* اليوم يبدأ المريخ السوداني رحلته في تصفيات مجموعات ابطال افريقيا بلقاء كبير ولن أقل صعب فكل مباريات البطولة صعبة ولكن يطغى على اللقاء مكانته الكبيرة في الخارطة الرياضية الافريقية كونه سيكون أمام الأهلي المصري فريق القرن وثالث أبطال العالم وحامل اللقب الافريقي ، النادي الذي تسبقه سمعته للملعب وقوته الإدارية تضاهي قوته الفنية ، نادي كبير لا جدال عليه ، لكن مباراة اليوم هي مباراة من ضمن مباريات المجموعة ، يتطلع كل فريق فيها الى حظوظه في التأهل ومن ثم تقديم نفسه بقوة في البطولة وتعريف الجميع ان وصوله لهذه المرحلة لم يأت خبط عشواء ولا بسبب الحظ ، هكذا سيكون المريخ او هكذا نتمناه ، لن نركن لمستوى الأهلي مؤخراً واعداده فوق العالي بمباريات كاس العالم للاندية الابطال والتي احرز فيها المركز الثالث ولعب فيها ثلاث مباريات من الوزن الثقيل احدها كانت امام بايرن ميونخ بطل العالم ومعذب الأندية وقاهرها مؤخراً ، نتمنى ان يرمي المريخ كل هذه التداعيات خلف ظهره وان يقدم المستوى المتميز الذي ظهر به في الابطال هذا العام ونعلم تماماً ان المباراة ستحسم بالمهارات الفردية زائداً التكتيك الذي يضعه المدرب فإن افلح المريخ في مجاراة هاتين النقطتين فلن تكن النتيجة الإيجابية مفاجئة له وستكون مستحقة تماماً وان ضعف في كليهما او احداهما فلن تكن أي نتيجة أخرى مفاجئة ايضاً لذلك التوازن مطلوب والبحث عن الذات ضروي والرغبة في الفوز لا غضاضة فيها ، المرفوض تماماً هو الاندفاع بلا مبرر والتهور ، لأن الفرق السودانية كثيراً ما تفقد أمور وأشياء مهمة عدا النتيجة في مثل هذه المباريات ، المريخ اصلاً يلعب مفتقداً لعدد من ألمع وأبرز نجومه الأساسيين في مقدمتهم النجم الجماهيري التش المصاب ومعه ثنائي خط الوسط رمضان عجب ومحمد الرشيد بفعلتهما السيئة التي تسببت في توقفهما كثيراً ، وكذلك عدد من النجوم المصابين حالياً والذين يتلقون العلاج ، فقدان مزيد من اللاعبين باندفاعات واصابات وبطاقات ملونة ستعود وبالاً على الفريق في المباريات القادمة المهمة امام فيتا كلوب الكونغولي وسيمبا التنزاني وهما الفريقان المنوط بالمريخ منافستهما للبطاقة الثانية في المجموعة من واقع مقتضى الحال وشفافية المآل ، وحديثي هذا ليس خنوعاً وضعفاً واستسلاماً للأهلي المصري بقدر ما هو حقيقة نتقبلها بكامل الاريحية كونه يستحقها ويكمل مطلوباتها ، اذاً على الجهاز الفني للمريخ وضع كل هذه الأمور نصب اعينهم وان يتم تحضير اللاعبين نفسياً لمباراة اليوم وتوجيههم على مدار الشوطين لأن هذه المباراة بالذات لا تحتاج لاندفاع ولا رعونة ولا عشوائية وانما تتطلب هدوء كبير في الاعصاب والأداء الفني ، اياً كانت خطة وتكتيك المدرب يجب ان تنفذ بذات الهدوء والعقلية الكبيرة ، يجب ان يخرج كل لاعب امكانياته الفنية ويطمئن الجماهير على ثباته وتحكمه في نفسه وفي الكرة حتى يخرج الأداء منضبطاً وما تنتهي عليه نتيجة المباراة ستكون نقطة تحول لمتبقي المباريات . * في لقاء سابق مع الأهلي المصري تم استفزاز لاعب المريخ زيكو ليقوم الحكم بطرده في بداية المباراة وينال المريخ هزيمة ثقيلة وقتها ، وفي مباراة المقاولون العرب تم استهداف لاعب المريخ يوسف الصيني وتم ضربه وركله وايقافه بكل السبل غير القانونية وامام مرأى حكم المباراة الذي كان في حكم الأعمى لا يبصر الا ما يريده فأصيب الصيني وفقده المريخ في المباراة وبعدها وخسر المباراة والتأهل ، نحذر كثيراً من الاستجابة لهذه الممارسات ونحذر كثيراً من الحديث مع حكم المباراة او محاولات الاحتجاج مهما كانت فالترصد موجود لم يغب عن البطولات الافريقية وأصحاب الياقات السوداء والضمائر الأكثر سواداً مجبولين على ظلم انديتنا وخاصة المريخ ومتهمين حتى وان لم تثبت ادانتهم فماضيهم اسود من حاضرهم والعكس صحيح ودونكم ما حدث من مشاكل في العام قبل الماضي وبطولة الابطال الافريقية وختامها السيئ وتبادل الاتهامات ودونكم كثير من المشاهد التي حدثت وتحدث حالياً في المباريات الافريقية على كافة المستويات منتخبات واندية وطبعاً لنا من ظلمهم نصيب الأسد . * اذا تحدثنا عن الأهلي المصري نفسه فان مدربه موسيماني قد جهز نجومه لمباراة المريخ واكثر ما يميزه هو مستويات اللاعب البديل التي تكون احياناً افضل من الأساسي ان لم يعادلها ، فقد ذكر الاعلام غياب نجومه علي معلول وايمن اشرف في الدفاع و حسين الشحات وطاهر محمد طاهر في المقدمة ، فاختار محمود وحيد وياسر إبراهيم لغيابات الدفاع ومحمود كهرباء والمحترف جونيور اجاي ليلعبا في الرواقين الأيمن والايسر في المقدمة الهجومية ، موسمياني لم تكن تصريحاته في محلها عندما تحدث عن مواجهة المريخ وقال ان المريخ لا يعاني من غيابات في تشكيلته مؤكداً صعوبة المباراة وان المريخ حصل على وقت كافٍ للراحة والاعداد عكس الأهلي الذي كان يخوض بطولة ابطال العالم للاندية ، موسيماني لا يعلم ان المريخ يفتقد اهم نجومه على الاطلاق لكنه عاد وتحدث عن ميزة لعب المباراة الأولى على ارضه والاستفادة منها بقدر الإمكان ، هذا المدرب الجنوب افريقي المتميز أكد على تألقه وقيادة فريقه بحنكة كبيرة ولديه عقلية عالية في التعامل مع مجريات المباريات وتحويلها لمصلحة فريقه بتبديلات دقيقة وتغيير التكتيك الذي يلعب به اثناء المباراة يساعده طبعاً مقدرات وامكانيات لاعبيه . * المريخ لن يكن مطالباً بأكثر مما يجب لكن لأنه عودنا أن سقف الامنيات لا حدود له يبقى الأمل في مباراة قوية يتابعها الجميع بشغف كبير ويتطلع اليها المشاهدين كونها بين زعيمين عربيين افريقيين سطرا اسميهما بقوة في الفعاليات القارية والعربية مع غياب الأهلي المصري عن بطولة العرب كان للمريخ صولات وجولات فيها مميزة وصل فيها الى ما قبل النهائي . المريخ الذي نال كاس دبي الذهبي وانتزعه من نجوم الزمالك المصري المدجج وقتها قادر على تحقيق المستحيل والخروج بالفوز او التعادل في مباراة اليوم ، يترقب سيمبا وفيتاكلوب المباراة كونها ستعيد ترتيب المجموعة بينما ينتظر المريخ مباراة فيتاكلوب الهامة على ارضه والتي سيبدأ فيها المريخ بصورة واقعية ترتيب تأهله للمرحلة القادمة باذن الله . * قلوبنا ودعواتنا وابتهالاتنا للمريخ بطل السودان في مباراة اليوم وما النصر الا من عند الله . * بالأمس تعادل بايرميونخ الألماني في الدوري بعد ان كان مهزوماً بثلاثية استطاع ان يعود بالتعادل في المباراة ، هل يكون تأثير بطولة ابطال العالم للاندية والارهاق عاملاً ايجابياً يستفيد منه المريخ اليوم امام الأهلي الذي وصل الى مصر بعد المريخ ؟ نتمنى ذلك . * في كل مرة يفتقد المريخ رمضان عجب ومحمد الرشيد أشعر باللأسف عليهما والحنق على فعلتهما السيئة ، غياب أهم مباريات الموسم امام الأهلي المصري وامام انظار كثير من المتابعين في العالم للمباراة هو من ضمن العقوبات التي فرضت عليهما ، اما غياب التش فهو الحسرة التي لا مثيل لها . آخر التداعيات * التحية للاستاذة الإعلامية المتميزة ميرفت حسين وهي تعتبر أول رئيس بعثة رياضية كروية لنادي سوداني من نساء وطني الحبيب وهي تستحق هذا الفضل وهذه الصفة كامل الاستحقاق أتمنى ان تُكرم اليوم بمباراة رفيعة المستوى تقديراً لها .
