صلاح الأحمدي طلع رئيس النادي جلس بجواري يتابع المباراة منفعلاً والدقائق تمر سريعة والمباراة على وتيرة واحدة فريقه المفضل يسيطر من جانب واحد ولكنه دون فاعلية ولا أهداف ولا شيء حتى ينبئ عن احتمال التهديف . أخذ يقفز مع كل تسديد .. يلملم قدميه ويفرد كفيه مع كل هجمة أو محاولة هجوم وهو يتمتم بكلمات التقطت منها الشكية لله الله يجازيكم وانتو ماعاوزين تلعبوا كوره وما فاضين ليها طيب ما تريحونا وتعتزلوا ون كنتم ماقادرين والكلام كتير بعد أن زاد حنقه ديل جبتوهم من وين . حاولت أن أهدئ من انفعالته واطيب خاطره قلت له هكذا الكورة وهي متقلبة لا يستقر لها حال فلا داعي للقلق وفريقك مازال ذو جهد أكبر قال بانفعال المسألة ليست مسألة الكورة ولكن حال بعض النجوم لا يسر نحن نتعلق بهم ونعطيهم الحب والاهتمام بلا حدود ونتوقع منهم المقابل بالمثل ولكن ماذا نأخذ ! . هل تعلم أن فلان هذا النجم الموهوب الذي مثل وقت ظهوره أملا للكرة السودانية وكاد أن يصبح معشوق الجماهير هل تصدق أن هذا اللاعب قال بالحرف الواحد أمامي عندما سأله أحد معجبيه من أصدقائي عن سبب عدم ظهوره بالمظهر القوي المرتفع منذ فتره ولماذا تدنى . قال أعمالي الخاصة أولاَ وبعدها الكوره وأنا أضحي بمصالحي الخاصة من أجل هذا الدوري. هم هكذا بمنتهى اللامبالاة والبساطة لم أجب أو أرد أنا على الجار المسكين المنفعل ولكن سرحت فترة ثم وجدتني أتابع أداء النجم المذكور بدقة من خلال المباراة أو حسن محاولته الخفية للابتعاد عن مجال الصراع والكرة وهو الهداف نجده منزوياً بجوار خط دفاع فريقه لا يتقدم إلا إذا سكتت الكرة لتلعب من فاول أو لمسة يد أو ضربة تماس قلت لنفسي لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . هل هكذا ينتهي الأمل الوليد ؟ هل تكون هذه حدود العطاء لنجم ما زال في بداية الطريق وتساءلت أي فلسفة تلك التي تقود تفكير بعض نجومنا . قد يكون من حق الانسان اختيار الاسلوب الذي يحقق مصالحه الشخصية وقد يكون له الحق في اختيار المهنة أو حق اختيار الاصدقاء أو حق اختيار طريق الحياة .. كل هذا حق لكن إذا كان الأمر يختلف لمن يتصدى ليصبح انساناً عاماً فهو في هذه الحالة ليس ملكاً لنفسه فقط وهنا تكون الحرية مشروطة فالنجم أو الشخصية العامة تصبح مسئولة أمام مجتمعها الرياضي ومحبيها عن كل تصرف يصدر منه والمطلوب أن يكون قدوة صالحة فينسحب من حق الوقوع في الخطأ وبالتأكيد حق التمادي فيه وينسحب من حق الانفعال والتصرف العشوائي كما ينسحب منه حق الابتعاد عن الساحة والرجوع إليها وقت ما يشاء ولاعب الكرة نموذج للشخصية العامة ليس بحكم موقعه كقدوة فقط ولكن بحكم الحب الذي يحيطه به الملائين وحق هذه الملايين عليه ثم من واقع مسئوليته اتجاه ناديه الذي سخر له كل الامكانات ليصبح نجماً يتمتع بالحب والتدليل وفتح الابواب أمام كل مطالبه وطبعاً تأمين مستقبله وهي أول هذه المطالب . وكذلك مسؤوليته أمام بلده متى ما وصل الى مصاف الفريق القومي وهنا يكون مثل الجندي الذي لا مجال للمفاضلة بين مصلحته الخاصة ومصالح أمن بلاده وسمعتها هذه مسئوليات النجم إن شاء أن يستمر نجماً أم عليه أن يختار أما أن يتمتع بالنجومية والشهرة والابواب المفتوحة وجنة الحب التي تحيط به أو إختيار المصلحة الشخصية والحياة الخاصة ولكن عليه أن يعبر هذا الطريق وحده أمام الجميع ما بين جنة النجومية ومزاياها وترف الرغبات والمصالح الشخصية دون تقديم المقابل فهذا ليس من حقك يا عزيزي النجم والمعادلة بسيطة.. الأخذ مقابل العطاء . نافذة : بعد أن عدت من سرحتي وتوهاني وتعاطفي مع المشجع الذي كان بجواري . سألته أنت معجب بهذا اللاعب أم هايم بحب الفريق قال جمل غير مفهومة وكأنه يقصد أن لا أفهمها حتى لا أعرفه وبعد إلحاحي عليه قال أنا رئيس هذا النادي ومعجب بهذا اللاعب وأثرت مسطبة التشجيع الشعبي دون الجلوس في المقصورة الرئيسية لأشجعه ولكنه خذلني !! . دائماً اظهار الاداري لاعجابه للاعب مهما كان هرمه في المجلس يقلل من فعالية اللاعب في الميدان ويكون أقرب للإدارة