ايمن كبوش الهلال والاهلي شندي.. واحدة من المباريات التي تعيدنا الى سوح التحدي والتنافس.. وتعطينا الاحساس بعافية الكرة السودانية التي تحتاج للقليل من الجهد والوقت حتى تعود الى الواجهة الافريقية.. نحتاج لارتفاع في فهم المنظومة التي تدير العملية الرياضية في السودان حتى تواكب المتغيرات الكثيرة في التدريب والتحكيم والتشجيع والادارة.. والاخيرة هي اس ما فينا من بلاء وابتلاء وشقاء. الهلال والاهلي شندي برسم نهائي بطولة كاس السودان.. مباراة خارجة عن قواعد المألوف بعد ان اصبح الاهلي في السنوات القليلة الاخيرة واحد من الفرق التي لا ترحم ضعف القمة.. ولا تتأثر بالاجواء العاطفية المحيطة من ملعب وجمهور وتحكيم.. هذا فريق يريد ان يخدم مشروعه فحسب.. ولا يهتم كثيراً بهتاف الجماهير ولا الارض التي تقام عليها المباراة واعتادت ان تلعب مع اصحابها.. كل هذه عوالم ايجابية ينبغي ان تحفز المنظومة الرياضية على تشجيع مثل هذا الواقع وليس تكسير المقاديف بالتبخيس والحملات المنظمة الممنهجة. في الموسم الماضي استطاع هلال التبلدي.. انيق عروس الرمال وعريسها.. ان يصنع الحدث حين ابعد المريخ من نهائي الكاس ومواجهة بالهلال في مباراة مشهودة بملعب استاد ود مدني.. وهاهو اهلي شندي يكرر السيناريو ويعلن التحدي امام الهلال الراغب في الحصول على لقبي الدوري والكاس للموسم الثاني على التوالي.. ولكن هذا لن يتحقق له من هذه المباراة التي تلعب اليوم على ترتان الخرطوم.. ما لم يحترم لاعبو الهلال خصمهم الذي لن يكون صيداً سهلاً على اية حال.. لانه يملك من الدوافع ما يتواضع امامه دوافع الهلال الذي اصيب ب(التخمة) من البطولات المحلية ولكن هذا ليس مبرراً للتراخي او التراجع لتحقيق هذا الانجاز الذي نعتقد انه من مؤهلات ومطلوبات المشاركة في البطولات الافريقية بفريق فيه ما فيه من شخصية البطل صاحب السطوة والقوة والقدرة على حصد جميع البطولات. الهلال والاهلي مباراة في كرة القدم (كاسها بره) واحسب ان جماهير الازرق الدفاق لن ترضى بأن يختتم الموسم بغير انتصار الهلال في ليلة ختام المولد.. ولسنا في حاجة هنا لاعادة التذكير بان الهلال يكسب دائما في المواعيد الكبيرة والمناسبات الكبيرة.. وقد ارتبطت ليلة المولد عند الهلاليين بذكريات حبيبة الى النفس عزيزة على الخاطر. اليوم يختتم الموسم بسطوة زرقاء على البطولات المحلية حتى يؤكد اخوة كاريكا وجمعة جنيارو وعبد اللطيف بوي وبشة بان الهلال هو (السوبر) الوحيد هذه الايام حيث يجمع الدوري والكاس وينافس نفسه في ارض ملتقى النيلين الاروعين.. الازرق والابيض. سؤال اخير.. مع من سيقف شعب المريخ اليوم.. مع الفريق الذي هزمهم بالثنائية في المواجهة الخاصة وتاج الدوري؟! ام مع الذي ابعدهم من نهائي الكاس بثلاثية حارقة ومذلة.. المريخاب العقلاء سيختاروا حلاً مختلفاً وهادئاً بالذهاب الى ملعب الليق في الحلة الجديدة الخرطوم قبالة السجانة.. او ميدان الخليفة في قلب ام درمان. شارع النيل لم يعد خياراً جاذباً لكم في هذا الشتاء ايها المريخاب الكرماء