مامون ابو شيبة قلم في الساحة عزام فريق عادي * الموقف الذي يعيشه المريخ اليوم والفريق مهدداً بالخروج الأفريقي المبكر ليس جديداً على المريخ.. * وقبل أيام رجعنا لتاريخ المريخ في التنافس الأفريقي لنرى كم مرة خسر المريخ لقاء الذهاب خارج أرضه بهدفين نظيفين، وكيف تعامل مع لقاءات الإياب على ملعبه.. * وجدنا إن هذا الموقف تكرر من قبل 7 مرات في مراحل مختلفة من البطولات الأفريقية أمام فرق (كانون ياوندي الكاميروني 1978م الفهود الكيني 1985م بتروسبور الجابوني 1990م الأهلي المصري 2002م لوبوبو الكنغولي 2006م القطن التشادي 2007م مازيمبي الكنغولي 2012م). * في المرات السبع أعلاه حقق المريخ الفوز في مباريات الإياب على أرضه، عدا مرة واحدة وهي الأخيرة أمام مازيمبي الكنغولي 2012م وانتهت بالتعادل 1/1 * لكن رغم تحقيق المريخ للفوز على أرضه في 6 من مباريات الإياب لم يتمكن من الحصول على بطاقة التأهل إلا مرتين فقط أمام بتروسبور الجابوني والقطن التشادي، حيث فاز المريخ على البترول الرياضي الجابوني 2/صفر وتأهل عبر ركلات الترجيح، بينما فاز على القطن التشادي 5/صفر وتأهل بارتياح.. * بقية المباريات الأربع التي كسبها المريخ على أرضه جاء فيها الفوز بنتيجة 2/1 ثلاث مرات أمام كانون الكاميروني والفهود الكيني ولوبوبو الكنغولي، بينما فاز المريخ على الأهلي القاهري 3/1 وفي هذه المباريات الأربع ودع المريخ المنافسة الأفريقية بسبب الهدف الوحيد الذي يلج شباكه.. * سبق للمريخ أن تعرض لخسائر أقسى خارج أرضه ولكنه تمكن من التعويض على أرضه، مثل خسارته أمام باماكو المالي في مالي صفر/3 ونجاحه بالرد في أمدرمان بالفوز 3/صفر والتأهل عبر ركلات الترجيح.. وهناك سابقة الخسارة 1/3 خارج أرضه أمام يوسكاف المدغشقري ونجاحه في الفوز بأمدرمان 3/صفر وكان يكفيه الفوز 2/صفر ليتأهل.. * نعود ونكرر القول إن عزام فريق كرة عادي ينبغي ألا نعطيه حجماً أكبر منه.. ولكن ينبغي احترامه والتعامل معه بحذر وتركيز شديدين، وهذا مبدأ ثابت في كرة القدم عند التعامل مع أي فريق كبير أو صغير.. * عزام فريق كرة، وأي فريق كرة مهما كان حجمه يمكن أن تهزمه، مثلما هزم مريخ الفاشر المريخ العاصمي في عقر داره بكل بساطة، ومثلما فاز مالقا على برشلونة في عقر داره. * المطلوب أن نتضافر جميعاً لإقصاء عزام.. وعلى اللاعبين بذل أقصى جهد ممكن في الملعب والتوكل على الله.. وما التوفيق إلا من عند الله.. * من متابعاتنا الطويلة نعرف إن الشحن الزائد على اللاعبين دائماً ما يأتي بنتيجة سلبية.. خاصة عندما يشعر اللاعبون بأنهم مطالبون بالفوز ولا شيء غير الفوز.. يكونوا أو لا يكونوا.. يفوزون أو تقوم القيامة.. فهذا الإحساس يحدث ضغطاً نفسياً شديداً نتيجة الخوف من الإخفاق فيتسبب في توتر وارتباك اللاعبين ويفقدهم التركيز.. * وكما قال زيكو إن تأخر إحراز الأهداف يربك اللاعبين ويجعل بعضهم يندفعون بلا هدى من أجل إحراز الأهداف.. فتحدث فوضى نتيجة غياب الانضباط الوظيفي.. وهذا يتسبب في ظهور فراغات يمكن أن يستغلها الخصم ليصيبنا في مقتل.. * واهتزاز شباكنا قبل أن نصل لشباكهم يحدث انهياراً معنوياً وسط اللاعبين.. ويزيد الضغط النفسي على الجمهور فينقلب على لاعبيه بالصراخ والشتائم وهنا ينتهي كل شيء.. * يجب أن نهيء اللاعبين نفسياً قبل المباراة بمخاطبتهم عبر شخص حصيف، ليشعرهم إن خصمهم فريق عادي المطلوب فقط احترامه واللعب أمامه بتركيز مع الحماس والإصرار والروح القتالية.. والبعد عن التشنج وكلما يؤثر على تركيز اللاعبين.. * ويجب على اللاعبين أن يتحسبوا لكل ظروف الملعب فإذا اهتزت شباكهم بهدف أو حتى بهدفين ينبغي ألا يتأثروا وألا يهتزوا إطلاقاً.. أي عليهم الثبات ومواصلة القتال حتى آخر ثانية من عمر المباراة.. * وعلى الجمهور أن يركز على التشجيع الهادر المتواصل مهما كانت النتيجة.. وعليه أن يعلم إن كرة القدم تخضع لكل الاحتمالات ومن الممكن أن نخسر مثلما خسرنا أمام كمبالا سيتي وقبله أم ريكرياتيفو.. وهذه إرادة الله، ولكن ذلك لا يعني نهاية المريخ.. * على الجمهور ألا يتعرض للاعبين أو الجهاز الفني أثناء المباراة أو بعدها إذا حدثت نتيجة سلبية لا قدر الله.. فالإخفاقات ينبغي ألا توقف المسيرة طالما أن الموسم مستمر وهناك ارتباطات قادمة لا ينبغي أن تتفاقم فيها الهزائم.. مع العلم إن هناك وقت محدد سيتم فيه التقييم والإصلاح والترميم.. والمسيرة لن تتوقف.. وهذه هي الكرة ومن لا يطيقها فليبتعد. * إذا ساعدتنا ظروف الملعب ولازمنا حسن الطالع وكتب لنا الله الفوز والتأهل.. سنتأهل بإذن الله.. * وإذا لم تساعدنا الظروف ولازمنا سوء الطالع ولم يكتب لنا الله التأهل فلن نتأهل.. * وفي كلا الحالتين هذه هي مسلمات كرة القدم يجب أن نرضى بها.. وألا نتعامل مع أي إخفاق وكأنه نهاية الدنيا.. أي يجب ألا تلين لنا عزيمة ولا تنكسر لنا شوكة.. فمسيرة المريخ التي بدأت قبل أكثر من 100 عاماً.. ماضية ولن تتوقف بحول الله.. * الإعلام الأزرق توقع حدوث كارثة في الملعب إذا خسر المريخ.. فعلى جماهير المريخ أن تمد لسانها ساخرة تجاه إعلام الحقد، وأن تظهر في قمة المثالية، وأن تصفق للاعبيها بعد نهاية المباراة مهما كانت النتيجة ليموت إعلام الحقد كمداً وحسرة.. * المطلوب الرضا بما يكتبه الله سبحانه وتعالى.. وحمده على كل حال.. ونسيان النتيجة مع صافرة النهاية إن جاءت سلبية أو ايجابية.. ثم التفكير في المرحلة القادمة، وأول ذلك مواجهة أهلي شندي الدورية يوم الأربعاء بشندي.. * ننصح بشدة بمخاطبة اللاعبين في المعسكر حول المفهوم أعلاه عن الخصم.. ويجب أيضاً إخطارهم والتشدد معهم بأن المعسكر سيتواصل عقب مباراة عزام مهما كانت النتيجة (تأهل أو غير تأهل) لأن هناك مباراة دورية مهمة تنتظر الفريق يوم الأربعاء القادم بشندي.. * غالباً سيكون يوم الأحد راحة للاعبين الذين يشاركون في المباراة، وعلى هؤلاء الخلود للراحة التامة في الفندق، وينتظر أن يتدرب اللاعبون الذين لم يشاركوا في المباراة يوم الأحد، على أن يتدرب جميع اللاعبين صباح ومساء يوم الإثنين القادم.. ويغادر الفريق صباح يوم الثلاثاء إلى شندي ويتدرب هناك مساء باستاد شندي.. ويبيت اللاعبون في شندي لأداء المباراة الدورية يوم الأربعاء بإذن الله. * نريد أن نتعامل مع مباراة عزام شأنها وشأن أي مباراة في مسيرة المريخ الطويلة وفي نفس الوقت لا نريد لهذه المباراة أن تلغي خطط وبرامج الفريق في الأيام التي تليها.. فالمسيرة لا ينبغي أن تتوقف على هذه المباراة فرحاً أو ترحاً.. وعشت يا مريخ موفور القيم كجناح النسر يجتاح القمم.. * نشكر الدكتور الهلالي يحى التكينة على المادة الرائعة على هذه الصفحة.. وليت كل الإعلام الرياضي ينتهج نهجه الوطني. �