهنري كيسينجر عام 1973م، قائلا له: سأقطع البترول وأعيش على نخلات أجدادي!! هذه قطعا كذبة. أما الكذبة الثانية التي روج لها زبانية آل سعود وعملائهم المحليين هي أن الفيصل أقسم بالصلاة في القدس!! وتعني هذه الكذبة الكبيرة إنه كان مصمما أن يحررها ولا يكون تحريرها سوى مسألة أيام إن لم تكن شهورا أو سنوات.
السؤال الآن كيف أطلِقَت هذه الكذبات؟ من أطلقها؟ ولماذا؟ وما هو عمرها؟ وكيف صدقها الملايين والملايين والملايين!!
أولا هذه الكذبات أطلقت بالتقريب في 25 مارس/أبريل من عام 1975م!!
لقد أغتيل الملك فيصل في 25 مارس 1975م على يد إبن أخيه فيصل بن مساعد بن عبد العزيز وأعدم بالسيف. ولكنهم أطلقواوابل من الكذبات حول القاتل لصالح الفيصل، مثل تعاطي فيصل المخدرات، وكونه ضحية لفتيات غسلن مخه لقتل عمه الخ كذل هذا غير صحيح، فالملك فيصل في يناير/فبراير 1974م سلم كل المدخول النفطي السعودي لوزارة الخزانة الأمريكية (لاحظ وقف البترول الخليجي بدأ في 17 أكتوبر 1973م)، اي كل حسابات النفط السعودي تمر بأمريكا أولا. لقد كلف فيصل وزارة الخزانة الأمريكية أن تضع يدها على كل مدخول النفط السعودي حتى تختار بنفسها الوزارة الأمريكية الشركات الأمريكية العملاقة لبناء البنية التحتية السعودية وتعميرها بضربة واحدة – one go. هذا الموقف الفيصلي المغرق في العمالة للأميريكان حير الإقتصادي جون بيركينز John Perkins المجند من وكالة الأمن القومي في إيقاع الدول النامية في شرك الديون، وقال بنفسه في كتابه الصادر في أغسطس 2004م وترجم للعربية بعد سبعة سنوات: the confessions of an economical hit man..
قال جون بيركينز: لقد أحترنا في هذا الحالة الفيصلية..!! فبينما كنا نجهد أنفسنا لكي نضغط على رؤساء الدول التوقيع على مشروعات البنية التحتية التي تكبلهم بالديون غير قابلة للسداد، وربما قد نغتالهم إذا رفضوا التوقيع أو نغزو بلادهم عسكريا، أعطانا الملك فيصل كل شيء بلا مقابل. أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية حالة لاطوارئ وطلبت إجتماعا عاجلا مع مناديب الشركات الأمريكية الكبرى المرشحة للعمل في السعودية ..وجلسنا نناقش كيف يمكننا حلب البقرة!!
هذا الكتاب قرأه عمر البشير مترجما بعد سبعة سنوات من صدور النسخة الأصلية… ومدح الكتاب!!
إذن هذه أفعال الفيصل في 1974م سلم كل مداخيل بلاد الحرمين النفطية لليانكي الصهاينة، فهل يمكن ان يحرض الأمريكيون ال (CIA)فيصل بن مساعد بن العزيز لقتله؟ قطعا لا.
وهذا ما يثبت الكذبات التي أطلقوها في القاتل الشهيد. فمن المؤكد أن الشهيد فيصل بن مساعد كان يملك وعيا سياسيا متقدما وأن ما فعله فيصل قد وصل إلى علمه ..فقتله. ولا نستبعد أن يكون الشهيد فيصل ناصريا، إذا فهمنا أن الملك فيصل بمعية أربعة شاركوا في مؤامرة تسميم القائد الخالد جمال عبد الناصر في 27 سبتمبر 1970م، وهم وزير الداخلية وقتها الملك فهد، ورئيس ومؤسس المخابرات السعودية وعميل جهاز الCIA الأمريكي والأب الروحي للسادات كمال أدهم - وهو صهر الملك فيصل وشقيق زوجة الفيصل التي تسمى عفت، وأنور السادات، ثم حسن التهامي سكرتير جمال عبد الناصر،.
ونرجع للسؤال كيف أطلِقَت هذه الكذبات؟ من أطلقها؟ ولماذا؟ وما هو عمرها؟ وكيف صدقها الملايين والملايين والملايين!!
حين أغتيل جمال عبد الناصر بالسم 1970م، أهدى الملك فيصل مؤسسة الأزهر (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية) مائة مليون دولارا وأشترط أن تصرف ستون مليونا على الدعوة الإسلامية بينما أربعين مليونا لمسح جمال عبد الناصر وتشويه صورته الخ فالسنوات 1970-1975م إنقسم مجتمع المثقفين والصحفيين والكتاب المصرريين إلى فريقين، فريق مأجور يشهر مدفوع الأجر ويذم عبد الناصر بشتى الأكاذيب وآخر يدافع!! وحين أغتيل الفيصل في 25 مارس 1975م على يد بن أخيه زغردت القاهرة ورقصت طربا وأخرجت الصحافة المصرية كل فايلات الفيصل السوداء للعلن، بل شمتت القاهرة وراجت فيها القولة: القاتل يقتل ولو بعد حين!!
فما كان من السفارة السعودية في القاهرة أيام صديقهم أنور السادات إلا أن تحركت لنجدة الفيصل وكتبت نبذة مطولة عن الفيصل مليئة بالأكاذيب كتهديده لهنري كيسينجر وقوله نخلات الأجداد، وصلاته في القدس، وإنه قطع البترول من الأعداء لتحرير القدس (قطعه بأمر أمريكي لأسباب إقتصادية لصالح واشنطون – إقرا مقالنا السابق) الخ، وتحرك وفد السفارة السعودية بالمذكرة نحو رؤساء تحرير الصحف مثل إبراهيم نافع، وإبراهيم سعدة، وعبد العظيم رمضان، وصلاح منتصر، ومصطفى أمين، وسمير رجب الخ وكان المطلوب من رؤساء تحرير الصحف وغيرهم من الكتاب والمثقفين المصريين أن يقرأ الواحد منهم المذكرة أمام الوفد الزائر فإن وافق عليها بوضع توقيعه هطلت عليه الريالات والبركات السعودية، وإن رفض أغلقت في وجهه أبواب الخليج..!! أطلقت أولا هذه الدعاية المزورة عن بطولات الفيصل الصحافة المصرية بقيادة إبراهيم نافع وأمثاله، ثم ألتقطها فورا أئمة المساجد المأجورين أو السذج وهكذا تم غسل عقول الجماهير العربية المغفلة. وأكمل ابناء الفيصل والنظام السعودي الكذبة – أخذوا يمجدونه ويقدسون بطولاته الوهمية بإطلاق أسمه على البنوك، والجسور، والملاعب الرياضية، والمساجد ويترحمون عليه في صلوات الجمعة، أو يتحسرون على ايامه إنه لم يحرر القدس..كأفضل وسيلة دعائية سياسية لنظام آل سعود الدكتاتوري القمعي المتخلف!!
ماذا نتعلم من هذه الحادثة المعاصرة ولم ينقضي من عمرها سوى سبع وثلاثون سنة؟
نتعلم أن عقل الجماهير العربية هو عقل فارغ، ويمكن حشوه بكل القاذورات والزبالة بقليل من بذل الجهد في فن التضليل الإعلامي، وهذا الحال عمره أربعة عشرة قرنا، وسنأخذ مثالا هنا، ولا فرق ما بين التزوير الذي حدث في عصرنا بصدد الفيصل، والتزوير الذي تم في عهد معاوية بن ابي سفيان الذي أخترع دينا أمويا حين رفع من خفَّضَه الله ورسوله، وخَفَّض من رفعه الله ورسوله. لنأخذ مثلا مسلسل عمر المعاصر الذي أثار ضجة، والضجة لأسباب أخرى وليس كما تعتقدون. ماذا لو فتح المسلمون الكتب ورسموا شخصية عمر بن الخطاب رسما حقيقيا، خاصة أن العرب أشتهروا في آدابهم بالتوصيف الدقيق؟ ماذا لو وجد الجمهور شخصا غير الشخص الذي رسمه المخرج علي حاتم؟ وقد كان. العارفون بشخص عمر بن الخطاب من الكتب والمصادر أخذوا يضجون بالضحك وأجزموا أن أفضل شخصية تمثل دور عمر بن الخطاب بشكل يقارب الواقع الحقيقي هو عادل الكلباني إمام مسجد الحرم المكي. وقمنا بعمل اللازم من المقارنة تجده في الصورة المرفقة.
الممثل سامر إسماعيل يصلح لتمثيل شخص المسيح ويقال إنه مسيحي بحق وحقيق الخ ولا يفوتنا لماذا أفتى السلفيون المجرمون بقتل المخرج العظيم مصطفى العقاد. لماذا لم يمول الخلايجة ولا حتى فيلما واحدا له؟ الجواب لأنه يتحرى الدقة التاريخية، أما علي حاتم فهذا من الخفة كأن يرسم صورة خيالية من الفانتازيا السنية الأموية الدعائية، وأترك محتوى المسلسل الذي ربما كله أكاذيب. ولا تختلف كذبة حاتم علي عن كذب بن كثير أو الذهبي (من رجال القرن الثامن الهجري) لا أكثر ولا أقل، فزور بن كثير أو الذهبي في ترجمته لعمر كلمة “أحول” إلى كلمة أحور، أي أن عمر أحور وليس أحول.
نأتي للفيصل، والفصول التالية هي بحرفها ورسمها من كتاب تاريخ آل سعود، للشهيد ناصر السعيد المغدور ف يعام 1979م، تمتع بالتاريخ:
ما لم يغطيه طلاء الذهب الاسود من فضائح الملك فيصل في صغره، فيصل في” عمر الزهور”!
يوم أن أقطعه والده الحجاز كهدية بعيد ميلاده فأفسد الحرمين الشريفين بقلة الشرف، وضجت الحجاز بمفاسده، فاضطر لإبعاده إلى أمريكا لمدة ستة أشهر، وأعلن “صحابته في الفن الجنسي” ان عبد العزيز عين ابنه فيصل حاكما على أمريكا بالنيابة عنه!!
في سنة 1343 ه أتم الانكليز بعض مهماتهم بتنصيب عبد العزيز آل سعود ملكا على “الحجاز وسلطانا لنجد وملحقاته…وفي سنة 1344ه وهب عبد العزيز “المدينة المنورة” لابنه محمد، يتقاضى ضرائبها لكونه متفرغ نهائيا للأمور الجنسية وعازف من صغره عن الحكم المباشر وعمره لا يتجاوز الرابعة عشر... وفي ذات السنة 1344ه وهب عبد العزيز مكة والحجاز لابنه “فيصل” وكان عمره لا يتجاوز (15) سنة، وكان شابا يافعا ووسيما وكان يسل شعر رأسه إلى كتفيه فوضع الملك عبد العزيز في ذلك الوقت شخصا عراقيا يهوديا أطلق عليه اسم “مهدي بك” مستشارا للأمير فيصل عينه رئيسا للشرطة في آن واحد وترك “لمهدي” بك الحبل على غاربه بخصوص القضايا التي تخص المواطنين فصار له حق التصرف المطلق في شعب الحجاز، يسجن من أراد ويحكم بالجلد ويقطع الأيدي ويأمر بالقتل ويصدر الاحكام كلها عرفية كما هي عليه الآن، مع أن الحجاز والجزيرة العربية كلها لم تنعم بأي لون من الحكم الشرعي الصحيح والمدني منذ أن نصب الانكليز عليها عبد العزيز وذريته. لقد عاش أهل مكة والمدينة والطائف كغيرهم من المواطنين في رعب واذلال دائمين من الارهاب الذي فرضه مهدي بك وأمثاله... وفي نظر الوهابية ان كل من لم يكن وهابيا فهو “كافر” وجميع المسلمين في أقطار العالم الإسلامي في نظر الوهابية كفارا إلا من اعتنق مذهب الوهابية، ولا زالوا يتبجحون في مؤلفاتهم أن الملك عبد العزيز قد طهر الجزيرة العربية من الشرك ومكة والمدينة والطائف وجدة من المشركين وعبادة الا صنام... ومن هذه النظرة السعودية بدأ الحساب والعقاب والثواب... وفي سنة 1344ه ابتدأ “فيصل” أمير مكة والحجاز وكان منغمسا في ملذات الانحراف الجنسي وكان يعتقد أنهم فتحوا الحجاز عنوة وكل من فيها عبيدا لهم ولذلك كان لا يتورع من خطف البنات والبنين مما سنورد بعض أسماء المخطوفين من الشباب والفتيات، وراح الامير فيصل يقضي ليله ونهاره مع أقرانه من الفتيان وكل من يفعل به يضعه على رأس دائرة من دوائر الحكم، وبذلك تسهل قيادته! وإذا عارض أحد الاشراف أو مشايخ القبائل في ذلك وبلغ الكلام إلى الملك عبد العزيز “والد الامير فيصل” لن يمضي على ذلك الشريف أو الشيخ مدة قصيرة حتّى يؤخذ أو يختطف من بيته ليلا، ولن يرجع إلى أهله ولا إلى الدنيا، والامثلة كثيرة، منها ما حدث لذلك “الشريف شيخ رابغ”.
فقد كان لهذا الشيخ ولد مراهق في الرابعة عشر من العمر اسمه صالح، جاء مع والده للحج في سنة 1347ه وكان من عادة الملك عبد العزيز آل سعود أن يستضيف كبار وزعماء البلد في ثاني أيام “التشريف” في (منى) ومن جملة من دعوا لتناول طعام الغداء على مائدة عبد العزيز شريف (رابغ) مع ولده المراهق وأثناء تناول الغذاء رنا الامير فيصل إلى ولد شريف (رابغ) بعين الديك وتودد الامير إلى شريف رابغ وجامله أكثر من اللزوم، ولكن شريف رابغ كان فطنا وعرف نظرات الامير إلى اين تصوب، وكان الامير يظهر المجاملة للضيف وعيناه عند الفتى وانتهت الضيافة وغادر القاعة شريف رابغ مع ولده إلى خيمته في (منى) ولكن الامير لم يهدأ له بال بعد أن فتن قلبه بجماله، فجند أوباشه من العبيد والفتيان المفعول بهم وسلطهم لملاحقة ابن شريف رابغ حتّى اختطفوه في آخر أيام “التشريف” (التشريف: “يتشرف” الحجاج بالسلام على الملك بوصولوهم إلى مكة، مع أن المقصود بها قبل الاحتلا ل السعودي “التشرف” بدخول مكة الذي حولها آل سعود إلى مسرح جرائم...). ومن (منى) اختطف الولد وبحث الشريف عن ولده فلم يعثر عليه وتوجه الى مكة ومكث يفتش عن ولده أسبوعا كاملا مع الشرطة “!!” أيضًا ولم يقف له على أثر فأوجس في نفسه أن الامير هو المختطف لولده، وعزم على مقابلة الملك عبد العزيز وقابله بواسطة عبد الله بن سليمان واتهم الامير فيصل بخطف ولده أمام والده “صاحب الجلالة عبد العزيز”. وكان عبد الله بن سليمان مسرورا من هذه التهمة الموجهة ضد فيصل لان عبد الله بن سليمان من المشهورين في ممارسة اللواط، وعدو المرء من يعمل عمله، لكن ابن سليمان لا يختطف الفتيان اّنما يغري أولياء أمور الفتيان بالمال الكثير ليتزوجهم عرفيا...أما الامير فيصل فيغريهم بالجاه والمناصب وفي أعمال الحكومة فيجعل من هم أمراء للمناطق ووزراء ومشايخ وغيره ان هم أطاعوا الامير في تفريغ شهواته الدنيئة، حتّى ان الامير ذات يوم كان ثملا في حفلة أقامها له “آلصبغة” في بير (بدية) وقيل للامير فيصل ان الوزير أحمد زكي اليماني يتآمر على سموكم فأجاب الامير: “هذا مستحيل حنا لا نوظف في أعمالنا إلا من ركبناه ومن ركبناه يستحيل عليه أن يتآمر علينا” ولنرجع إلى تتمة قصة شريف رابغ وولده...
ووعد الملك عبد العزيز أن يبحث في أمر الولد، وسمع الامير فيصل بالشكوى التي وصلت إلى مسمع والده فأنكرها نكرانا باتا وخشي ان هو أفرج عن الولد المختطف أن يشاع الامر ويذاع، ولذلك قرر الامير فيصل التخلص من الولد بعد أن قضى منه شهوته الحيوانية، فقتله ليلا وقطعه أوصالا وحنطه بالملح حتّى لا تفوح رائحته وأدخله في “شوال” وأضاف إليه “شوالا” آ خر وذهب به خدمه إلى بيت شيخ المطوفين وكان زميل الامير فيصل في الغرام والهيام وأودعوه في مخزن للمؤونة تحت بيت شيخ المطوفين يحتوي على الرز واللحم المجفف والسمك المجفف أيضًا، فدخل خدم شيخ المطوفين ذات يوم ليأخذوا شوال رز وشوال سمك مجفف، فأخذوا الرز وشوالا آخرا ظنوه من السمك المجفف، وعندما فتحوه أمام النساء والاطفال من عائلة شيخ المطوفين وجدوا أيدي وأرجل إنسان شاب، فصاحت النسوة والاطفال واستدعوا أباهم فلم يجدوه، فدخل الجيران يستفسرون عن الصراخ والضجيج واستدعوا الشرطة قبل أن يحضر رب البيت وجاء الطبيب من قبل الصحة وقرر أن هذه الاعضاء لانسان من سن المراهقة، وعندها كشف الغطاء وإذا هو ابن “شريف رابغ”!.
وتغطية على المجرم الحقيقي، فيصل، أمر فيصل نفسه باقتياد شيخ المطوفين لانه وجد في بيته...كما أقتيد صديقه أيضًا ابن باجنيد وقتلا الشابان ظهرا بعد صلاة الجمعة في 1 رجب سنة 1348ه وبينما كان باجنيد يقتل، كان والده يطوف في الحرم حول الكعبة حزينا لا يملك غير الدعاء ضد الظالمين... وما أن شاهد ابنه يقتل ظلما أمام مبنى الحميدية الخاصة بالشرطة وهي مركز مهدي بك لعنه الله حتّى سقط مغشيا عليه، وهو يلعن مهدي بك الذي كان ينفذ رغبات الملك والامير فيصل في الشعب.
وماذا كان عن مصير شريف رابغ؟
في شهر رمضان سنة1348 ه ألصقت به تهمة التآمر على سلامة الدولة وجئ به من بلده التي تبعد 200 كيلو متر عن مكة تقريبا ووضع في سجن الشرطة في الحميدية وكتب ورقة التآمر مهدي بك وقال للشريف وقع على هذه العريض، فصاح شريف رابغ وولول ونادى: “أما من انصاف في مهبط الوحي؟ اين الشريعة الإسلامية؟ في أرض الحرم؟؟” ولكن لا حياة لمن تنادي…
وسلط عليه الجلد في أخمص القدمين وعانى العذاب لمدة شهر وكانوا في كل نوبة من نوبات التعذيب يتقدمون إليه بورقة ليوقعها، لكنه يرفض ولم ينالوا منه التصديق على دعواهم ومن وسائل التعذيب عند الشرطة: منع الشخص الذي يريدون انتزاع الاقرار منه على دعواهم الشرب من الماء نهارا كاملا في أشد أيام القيظ والحرارة الشديدة ثم يؤتى إليه ببطيخ مثلج وما أن يأكلها بلهف شديد من شدة العطش حتّى تبادر الشرطة إلى ربط عضوه التناسلي كي لا يتبول، ومن المعلوم أن أكل البطيخ يكثر “الادرار” فيحصره البول حتّى تكاد تتمزق مسالكه البولية ويفضل الشخص أن يوقع على كل ما يزعمه الطغاة من تهم ومن ثم يقتل أو تقطع يده ظلما ليخلص من آلام التعذيب، وهذه الوسيلة غالبا ما تستعمل لاذلال زعماء القبائل الوطنيين ليظهرهم الاحتلال السعودي بمظهر اللصوص والجبناء أمام أبناء قبيلتهم وشعبهم والزعم أن “الحكومة” لم تقتلهم إلا بعد ثبوت الجريمة عليهم، وأما الأشخاص الذين لا رهط لهم ولا خوف من عشيرتهم فانهم يقتلون بدون محاكمة...ولقد كان شريف رابغ من أشراف الحجاز وكان مجاب الدعوة في قبائل جهينة وكان يعطيه عبد العزيز مرتبا شهريا حوالي عشرة آلاف ريال لكي يسكته ويأمن جانبه.
ولكن أمير مكة في سنة 1348ه (الملك فيصل فيما بعد) أبى إّلا أن يلفق له تهمة التآمر... وبعد أن يئسوا من انتزاع الاقرار إلا بهذه الوسيلة الدنيئة أقفلوا عليه وحيدًا في احدى الاقبية القذرة ومنعوا عنه الماء يوما وليلة حتّى خارت قواه وهو في سن يناهز (65) سنة وحينئذ قدموا له “بطيخة الاعتراف” البطيخة المثلجة فأكلها ثم بادرته الشرطة بربط قضيبه وحصروا بوله، وبدأ يصرخ بهم مناديا: يا مهدي بك هات ما عندك كي أوقع عليه واكتبوا ما ترونه من تهم باطلة، فوقع على ما كتبه مهدي بك بناء على ما طلبه فيصل وادعى أنه متآمر ضد الحكم.. وحمل مهدي بك توقيعه إلى فيصل ثم سافر إلى والده في الرياض وسلمه الاقرار من الشريف الموقف عليه وطالب والده باعدامه..إلا أن الملك عبد العزيز قال: “يا فيصل، إن شريف رابغ لم تمض ستة أشهر على خطف ولده واغتياله فالاولى بنا العفو عنه...” فصاح فيصل: “يا طويل العمر، أنا أقدم استقالتي من الخدمة في مكة، ولو عفوت عنه لتمادت الناس وتجرأوا علينا والناس ما خضعوا لجلالتكم إلا بالسيف”!. وحينئذ “حكم” على شريف رابغ بالإعدام ونفذ فيه الحكم في 29 من شهر ذي القعدة 1348ه.
هذه هي جريمة واحدة من آلاف الجرائم التي ارتكبها آل سعود بالابرياء، وهي حلقة من مذكرات رئيس الكتبه الذي مكث عشر سنوات في قصر الحكم في مكة واطلع على العديد من جرائم خطف الامراء للغلمان والآناث، وجرائم تلفيق التهم ضد الوطنيين ودونها بأرقامها وتواريخها، وعلق عليها بقوله: “مع الاسف... ان كل هذه الجرائم ترتكب باسم الإسلام”. أ.ه.
ونقول نحن، في هذه الرواية الواحدة هنالك تسع جرائم للفيصل لا أخلاقية، إغتصاب الطفل صالح وقتله، إلصاق التهمة بالمطوع وزميله وقتلهما، ثم قتل والد الطفل الشريف رابغ بتهمة مزيفة، ثم إنتهاك عرض أحمد اليماني وزير البترول. أما جرائمه السياسية فلا تحصى ولا تعد منها تحريضه لليندون جونسون بضرب مصر عسكريا 1966/1967م، وتأديب سوريا، وتقسيم العراق. ولم يرتاح الفيصل إلا بعد أن نفذ ليندون جونسون رغباته أمريكيا وإسرائيليا، ثم قتله جمال عبد الناصر بالسم عام 1970م.
ذلك هو الصهيوني فيصل الذي كان يسعى بكل ما أوتي من قوة لتدمير الدول العربية المُعادية آنذاك لإسرائيل، وكان همه الوحيد هو بقاء إسرائيل وإشغال الدول العربية في الحروب والمشاكل، كي لا يتفرغوا لمحاربة إسرائيل لأن في زوالها زوال آل سعود. فليس مستغرباً عندما تختار مجلة التايم الأمريكية فيصل بن عبد العزيز كأفضل رجل للعام على واجهة مجلتها, لأن فيصل هو أفضل من يخدم المصالح الصهيوأمريكية في المنطقة. فيصل بن عبد العزيز كان من أشد الحريصين على دويلة إسرائيل المسخ، كان يحمل هم أبناء جلدته اليهود ويشعر بالمسؤولية الأخلاقية تجاههم خوفاً من أن تتكرر ضدهم مأساة المحرقة في الشرق مثلما ذاقوا ويلات الهولوكوست في الغرب. فهو الذي اعترض بشدة على مقولة نسبت لعبد الناصر قيل أنها من بنات أفكار أحمد الشقيري: فرد عليه فيصل غاضباً على تلك المقولة عبر صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية بالقول: “إننا واليهود أبناء عم خلص، ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض، بل نريد التعايش معهم بسلام”. ونواصل بالوثائق في المقالة التااية حربنا ضد فيصل وآل سعود، وسبحانه الله الذي وضع سره في أضعف خلقه – فهذا اليهودي الصهيوني الذي يسمى فيصل فضحه الله يحمل منخارا يهوديا معكوفا كأفضل اليهود..رغم تبرقعه بالإسلام..فالعرق دساس، كما قال المصطفى وصلى الله على محمد وعلى آل محمد!!
شوقي إبراهيم عثمان
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.