هلال وظلال عبد المنعم هلال الي اين يقودنا الاعلام الرياضي – ازدادت الحرب الإعلامية اشتعالا بين الهلال والمريخ عقب تأهلهما لدوري المجموعات في البطولة الافريقية وقد أذكى نيرانها كبار الكتاب ليسير علي نهجهم بعض الذين يرون فيهم القدوة بعد ان اصبحت الأحرف ( النتنة ) هي الطريق السريع الذي يؤدي الي الثراء والشهرة واصبحت عبارات السخرية والاستهزاء والتقليل من الاخر هي التي يقاس بها ترمومتر ( التوزيع) بدعوى ان القارئ عايز كدا واصبح الكاتب يقاس بطول ( لسانه ) لا بسحر ( بيانه ).. افتقدنا الكتابات الجادة والرصينة والمواضيع الهادفة والمفيدة واصبحنا نطالع كل صباح طفح ( مجاري ) بعض الأقلام وما تنتجه من فضلات وقاذروات تصدره الي القارئ المسكين الذي يدفع من قوت عياله ليطالع مكايدات ومهاترات وتصفية حسابات شخصية لا تهمه من قريب او بعيد ، ان الوضع جد لمؤسف وخطير وعواقبه وخيمة وقد رأينا كيف ان بعض الأقلام قد قامت بتعبئة الجماهير وتحريضها ضد الاتحاد العام والحكام مما أدى الي غضب وثورة بعض المتعصبين والمتفلتين وقيامهم بتظاهرة امام مباني الاتحاد العام وهم يحملون لافتات التهديد والوعيد وذلك في سابقة خطيرة من نوعها ولولا تدخل الشرطة لحدث ما لا يحمد عقباه .. اننا ندق ناقوس الخطر وندعو كتاب الهلال والمريخ الي وضع ميثاق شرف يدعو للارتقاء بالاعلام الرياضي ويضع حدا لما يجري الان من تناحر وشقاق بسبب (كرة جلد) بداخلها ( هواء ) وذلك قبل ان تجيب لينا ( الهوا ) ..!! – لا شك ان الاعلام الرياضي يعني تقديم خدمة إخبارية رياضية صادقة وموضوعية بعيدا عن الكذب والافتراء و(الشتل) تساعد جماهير الرياضة في الإلمام بما يجري وذلك من خلال سرد الحقائق دون تبديل وتحوير وذلك لما يلعبه الاعلام الرياضي من دور كبير تقدم الشعوب وتخلفها ويمكن ان نقيس تقدم وتخلف الدول بما وعكسه ويقدمه الاعلام الرياضي والمرحلة التي وصلها الهلال والمريخ الان علي النطاق الافريقي تحتاج اعلاما يعي ما يطرحه وما يقدمه ، اعلام راق ومتحضر ولكن ما يحدث الان عكس ذلك فنجد (الحفر ) والضرب تحت الحزام والمكائد والدسائس وكل فريق يتمنى خروج الاخر من سباق البطولة الافريقية ليعزف ألحان ( التريقة ) من خلال عبارات وأوصاف مكررة وممجوجة مثل (الصفر الدولي والوصيفاب والتمهيداب) والكثير من شاكلة هذه ( العبارات ) لزيادة ( المبيعات ) ..!! – اذا خرج أحد الفريقان من نصف النهائي الافريقي سوف تخرج جماهير الطرف الاخر في مظاهرات فرح عارمة وسوف يجد الاعلام الاخر فرصته وينال من غريمه بأبشع العبارات والأوصاف ورسومات التريقة والسخرية اما اذا ( طار ) الفريقان لا قدر الله سوف نرى العجب العجاب ونشاهد مباراة ( ملاكمة ) بالكلمات ويهرق الكثير من ( مداد ) الحقد والشماتة ..!! – ما يزرعه الاعلام الرياضي سوف نجني ثماره حربا لا تبقي ولا تذر بين المتعصبين من جماهير الفريقين لذا يجب وضع حدا لهذه التفلتات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..!! – الاعلام الرياضي يتحدث بلغة المصالح الذاتية و( البيزنس ) واصبح ( اكل عيش ) للكثير من المتطفلين وما أسهل اكتساب صفة إعلامي رياضي في بلادي ..!! – جمعية الصحفيين الرياضيين غائبة تماماً او مغيبة ولا يوجد كيان قوي يمكن ان يضع الأسس والثوابت والقوانين التي تحكم وتدير من يريد الولوج الي هذه المهنة ..!! – الذين نطلق عليهم كبار الإعلاميين الرياضيين يستغلون مناصبهم ومنابرهم في تصفية الخلافات الشخصية مع المناوئين لهم في الرأي والمختلفين عنهم في الانتماء بل يستخدمونها وسيلة للابتزاز وتحقيق المصالح الشخصية لهم وزرع بذور التعصب والفتنة بين الجماهير ..!! – في هذا الجو المحتقن والمشتعل الذي أجج نيرانه الاعلام الرياضي حمدنا الله كثيرا علي عدم تصادم القمة الهلال والمريخ في الدور قبل النهائي الا وكنا قد سمعنا عبارات فليعد للأزرق او الأحمر مجده او ( ترق منا الدماء او ترق كل الدماء ) ..!! – الاعلام الرياضي يقودنا الي الهلاك مما يجعلنا نتمنى مرغمين ان ( يطير ) الفريقان وكفى الله المتعصبين والمتفلتين شر القتال – بعض كتاب الرياضة يدعون الورع والتدين ولكن عندما نطالع ما يكتبونه نجده بعيدا عن قيم الاسلام السمحة ..!! – نتمنى ان يطرح الاعلام الرياضي مواضيعه بكل حيادية وبطريقة ايجابية موضوعية لنجد اعلاما مستنيرا يدعو ويؤسس لنهضة رياضية شاملة والتنافس بشرف بدلا عن حمل معاول الهدم والعصبية المقيتة وزرع الفتنة والكراهية والعمل علي محو المنافس من خارطة الكرة السودانية ..! – لن ينصلح حال الرياضة عامة وكرة القدم خاصة الا اذا انصلح حال اعلامنا المائل ..!!
