د.مزمل ابوالقاسم جرد حساب مجلس الخراب * لم تنحصر خسائر المريخ في عهد مجلس الدمار الشامل في تراجع المستوى الفني للفريق وتدهور نتائجه على الصعيد الخارجي، بل امتدت إلى ملفات أخرى، خصم بها الأداء البائس للمجلس الكثير من رصيد النادي الكبير في شتى الصُعد. * في هذا العهد الكئيب أصبح سداد مرتبات لاعبي الفريق الأول إنجازاً يستحق الاحتفاء، وخبراً ينشر في الموقع الرسمي للنادي والصحف الحمراء. * حتى حضور رئيس النادي لمباراة أو تدريب للفريق أصبح إنجازاً يتم التنويه له في الصحف الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي. * جرد حساب الخسائر يحوي خسائر جسيمة، أهما أن المريخ فقد في هذا العهد الأسود صيته وسمعته، وتم تشويه صورته الزاهية التي اكتسبها عبر السنوات، كأحد أكبر وأقوى وأغنى الأندية في إفريقيا والمنطقة العربية. * المريخ الذي تعاقد مع أكبر اللاعبين وأشهر المدربين، ولعب أمام بايرن ميونيخ وشالكا الألمانيين، وتعود على تنظيم معسكراته في أوروبا والخليج أصبح يقيم معسكراته في فنادق محلية متواضعة، ويتعاقد مع مدربين ولاعبين أجانب مغمورين، يتم جلبهم (بالساهلة). * المريخ الذي تعاقد مع لاعبين بقيمة كليتشي وإيداهور وعصام الحضري وعبد الكريم النفطي وسكواها وأديكو وباسكال وباولينو وليما وعلاء الزهرة وسعد عطية أبو بكر كوني ولاسانا فاني وأيمن سعيد وديديه وكوفي وسلمون جابسون أصبح يضم لاعبين لم يسمع بهم أحد. * أجانب لا يضيفون أي جديد، ويغادر بعضهم كشف الفرقة الحمراء من دون أن يؤدوا أي مباراة، ويتسببون في صدور عقوبات دولية على النادي بسبب عدم التزام المجلس بسداد مستحقاتهم (مثلما حدث في ملف اللاعبين البرازيليين والتر فينتورا وزميله ماركوس واللاعب المصري الذي لا يحضرني اسمه)! * أسوأ ما حدث للمريخ في عهد مجلس سوداكال والتحالف أن معظم الأخبار التي تصدر عنه باتت سلبية كالحة، تثير الحزن في نفوس الأنصار، بعد أن تضخم ملف الشكاوى المقدمة ضد الزعيم من لاعبين ومدربين أجانب في الفيفا، وتعرض النادي إلى سلسلة طويلة من العقوبات الدولية الصادرة من لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم. * للمرة الأولى في تاريخ النادي الكبير يتم حرمانه من التسجيلات بعقوبة دولية بسبب عدم وفائه بالتزاماته تجاه لاعبين سابقين. * خلال ثلاث سنوات فقط أصدرت لجنة الانضباط التابعة للفيفا أكثر من 15 قراراً ضد نادي المريخ، فتبارى أهل المريخ في سد الثغرة، واجتهدوا في تسديد تلك المستحقات كي لا يتعرض ناديهم إلى عقوبات إضافية. * مجلس ضعيف ومتشاكس، عجز حتى عن توفير أزياء لائقة لفريقه الأول، وظل يعتمد على هبات ومبادرات روابط الخليج لستر عورته في ملف المعدات الرياضية، علماً أنه ورث معدات رياضية بقيمة أربعين ألف يورو، تم استيرادها بإشراف المدرب غارزيتو من أوروبا، على حساب الأخ جمال الوالي، الرئيس الأسبق للمريخ. * تسلم المجلس الإستاد في أبهى حلة، فحوله إلى خراب ينعق فيه البوم، وصار مستقراً لبلاطجة وشبيحة، تم تكليفهم بحراسة الإستاد. * في ملف العضوية والجمعيات العمومية فشل مجلس الدمار الشامل في عقد أي جمعية عمومية عادية على مدى أكثر من ثلاث سنوات، وبقيت عضوية النادي مقفولةً في وجه الراغبين في اكتسابها، وتم التلاعب في العضوية القديمة. * شهدنا كيف تم تزوير إرادة أعضاء النادي في جمعيتين عموميتين هزليتين، أقيمتا لإجازة أسوأ مسودة للنظام الأساسي، ولم يحضرهما أي من رموز النادي وأقطابه الكبار، بعد أن أسقطت عضويتهم وشطبت أسماؤهم عمداً. * في الجانب المالي حدث ولا حرج. * بقيت الضبابية سيدة الموقف، ولم يفلح المجلس في إعداد أي ميزانية طيلة فترة إشرافه على النادي، بل فشل حتى في نشر موقف مالي يوضح مداخيل النادي ومنصرفاته. * للمرة الأولى في تاريخ المريخ الممتد أكثر من مائة عام تتطاير اتهامات تطعن في ذمم بعض أعضاء النادي، ويتم اللجوء إلى الشرطة والقضاء بواسطة أعضاء في المجلس، اشتكوا زملاء لهم، بينما تم اتهام آخرين بتلقي عمولات في بعض صفقات التسجيلات. * الغريب في الأمر أن كل تلك البلاوي حدثت في عهد مجلس يطيب لمن يعلمون فيه ويتعاونون معه أن يتشدقوا بالحديث عن الديمقراطية والمؤسسية والشفافية المالية والحوكمة الرشيدة، مع أننا لم نر من تلك المبادئ أي شيء في الأداء البائس لأسوأ مجلس في تاريخ المريخ. * في هذا العهد الجديب أصبح الدخول إلى مجلس المريخ يتم بالتعيين، لشخصيات مغمورة لم يسمع بها أحد. * خسائر المريخ في عهد مجلس الدمار الشامل لا تحصى ولا تعد، وأبرزها تمزق النسيج الاجتماعي للنادي، وتمدد خطاب الكراهية فيه، وبروز ثقافة الإقصاء بالتلاعب في العضوية، والإساءة للرموز. * حقبة سوداء، شهدت انحطاطاً إدارياً غير مسبوق، نشهد آخر فصوله حالياً، بالاستعانة بالبلاطجة لحراسة الإستاد، والتهديد بسحب الفريق من المسابقات الكروية قرباناً للمحافظة على مقاعد لم تجلب للنادي الكبير إلا الخراب والدمار وسوء السمعة. * لا غرابة، فمن آلت إليه رئاسة النادي أمضى معظم فترته داخل السجن، بينما تفرغ زملاؤه للتشاكس والتنازع والخلاف وتبادل الاتهامات التي تطعن في الشرف والنزاهة، حتى وصل بهم الحال إلى الاشتباك بالأيادي داخل اجتماعات المجلس. آخر الحقائق * في عهد الدمار الشامل أقدم مجلس المريخ على كسر البضائع في السوق، لتغطية نفقات الفريق. * فيه تم بيع اثنين من أميز لاعبي المريخ لاستخدام عوائد صفقتيهما في تمويل النادي. * في العهد البائس أصبح تحول أبرز لاعبي المريخ إلى الند اللدود لا يثير الاستغراب. * انتزع الهلال الحارس أبو عشرين من المريخ، وتلاه بالغربال، بعد أن فشل المجلس المفكك في تمديد عقده، عقب مبادرة رابطة الدوحة بعلاجه من الإصابة الكبيرة التي تعرض لها في الركبة. * لولا تدخل الأقطاب بقيادة حازم مصطفى لرحل رمضان عجب ومحمد الرشيد إلى العرضة شمال. * في الجانب الفني انعكس الأداء الهزيل للمجلس سلباً على فريق الكرة، ففارق بطولة دوري أبطال إفريقيا من الدور التمهيدي ثلاث مرات. * خلال السنوات الأربع الماضية تناوب (14) مدرباً على المريخ، برقم قياسي غير مسبوق. * غالبهم مغمورون لا خبرة لهم ولا صيت ولا إنجازات. * أتوا بهم لمجرد أن كلفتهم قليلة، فنالوا شرف تدريب فريق تعاقب عليه مدربون كبار، بقيمة أوتو فيستر ومايكل كروجر وكاربوني وغارزيتو وحسام البدري وغيرهم من المدربين المرموقين. * في هذا العهد الجديب أصبح ملف علاج اللاعبين المصابين يدار بواسطة أقطاب النادي وروابطه في الخليج، لأن المجلس لا يهتم بعلاج أي مصاب. * دونكم ما يحدث للكابتن سيف تيري هذه الأيام. * أصيب سيف مع المنتخب، وتعرض إلى إهمال مريع من النادي والاتحاد على حد السواء، حتى اضطر إلى أن يباشر علاجه بنفسه. * كذلك بقي زميله مصعب كردمان مصاباً أكثر بقطعٍ في الرباط الصليبي عدة أشهر، ولم يشغل المجلس نفسه بعلاجه، ولم يتصل بروابط الخارج للمساهمة في العلاج. * كما بقي الكابتن عماد الصيني مصاباً أكثر من ستة أشهر، من دون أن يشغل المجلس نفسه بعلاجه. * أما المنشآت فقد تحولت إلى أثر بعد عين! * اضطر المريخ لأن يستجدي ملعب الهلال لمبارياته الإفريقية، بعد أن تلاشى النجيل الأخضر من الرد كاسل. * ملعب مصاب بالثعلبة، ومرافق تعرضت إلى نهب منظم. * دونكم ما حدث قبل أيام عندما ضبط بعض محبي النادي شخصاً يحمل بعض مكيفات الإستاد في (ركشة) بعد منتصف الليل. * تلك كانت محاولة سريعة لجرد حساب مجلس الدمار الشامل، الذي أورث المريخ خراباً يصعب تداركه. * نتمنى أن تشكل الأحداث الجارية حالياً نقطة الختام لأسوأ مجلس في تاريخ الزعيم. * ما حدث فيه من بلاوي ينبغي أن يشكل عظةً وعبرة لكل أهل المريخ، كي لا يفرطوا في ناديهم مرةً أخرى، ويحسنوا اختيار من يتولى أمره. * آخر خبر: دروس قاسية، وتجارب مريرة، نسأل المولى عز وجل أن لا يبتلي بها المريخ مجدداً.
