ابراهيم عوض اتجاه واحد يستضيف منتخبنا الأول لكرة القدم اليوم منتخب غينيا بيساو ضمن الجولة الثانية من التصفيات الافريقية قبل الأخيرة ،المؤهلة لمونديال قطر عن المجموعة التاسعة. خسر السودان في الجولة الأولى كما نعلم من المغرب بهدفين نظيفين خارج ملعبه، بينما تعادل ضيوفنا اليوم أمام غينيا على أرضهم ووسط جمهورهم بهدف مقابل هدف. منتخب غينيا بيساو يتقدم حاليا على منتخبنا في التصنيف الدولي للمنتخبات، الذي صدر في اغسطس الماضي، ب 12 مركزا. جاء السودان في تصنيف الشهر المذكور في المركز ال 121، بينما حل منتخب غينيا بيساو في المركز التاسع بعد المئة. حدث تطور لافت لمنتخب غينيا بساو في العشر سنوات الأخير، فبعد ان كان تصنيفه في فبراير 2010، في المركز ال 195. قفز إلى المركز ال 68، في نوفمبر عام 2016، وهو التصنيف الأفضل له تاريخيا، بينما حصل منتخبنا على افضل تصنيف له في ديسمبر 1996، وكان رقم 74. صحيح ان الفارق اليوم في التصنيف ليس كبيرا، ويميل لصالح الضيوف، لكن ذلك لن يكون سببا في عدم اقتناص الفرصة والخروج بنتتيجة كبيرة. أي نتيجة غير الفوز في لقاء اليوم، ستصعب مهمتنا وقد تجعلنا خارج المنافسة، خاصة وأنه سيتاهل منتخب واحد من كل مجموعة من المجموعات العشرة، للتصفيات النهائية. ولذلك ينبغي على رفاق الغربال وأمير كمال، ومدربهم الفرنسي فيلود، الاجتهاد قدر الإمكان لتحقيق فوز مريح. والفوز المريح اذا تحقق سيمنحنا دفعات معنوية هائلة، قبل استضافة غينيا في الجولة الثالثة في ال 9 من أكتوبر المقبل في الجوهرة. قد تخدمنا الظروف ويتعثر المنتخب المغربي المرشح الأول لتصدر المجموعة، أمام غينيا أو غينيا بيساو، ونوفق نحن في تحقيق الفوز في بقية المباريات ونتاهل. وسنظل متفائلين بتأهل الصقور إلى المرحلة النهائية، طالما ان هناك إعداد جاد وإرادة قوية من اللاعبين والمدرب ولجنة المنتخبات. وللامانة فان الاعداد الذي حظي به (منتخب اليوم) لم نشهد له مثيلا، ويعود ذلك الفضل لاهتمام قادة اتحاد الكرة ، وجهود رئيس لجنة المنتخبات السلطان برقو. شكرا سعادة السفير سجل سعادة سفير المملكة العربية السعودية في الخرطوم علي بن حسن بن جعفر قبل أيام زيارة لاسطورة الكرة السودانية والهلال نصرالدين عباس (جكسا) في منزله بام درمان. ارتدى السفير زيا رياضيا (training suit ) بلون المنتخب السعودي، عند زيارته للاسطورة في لفتة تؤكد اهتمامه بالمبدعين في السودان، وتجسد عمق العلاقات التي تربط بين الشعبين الشقيقين. الزيارة لها مدلولاتها التي لا تخفي عن العين، فقد جاء السفير إلى منزل الاسطورة متأبطا صورة لجكسا وهو يصافح الملك الراحل فيصل خلال زيارة الهلال إلى السعودية منتصف الستينات. وهذه الالتقاطة لوحدها تكفي، لتوضح مدى اهتمام واعتزاز السعوديين بكل ما هو جميل ورائع في تاريخ البلدين. ربما تكون هذه هي المبادرة الأولى في العالم التي يزور فيها سفير دولة أجنبية، للاعب في البلد الذي يعمل فيه انحسرت عنه أضواء الملاعب منذ زمن بعيد. وقد لا نشهد مثلها في القريب العاجل، ذلك لأن اغلب المسؤولين، تعودوا أن يهتموا فقط، بالمشاهير والنجوم الذين تطاردهم الأضواء. لكن بن جعفر، فاجأ الجميع في السودان، وعكس القاعدة ، لانه ببساطة رجل يمثل بلدا ظل عطاؤه واصلا وممتدا لكل موهوب ومبدع ، أيا كان موقعه. صديقي وزميلي حسن أبو زينب الصحفي السابق في جريدة الصحافة، والرياضية السعودية ، لفت الى ان زيارة السفير السعودي للاسطورة جكسا، تقف برهانا على عظمة هذا اللاعب. شكرا سعادة السفير، وشكرا لك مرة أخرى من الأعماق، فزيارتك للاسطورة في منزله، لا تعتبر تكريما له وحسب، بل تعد تكريم لكل أهل السودان ومبدعيه. وللعلم فان نصرالدين عباس جكسا لا يزال محتفظا بالرقم القياسي لهدافي المنتخب السوداني برصيد (34) هدفا، رغم اعتزاله قبل اكثر من 40 عاما. وداعية: أربعة عقود والأسطورة ما زال ملكا.