(CNN) — واصلت الصحف العربية الصادرة يوم الأربعاء، التركيز على ملفين بارزين في عناوينها الرئيسية، أولهما الأزمة السورية، ومتابعة آخر تطورات التحركات الدبلوماسية بشأنها، وكذلك الأوضاع في الميدان، وثانيهما، الاحتجاجات بشأن الفيلم المعادي للإسلام. ففي الشأن السوري، نشرت صحيفة الحياة مقابلة مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، تحت عنوان “سيدا: لا حوار مع الأسد ولا بد من تدخل إسعافي لوقف القتل في سوريا.” ودعا سيدا العرب والأوروبيين إلى “مبادرة عربية سريعة” و”تدخل إسعافي يوقف القتل” في سوريا، وقال إن “محادثات أجراها في الدوحة أمس مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تناولت المستجدات على الساحة السورية.” وقال سيدا، حسب الصحيفة: “تداولنا في قضايا عدة تتعلق بالوضع السياسي والميداني والإغاثة.. هناك جهود عدة تبذل الآن على مختلف الأصعدة، هناك مهمة الإبراهيمي وجهود الرباعية، وهناك أفكار يقدمها بعض الدول الأوروبية والعربية لكن نعتقد أننا لم نصل بعد إلى المبادرة الجادة التي من شأنها معالجة الأوضاع.” وقالت الصحيفة إنها علمت أن الشيخ حمد بن جاسم شدد أثناء اجتماعه مع وفد المجلس الوطني برئاسة سيدا في الدوحة أمس على “أن هناك تفاهماً قطرياً – مصرياً في شأن البعد السياسي حول سوريا.” وتحت عنوان “معارك قرب حدود تركيا وديمبسي يحذر من الكيماوي السوري” كتبت صحيفة “الشرق الأوسط” تقول: “واصلت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري أمس، قصفها للمدن السورية، حيث تعرضت دير الزور، لقصف عنيف بالبراميل النفطية المتفجرة، فيما أكدت لجان التنسيق المحلية، سقوط ما يزيد على 80 قتيلا في مختلف المناطق السورية.” وأضافت: “انتقلت المعارك إلى قرب الحدود التركية حيث تعرضت مدينة كفرزيتا لقصف صاروخي ومدفعي عشوائي تسبب في دمار كبير لبيوت المدينة، وأدى، بحسب ناشطين، لسقوط عدد من الجرحى. في غضون ذلك، حذر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة, في ختام زيارته لأنقرة أمس, من خطر انتشار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية أو فقدان السيطرة عليها.” وأكدت مصادر دبلوماسية تركية ل”الشرق الأوسط” أمس أن الزيارة التي قام بها ديمبسي وتخللتها لقاءات مع نظيره التركي نجدت أوزال ووزير الدفاع عصمت يلماظ “كانت مثمرة جدا”، رافضة الخوض في معلومات نشرتها صحيفة تركية عن مسعى أميركي لإقناع أنقرة بقيادة حملة عسكرية مقررة ضد النظام السوري الشهر المقبل. وفي شأن آخر، وتحت عنوان “مخاوف مع نشر مجلة فرنسية اليوم رسوما مسيئة للنبي،” كتبت صحيفة “القدس العربي” تقول: “قررت مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في عددها الذي يصدر الأربعاء، على ما أعلن مديرها.” وقال مدير المجلة ردا على سؤال لقناة آي- تيلي ان هذه الرسوم “قد تصدم الذين يريدون أن يصدموا عبر قراءة صحيفة لا يقرأونها على الإطلاق.” واعتبر أن الرسوم التي ستنشر في صفحة داخلية وفي الصفحة الأخيرة ليست مستفزة أكثر من العادة. وأضاف “هل حرية الصحافة استفزاز؟” حسبما أوردته الصحيفة. وعلق رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت على هذا الإعلان بالقول انه يرفض “أي مغالاة” في ما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي قررت المجلة نشرها، داعيا الجميع إلى التحلي ب”المسؤولية.” وقالت رئاسة الوزراء الفرنسية في بيان انه “في ظل الوضع الحالي” فإن رئيس الوزراء يؤكد “عدم موافقته على أي مغالاة” ويدعو إلى أن “يتحلى كل فرد بروح المسؤولية.” وفي شان متصل، كتبت صحيفة “المستقبل” اللبنانية تحت عنوان: “نصر الله يرفع راية الإسلام بعد خسارته راية فلسطين،” تقول: ليس في أمة المسلمين من لم “يغضب” بسبب الإساءة إلى نبي الإسلام وخاتم المرسلين (ص).. لذا فإن الموضوع؛ محل التأمل، بسبب تحرك “حزب الله” دفاعاً عن الرسول (ص)؛ ليس “الغضب” الحاصل حكماً، والمتوقع سلفاً، من المسيئين قبل غيرهم (صرّحوا بذلك)، ولا بيان الطريقة الفضلى للتعبير عن رفض الإساءة (لجهة رفض بعض مظاهر الغضب كما في بنغازي وطرابلس تحديداً)، ولا الخلاف حول ضرورة منع استكمال هذا العمل أو نشره أو تجريم أي إساءة الى الأديان على غرار تجريم معاداة السامية، وإنما الموضوع؛ محل النظر، هو قراءة سلوك “حزب الله”، وخطاب أمينه العام بمناسبة هذه “القضية”. وأضافت: “في الواقع؛ فقد تحرك الحزب بقوة، إلى الدرجة التي ظهر فيها السيد حسن نصر الله متكلماً أمام الجموع مباشرةً، غير آبهٍ بالضرورات الأمنية التي تدفعه إلى الحديث عبر الشاشة دائماً.” وتابعت تقول: مع التأكيد أن تحرك “حزب الله” كما الحركات الإسلامية، من المذاهب كافة طبيعي وغير جديد إزاء أي إساءة الى النبي وتعاليم الإسلام، فإن محاولة السيد حسن نصر الله تصدّر قافلة الغاضبين، واعتباره تظاهرة الضاحية الجنوبية لبيروت “بداية تحرك على مستوى الأمة كلها” يدفع الى التساؤل؛ هل ما زال السيد حسن نصر الله يملك الوزن النوعي الذي يؤهله لذلك، بعد الاستنزاف الهائل لرصيده الشخصي ورصيد حزبه إلى ما دون الصفر؟!”