بلا حدود هنادي الصديق الناشئون..باعوهم الترام!! * منذ ما يقرب الأربع سنوات أو ما يزيد جمعتني الظروف بإخوة أعزاء من العاملين في المجال الرياضي بمجلس إدراة هيئة أو لنقل إتحاد كانت فكرته جديدة بالنسبة لي وتخيلت انه سيشكل إضافة للمبادرات التي ظل يشهدها الوسط من وقت للآخر!. * وبدأت عملي وسط تفاؤل كبير وإندفاع غير محدود بالعمل مع الإتحاد المحلي للبراعم والناشئين والشباب بولاية الخرطوم بعد أن إختصني الأخ المحترم أبوهريرة حسين لتولي منصب (أمينة الناشئات) بالهيئة المعنية كمنصب يتم إنشائه لأول مرة!!. * ورغم حساسيتي عالية مع كلمة (أمين وأمينة وأمانة)إلا أنني إرتضيت العمل مع الأخ أبوهريرة حسين(كادر المؤتمر الوطني النشط)،رغم قناعتي التامة بأن العمل مع (من يتفق معك رياضيا) و(يختلف معك فكريا وسياسيا)هو قمة الديمقراطية وتأسيس لفهم متقدم يدفع بالعملية الرياضية للأمام خاصة وأن المؤتمر الوطني بعد أن أطبق علي رقاب الرياضة وأصبح واقعا لافكاك منه كان لابد من تقديم المصلحة العامة علي القناعات الشخصية والقبول بالعمل مع أصحاب العقول المتفتحة(رياضيا) منهم لنهضة وتطور رياضتنا خاصة وأن المال في جيبهم والملاعب تحت سلطاتهم.!! * المهم أن العمل سار بنا نحو آفاق رحيبة وخلق الشاب أبوهريرة شعبية ينافس بها شعبية الكبار، و تفاءلت بالمستقبل في ظل المال(المدفق)ورسمت الخطط لخلق واقع مميز للفتاة السودانية في المجال الرياضي وبدأت أعد العدة لإنطلاقة قوية تجعل (بناتنا وسط فتيات وفُتُوات افريقيا والعرب),ولكني للأسف لم أستطيع الإستمرارية لإختلافات في أسلوب العمل وقتها مع بعض القيادات وتقدمت بإستقالتي مع إحتفاظي بجميع علاقتي الأخوية الرائعة التي جمعتني بجميع أفراد أسرة الناشئين الي يومنا هذا.!! * مادعاني لهذه المقدمة الطويلة هو قراءتي الطويلة والمتأنية عقب الاستقالة لما كان يحدث وقتها وبين ما يحدث حاليا.!! * فالناشئين رغم عدم وجود تسمية بهذا الشكل علي مستوي العالم إلا أن قانون الرياضة بالسودان نص عليها لأسباب سياسية علي ما يبدو ولا علاقة لها بالرياضة مطلقا، وحتي بعد أن أصبحت واقعا معاشا لا فكاك منه، لم يراجع القائمين علي أمر هذه الهيئة التجربة ومعرفة سلبياتها لتجاوزها مستقبلا أو تطوير إيجابياتها حتي خيل إلينا أن الغرض من تكوينها فرض أفراد بعينهم و(تمكينهم)وليس (التمكن من الشباب والصغار)!! * المهم في الأمر أن هذه الهيئة إبتلعت في جوفها وجوف(ملاعبها ومهرجاناتها)مليارات الجنيهات كانت الإتحادات الرياضية أولي بها خاصة الإتحادات ذات الصلة بالإتحادات الدولية المعترف بها.!!! * وكنت حتي قريب وقت أيقن بأن هذه الهيئة أو لنسمها إتحادا سيتم إلغاؤها عاجلا أم آجلاً لأنها تجربة أثبتت فشلها خاصة بعد ان كثرت الشكاوي من ممارسات سالبة من بعض العاملين بها تجاه العديد من الصغار،وبعض التجاوزات الإدارية والمالية ببعض المحليات التابعة لها. * هناك أحاديث متداولة بأن الهيئة بالخرطوم تعاني من عدم وجود ميزانيات تسيير وصارت أحوالها لا تسر حتي (العدو)وتأكد لبعض المسؤولين بها أنهم قد (إشتروا الترام)بعد أن كان الصرف الذي يتم في الماضي لأجل عيون أبوهريرة وليس لأجل تسيير النشاط. فكان الفراغ الإداري الكبير، فهل نطمع في إعادة النظر لما يحدث في هذا القطاع الحيوي أم يستمر الوضع كما هو عليه؟؟!!