راي رياضي ابراهيم عوض العودة لمربع الثلاثات تراجع ترتيب منتخبنا الوطني الى المركز الرابع والاخيرفي المجموعة الاولى من تصفيات امم افريقيا 2015، بعد خسارته امس من مضيفه النيجيري بثلاثة اهداف مقابل هدف. تجمد رصيد الصقور عند ثلاث نقاط ، ورفع النسور حصيلتهم الى اربعة نقاط ، وارتقوا الى المركز الثالث، وجددوا املهم في المنافسة على خطف بطاقة التاهل للنهائيات. اما السودان فقد تلاشى امله ، واصبح وضعه صعبا، لاسباب كثيرة، منها انه سيلعب في الجولة المقبلة مع جنوب افريقيا متصدرة المجموعة في جوهانسبيرج. صمد اولادنا في الشوط الاول امام النسور، لكنهم انهاروا في نهاية الشوط الثاني الذي سجل فيه النيجيريون هدفين بفعل سوء الاعداد، وعدم الاهتمام، وغياب الخطة الفنية المناسبة. هدف نيجيريا الاول جاء نتيجة لعدم تمركز لاعبي الوسط، وخصوصا المحورين كما ينبغي، ، فضلا عن قلة خبرةوحيلة متوسطي الدفاع ، ونقص مخزونهما اللياقي. انقطعت الكرة من وسط الميدان، وفشل اربعة لاعبين في قطعها من مهاجم نيجيريا الى ان وصلت الى المهاجم الخطير احمد موسى الذي تفوق على المدافعين بالسرعة واسكن الكرة الشباك. الهدف الثاني فضيحة، ان لم يكن مصيبة، فقد تساهل أحد المدافعين في قطع الكرة ، وتعامل معها بطريقة سلبية ، الامر الذي سهل مهمة المهاجم صمويل في الاستحواذ عليها وايداعها المرمى. اما الهدف الثالث الذي سجله احمد موسى في الدقيقة الاخيرة فقد جاء نتيجة لخروج لاعبينا من جو المباراة، بعد ان استنفذوا كامل طاقتهم، واصبحوا كالاشباح يجرجون ارجلهم بلا تركيز. لن نلوم اللاعبين ، فقد بذلوا فوق طاقتهم وقدموا مجهودا كبيرا، وكان يمكن ان يتوجوا ذلك بالتعادل على الاقل، لولا اصرار المدرب مازدا الاعتماد على لاعبين قليلي الخبرة. كيف يعتمد مازدا في خط الدفاع على اربعة لاعبين دفعة واحدة، لا يملكون الخبرة الكافية لمواجهة لاعبين عاديين، ناهيك من نجوم يلعبون في الدوريات الاوروبية؟. صحيح انه نجح في التفوق على هذا المنتخب قبل اربعة ايام بالخرطوم، وبنفس العناصر التي لعب بها أمس، لكن فات عليه ان الوضع سيكون مختلفا في ابوجا. تفوق مازدا في الخرطوم لانه وجد دعما جماهيريا كبيرا ساهم في تشجيع اللاعبين ، وتفجير طاقاتهم، وساعده كذلك عدم ظهور اغلب لاعبي نيجيريا بمستوياتهم المعروفة. تجاهل مازدا كل العوامل التيكان يعلم الجميع انها ستساعد النيجيريين على الفوز وتجعلهم في وضع افضل، فبدلا من ان يلعب بتحفظ دفاعي ، ويعتمد على الهجمات ، غامر باللعب الهجومي في الشوط الثاني. يبدو ان نتيجة التعادل السلبي التي انتهى عليها الشوط الاول، اغرت مازدا بالاندفاع الهجومي في الثاني، فكان ان دفع الثمن غاليا رغم نجاحه في الوصول الى شباك النسور. هدف السودان الوحيد جاء بمجهود من بكري المدينة الذي استغل سرعته في منطقة الجناح الايسر وتجاوز كل من اعترض طريقه فعكسها مقشرة للجزولي الذي اودعها الشباك. كان من الممكن ان نسجل اكثر من هدف، اذا عرف مازدا كيف يوظف سرعة بكري المدينة، وذكاء صلاح الجزولي، واختيار العناصر التي تملك الخبرة في الدفاع. آخر الكلام تفرغ مازدا للهجوم على زملائه المدربين، والتقليل من قدر الصحفيين لمجرد انه فاز على نيجيريا في مباراة الخرطوم بهدف، ظنا منه ان ذلك الانتصار سيؤهله للنهائيات. قلنا ان انفعال مازدا غير المبررفي ذلك اليوموخروجهعن المألوف، امام كاميرات قنوات الجزيرة سيضر بمسيرة المنتخب، وسيعرضه للمزيد من الخسائر . صدقت توقعاتنا ، وتعرض الصقور لهزيمة ثقيلة من النسور، لان مدربهم انشغل بتصفية حساباته مع زملائه المدربين ، ومع الصحفيين بعد ثوان من نهاية مباراة نيجيريابالخرطوم. لو ركز مازدا على معالجة اخطاء مباراة الخرطوم، وانشغل باعداد فريقه لمباراة أمس، وعمل على رفع اللياقة البدنية ، والروح المعنوية للاعبيه، لما خسر بالثلاثة، او تعرض للبهدلة. المصيبة انه سيبقى وسيستمر، وسنراه في كابينة القيادة عند موعد لقاء جنوب افريقيافي الجولة المقبلة بجوهانسبيرج، دون ان نسمع منه اعتذار، او اعتراف بفشل. القرار الذي صدر من مجلس الوزراء أمس برفضه تنظيم نهائيات امم افريقيا 2015 بالسودان بعد اعتذار المغرب بسبب تفشي وباء ايبولا في غرب القارة اسعد كل الشعب السوداني، الا قادة الاتحاد . سعى قادة الاتحادلتنظيم البطولة ، رغم علمهم بالمخاطر الصحية التي يمكن ان تنجم عن ذلك، وعندما تعرضوا للضغوط ، وادركوا حجم الخطأ الذي ارتكبوه اصدروا بيانا نفوه فيه كل ما نسب اليهم. لم يغير البيان من قناعات الكثيرينبتورط الاتحاد فيالفضيحة، لان تصريحات امين خزينته اسامة عطا المنان في هذا الشأن واضحة وهي موثقة بالقلم والصوت. قال اسامة بالواضح : وضع السودانكبديلعنالمغربيعنيانكرةالقدمالافريقيةتعوداليالاصلوالمنبت، والسودانالذيشهدميلادوتأسيسالاتحادالافريقيلكرةالقدموتنظيمالنسخةالاولىمنبطولةالامممستعدلاستضافةالبطولة". اذا اراد اتحاد القدم ان يقنع الشعب السوادني بصحة ما جاء في بيانه ، وانه لم يسعى فعلا لتنظيم البطولة الفضيحة ، فعليه ان يحاسب امين خزينته على تلك التصريحات المسيئة. وداعية : رجعنا تاني لمربع التلاتات.